رواية ليس زوجي المعاق الجزء الثاني
(مالك القلب)
(1)
الفصل السادس
مرت عدة أيام وأنا بداخل غرفتي، لا أخرج منها سوى للحمام
فقط وأتحرى بأذني وأتأكد من أن لا أحد سوف يراني، دلفت أمي أكثر من مرة محاوله أن تثني
عقلي الغبي عن قراره.
أتت إلينا مهرولة بعد أن علمت بتلك الكارثة، دلفت تصرخ
وكادت أن تلطم وجنتها.
"ما الذي تريدين فعله بنا؟
كيف لي أن أواجه آسر بهذا الأمر؟!
سوف تدمر صورتي أمام عائلة زوجي وينخرب بيتي بسببك وبسبب
غبائك!!".
والكثير الكثير من هذا!،
لكنني لم أهتم لها حقا تركتها تصرخ وتهرطق بتلك الأشياء
الرهيبة التي سوف تحدث لها ولم أكلف نفسي عناء النظر لها، جالسة على سريري أضم
قدماي وأنظر للفراغ بثبات وكأن حياتي تعتمد على تلك النظرة الميتة.
كان هذا يثير جنونها هي وأمي
وخمن ماذا؟!!
أجل لا اهتم!.
خرجت وصفعت الباب بعد أن اتهمتني بالجنون، وما إن خرجت
حتى وقفت خلف الباب أتلصص عليها كانت تشهق بتلك الطريقة الدرامية وتضع يدها على
رقبتها أنا أكيدة من هذا.
"أمي .. أمي لا يمكنك أن تتركيها تفعل ذلك
بنا!".
بصوت بأس
"لا أعلم مهند تدمر تماما إلينا أعتقد أنه سوف يرضخ
لها!".
صرخت بحدة حتى احترقت أذناي
"ماذا!!".
بكت أمي
"لا يذهب إلى عمله ولا يأكل، وكارمن أخبرتني بأنه
لم يتحدث مع أحد ولم يخرج من غرفته منذ أن كان هنا، أنا خائفة عليه بشدة".
تمتمت إلينا من بين أسنانها بغيظ بالغ
"هذا ليس وقت رومانسية أبنك المفرطة حياتي تنهار يا
أمي كل ما تعبت لأجل بناءة ينهار أفعلي شيء أرجوكِ!".
وانهمرت في موجه حارة من البكاء
"لا يمكنني اصطحاب الأولاد للتمرين أو الدروس
الخاصة بهم وآسر يعاملني ببرود منذ يوم العزيمة والخادمة الغبية تركتني، البيت في
حالة فوضى ولي أسبوع أتناول الطعام من الخارج أنا والأولاد ".
وبكت أكثر بحدة
"لا أستطيع التركيز بعملي تعلمين أنني أقوم بافتتاح
مركز جديد مهند يستثمر به أكثر من خمسون بالمائة من الأسهم وحماي هو الآخر سوف تدمر
سمعتي بالجامعة لم اعد استطع التركيز بأي شيء في حياتي، كل ما عملت لأجله سوف
ينهار وهذا حقا سوف يدمرني تماما، نجار نجــــــار بسيط العقل يا أمي سوف أموت إن
علم آسر بهذا الأمر .. هذا ليس عدلا، هذا ليس عدلا أبدا".
بكت بشدة وبعد وهلة أصبح صوت شهقتها مكتوم فعلمت أن أمي
ضمتها لها بكل قوتها وخرج أبي هو الأخر فارتمت بحضنه باكية ترجوه
"أبي أرجوك أفعل شيء .. حياتي كلها تُدمر .. لا
أعلم لمَ هي أنانية .. بهذا الشكل!".
ضمها أبي وربت عليها بقوة
"أهدئ حبيبة قلبي لن يحدث شيء، أعدك حتى لو اضطررت
إلى تكسير الورشة فوق رأسه الغبي لن أدع هذا الشيء يدمر عائلتنا لا تقلقي".
وضعت يدي على قلبي ولهثت بسرعة، علي بالتحدث إلى مالك لا
يمكن أن يتأذى بسببي أبدا .. أعلم إلى أي مدى يمكن أن يتطرف أبي في سبيل الحصول
على الصورة المثالية التي لا يشوهها أحد غيري!.
***
لم يستطع العمل مرة أخرى، لقد فقد تركيزه تماما وجلس
ينتظر حضور أخيه على أحر من الجمر.
دلف أخيه أخيرا مساءا يرحب به بود ولطف مثلما أعتاد
دائما منه وبعد عناقه الأخوي الجميل شعر فورا بأن هناك شيء خاطئ به.
"ما بك مالك لم يعجبني صوتك على الهاتف ولا يعجبني شكلك
الآن!".
فرك مالك يده بتوتر
"س سمير أ أريد منك خدمة".
"لك ما تريد يا حبيبي فقط أطلب".
" أ أريد الزواج".
تغير وجه أخيه وأمتعض فكه بعدم رضا وتنهد بإحباط
"مالك أعلم أنني مشغول عنك كثيرا هذه الفترة، لكن
أعدك بأن يتغير هذا الوضع سوف نمضي الكثير من الوقت سويا، دع هذا الأمر أرجوك".
تقوس فم مالك ببراءة للأسفل وتمتم بحزن
"أ أنا وحيد للغاية أ أخي ف فقط ساعدني بالتقدم
للفتاة!".
التفت أخيه وفرك وجهه بغضب بالغ
"مالك لا أريد جرح شعورك لكنك لا تصلح للزواج وأنت
تعلم هذا!".
ارتعشت شفة مالك ويده وحاول ضم قبضتيه بقوة كي يخفف من
الرعشة التي انتابته
"لكن .. لكن هي تريد الزواج بي .. جميلة تحبني
أخي!".
جلس أخيه بتعب على أول كرسي وجده وسأل بإرهاق بالغ
"جميلة من؟!".
"جميلة .. منعم الخولي".
وقف سريعا وفقد أعصابة وصرخ بأخيه بحدة بالغة
"هل جننت بعقلك؟ تريد أخت مهند الخولي! .. مستحيل
أن يوافق هؤلاء على مصاهرتنا لابد وأنها تلعب عليك!، إنه مقلب! .. أفق أخي ولا تدع
أحد يستغلك بهذا الشكل!!".
كان يهز أخيه من ذراعية بحدة بالغة عله يستفيق من الوهم
الذي يعيشه لكن مالك لم يحتمل أن يتهم جميلة الرقيقة بالخداع فنفض أخيه عنه يحذره بغضب
وتلعثم بالغ
"إياك وأن تذكرها بالسوء .. أنها أطيب ..إنسانه
قابلتها".
"يا حبيبي حتى وإن لم تخدعك بشيء لابد وأنها تعلم
من هي عائلتها وأخيها من الممكن أن يضر بك كثيرا دع هذا الأمر لأجلي، أقسم أنني
سوف أعوضك كثيرا وأمضي معك وقت أكثر، أنا خائف عليك يا مالك لطالما أحببتك كولد لي
لا كأخ وتعلم كم أريد الخير لك هذا الأمر ليس جيدا، أشم رائحة لا تعجبني، دعها ولا
تتصل بها مرة أخرى اتفقنا".
أصيب مالك بإحباط بالغ، حاول التوسل إلى أخيه الأكبر كي يسمعه
إلا أن سمير ربت عليه بقوة معلنا أن هذا الأمر منتهي فلم يستطع مالك التحدث.
***
في اليوم الرابع صباحا هاتفت مالك الذي أجابني بعد عدة
رنات صوته لم يعجبني أبدا
"أتمنى أن أتي لك الورشة لكن قدماي لا تحملاني كيف
حالك؟، هل أتى والدي لك؟،
هل ضايقك أحد من
عائلتي؟
أن فعل أحد ذلك
فقط اخبرني مالك أرجوك لا تخفي هذا عني القلق يأكلني عليك".
بصوت باهت فاقد للشغف والحياة
"لا .. لم يتعرض .. لي أحد".
أعتصر قلبي وشعرت بأن هناك شيء خاطئ شيء سيئ جدا لم
يعجبني
"صارحني مالك أرجوك ماذا هناك؟".
"س سمير .. لا يوافق أبدا على الزواج .. يخبرني بأن
أخوك لن يقبل .. أبدا".
هبط قلبي أرضا، حتى أخوه يرفض فقط لأنني أخت مهند الخولي!
.. هذا ليس عدل، هذا ليس عدل أبدا!.
سوف أتي إليك مساءا مالك انتظرني بالورشة.
"س سوف أفعل".
"ودعا".
دفنت وجهي بين كفاي الأمور تتعقد بشكل سيء، لم أتصور
الرفض أن يأتي من عند أخيه أيضا!، كم جبهة على أن أحارب بتلك الحرب الغير عادلة
بالمرة؟!.
سمعت صوت باب المنزل وترحيب حار لكن حزين من أمي، خمنت
من طريقة الكلام أنها كارمن زوجة أخي وهذا ما استغربته أنها لا تزورنا سوى في
المواعيد الأسبوعية، وتعلمنا بالهاتف كل مرة قبل زيارتها مهما أخبرها والداي بأنها
مرحب بها في أي وقت.
طرقات هادئة راقية على الباب علمت أنها لها فأذنت
بالدخول فهي لن تدلف إلا إذا سمحت أنا لها بذلك.
دلفت كارمن ويلتف حولها هالة من الرقي بدءا من العطر
الخفيف الذي بالكاد يمكنك الشعور به، إلى ملابسها الأنيقة العصرية بلوزة من اللون
الكريمي فوق تنوره سوداء تلتف حولها برشاقة، وكعب عالي يزيد مشيتها الملوكية بهاء.
أغلقت الباب خلفها وتابعت صوت النقر للكعب خاصتها على
أرضية غرفتي دون النظر لها، إلى أن جذبت كرسي المكتب وجلست أمامي واضعة قدم فوق
الأخرى.
"إذا ليس مهند وحده يجلس بهذه الحالة؟، لقد دُمر
تماما هذه المرة".
ارتسم على فمي شبح ابتسامة ساخرة والتفت لها وكان هذا
أول رد فعل لي مع أحد منذ أيام.
"أشعر بالسوء من أجله".
السخرية كانت ظاهرة تماما في نبرة صوتي لم تحتج حتى إلى
التخمين وقد قصدت هذا!.
استندت بذراعها الأبيض على قدمها التي ترفعها واقتربت
مني وهي تتحدث بهمس
"أنا هنا لمساعدتك جميلة لأخذ ما تريدين".
تمتمت بحدة رغم أنني لم أكلمها هكذا من قبل
"أشك بهذا كاريمان!".
"يجب عليك هذا، أنا لا أتحدث بالمواربة، ولا أمارس
الحيل جميلة وأعتقد أنك تعلمين هذا عني جيدا".
أغمضت كارمن عيونها لوهلة وتذكرت منظر زوجها البأس وذقنه
الغير حليقة وحالته السيئة التي لم ترها من قبل، يوم والثاني وبعدها أنهار باكيا وقص
لها كل شيء، لقد نكأت جميلة جرح قديم، وإن كان لمهند نقطة ضعف فهي شعوره بالذنب
نحو أخته جميلة، وجميلة أخرجت التقيح من هذا الجرح ولن تنفع المسكنات مع مهند مرة
أخرى عليها ببتر هذا الالتهاب من الجذور كي يعود زوجها إلى حالته الطبيعية ومنزله
وعمله الذي تراكم عليه ووالدها الذي هاتفها اليوم، هذا يعني أن صبره أنتهي هي تعلم
والدها جيدا وتعلم زوجها أكثر منه لذا تحدثت معه صباحا بصوت بعيد عن الحنان والرقة
بصوت قوي، تعلم ما يحتاجه زوجها في تلك اللحظة وسوف تفعل ما يتطلبه الأمر.
"ما الذي تريده مهند؟!".
نظر لها نظرة تائهة ضائعة وعجز فمه المقوس عن الكلام
واجهته بقوة
"أنت تريد العفو من جميلة أليس كذلك؟!، لن تعود كما
كنت إلا إذا سامحتك هي!".
نظر لزوجته وعلم بأن هذا ما يحتاجه تماما وتمتم بصوت
فاقد للحياة
"تخبرني بأنها خمسة عشر عاما، تخيلي وأنا الذي جلدت
نفسي لتسع سنوات".
تحدثت كارمن بقوة وهي تمسك بكتفه بنفس القوة التي تتحدث
بها معه
"الحل مهند؟.. أن تندم وتندب الحظ لن يجدي نفعا،
عليك ببتر تلك المشكلة من حياتك كلها، وأن تصلح ما أفسدته".
نظر لها غير مصدق أبدا
"وأسمح لها بالزواج منه؟!".
تنهدت بقله حيلة
"لا حل آخر لديك إن كنت تريد عفوها".
وقف وتحدث بغرابة مع زوجته
"مستحيل لا أصدق أنكِ توافقين على هذه الزيجة!، سوف
يكون صهرنا ويرتبط باسمنا!!".
هزت رأسها بيأس وتقوست شفتيها
"لا في الحقيقة لم أتمناها أبدا، تلك اللطخة لن
تمحى من سجلات العائلة مهما تقلدت إلينا المناصب بالجامعة وترقيت أنت يا مهند، سوف
تظل بقعة سوداء إلى الأبد".
اتسعت عيناه يراقبها غير مصدق أبدا فأردفت وهي تمسك
وجنتيه بقوة
"لكن إن كان هذا ثمن خروجك من حالتك هذه مهند فأنا
مستعدة لدفعة، لا خيارات أخرى أمامك، إما أن تقتل ذلك الجزء الحي بداخلك وتذهب
حالا إلى الحمام وتبدل ملابسك وتنزل إلى عملك مقاوما أي شعور بالذنب إلى الأبد، أو
أن تنال عفوها كي تعود لما كنت عليه، لا خيارات أخرى مهند، لو جلست بتلك الغرفة
ألف عام لن تحل المشكلة إلا بهذين الحلين خذ قرارك الآن وفي الحال".
اتسعت عيناه مدركا أن زوجته محقة كل الحق، لا فائدة من
الغرق بالشعور بالذنب، عليه بالتصرف حيال ذلك في الحال، هل سوف يستطيع فعل هذا
بجميلة؟، إخراجها من حياته وكأنها لم تكن ويقتل أي شعور بالذنب .. يقتل الإنسانية
بداخلة؟!.
أغمض عيونه بقوة وهز رأسه لكارمن.
أفاقت من ذكرياتها ونظرت لي، كنت أراقبها بتشدد
"إن قبل مهند بزواجك منه هل تسامحينه؟".
رمشت بغرابة وهززت رأسي مستفهمة
"ما هذا؟ ما الذي تقصدينه؟!".
عادت كارمن تستند إلى الخلف
"هذه هي الصفقة جميلة سوف يوافق مهند على زيجتك وفي
المقابل تسامحينه على كل السنوات الماضية".
هل تأثر مهند بدعائي وكلامي إلى هذه الدرجة؟، لم أحلم
بأن يعطيني مهند هذا الخيار أبدا، لكن بأعماقي.. هل تمحو موافقته خمسة عشر عاما من
الوحدة والذل؟، هل هذا عدل؟!.
***
أخرجها الطبيب من سردها الحزين
"كلمة واحدة منك وتحل المشكلة ما الصعوبة
بذلك؟".
التفتت له بضيق
"أقسم لك
لم تستطع الخروج من فمي شعرت بضيق شديد في صدري وأن هذا العالم يطبق علي بكل قوته
وقسوته".
"شعرتي بالظلم؟".
لم يكن سؤال كان الطبيب يؤكد شعور جميلة التي هزت رأسها
توافقه
"جدا.. لم أشعر بالظلم هكذا من قبل، حتى العفو يمكن
الصفح عنه بكلمة منهم هي حق لي بالأساس، لم يكن بتلك الصفقة أي عدل!".
تنهدت بحزن فجاوبها الطبيب
"الأمور سهلة لهم، يمكنهم دفع الثمن لكل شيء.. مهما
كان هذا الشيء!".
هزت رأسها بحزن توافقه ومن ثم أعادت رأسها إلى الخلف
بعدما دون ملاحظة ما بدفتره وأشار لها بيده بأن تكمل.
***
لم أستطع فتح فمي مطلقا وتجمدت الموافقة على فمي، لم
يبدو بهذا أي عدل.
كانت نظرات كارمن ثاقبة لي
"لا أحد يأخذ كل شيء جميلة".
مسحت شعري المجعد إلى الخلف بإرهاق بالغ
"لكن إلينا حرقت المنزل منذ يومان لن توافق أبدا
بهذه السهولة!".
ابتسمت كارمن بسخرية
"إلينا ليست مشكلتي أنا أتحدث عن مهند".
بالطبع كارمن لا تحب أن تتورط بشيء أبدا، لكنني كنت أريد
اغتنام الفرصة إذا ما كان مهند سوف يحصل على خمسة عشر عاما بكلمة واحدة من فمي،
علي بأخذ كل شيء أستطيع أخذه من تلك الصفقة، إذا ما كانوا يلعبون بحقارة سوف العب
معهم بالمثل!.
"لن توافق أنها تحملني مسؤولية انهيار حياتها سوف
تثني مهند عن رأيه!".
نظرت لي كارمن وعيونها لمعت بذكاء هي ليست غبية، لا
مطلقا بل كتله ذكاء متقدة علمت مقصدي تماما لكنها قررت مسايرتي.
وقفت وتمشت بالغرفة تتلمس عدة أشياء على مكتبي
"إلينا لا أساسات لديها جميلة كانت سوف تسقط لا محالة
من ذلك".
تحركت من مكاني وتملكني الفضول والقلق بشدة
"وضحي مقصدك لا أفهم!".
التفتت لي وابتسامة صغيرة على وجهها تعني كم أنت ساذجة
بلهاء؟! وأتت وجلست مرة أخرى على الكرسي كي توضح لي.
"مشكلة إلينا أنها تريد أخذ كل شيء".
رجعت للخلف وتمتمت بلا مبالاة
"نعلم هذا كارمن ما الجديد؟!".
وضعت ساق فوق الأخرى وتحدثت بثقة كبيرة ليت لي نصفها!.
"لا بأس بذلك .. الجميع يريد الحصول على كل شيء،
المال ,المنصب ,الجاه .. هذا ليس بشيء غريب، وإلينا تظنها حصلت على كل شيء وتريد
المزيد دون توقف".
لم تتغير نظرتي لها فأنزلت ساقها واقتربت ولمعه ماكرة
بعيونها
"المشكلة مع إلينا أنها تريد أن تكون أم وزوجة وربة
منزل جيدة وأستاذة بالجامعة صباحا وظهرا طبيبة بمركز طبي مرموق ومؤخرا تريد افتتاح
مركز جديد خاص بها!، حسنا أنها ليست إنسان آلي جميلة سوف تسقط لا محالة لابد وأن
تختار شيء، وجودك بحياتها تحملين عنها أعباء المنزل والأولاد والمذاكرة والتمرين
وإلى خلافه أعطاها الحرية للتصرف في يومها كيفما تشاء ولكن لا أساس لديها .. لا
قواعد لمنزلها لأنك ببساطة أنتِ هذا الأساس .. أساس متغير، لستِ ملك لها كي تتصرف
بناء على كل تلك الثقة!، الزواج من مالك أو بغيره، يوما ما كنتِ سوف تبتعدين عن
هذا المنزل ومنزلها تسقط دعامته!.
رجعت إلى الخلف زحفا وشعور غريب يتملكني بالخوف، هل لهذا
السبب لم تتحمس إلينا يوما لأي من العرسان الذين تقدموا لي؟، لطالما وجدت شيء سيء
بكل واحد منهم هل تعمدت ذلك؟، بروده فظيعة اجتاحت جسدي جعلتني أضم ساقي لي أكثر
وأكثر.
انتهزت كارمن الفرصة وسألتني
"إذا نحن على وفاق جميلة؟!".
هززت رأسي لها ببطيء بالغ موافقة
كارمن تعلم بأنني كاذبة ومهند هو الآخر يعلم بأنني كاذبة
حتى أنا أكيدة من هذا فقط أعطيتهم الكلمة كي أنتهي من هذا العبء، لن أفكر الآن
بتلك المشكلة كل ما أريده هو الخروج من هنا في أقرب فرصة!.
***
تكملة الفصل السادس