رواية ليس زوجي المعاق الجزء الثاني ـ الفصل الأول ج1 بقلم هالة الشاعر

 


ليس زوجي المعاق الجزء الثاني 
(مالك القلب) 
الفصل الأول

(1)

  

انتهيت أخيرا من غسل حبات الخس خاصتي، وكذلك تنظيف شقة أمي فهذا هو يوم التنظيف "أسخف أيام الأسبوع لدي!"

أخذت الطبق ووضعت طرحة صغيرة على شعري المغلف بكيس بلاستيكي لوجود خلطة ما عليه واتجهت إلى غرفتي، نادت أمي علي حالما رأتني عبر الصالة

"هل انتهيتِ من التنظيف جميلة؟!".


ليس زوجي المعاق مالك القلب
ليس زوجي المعاق الجزء الثاني ل هالة الشاعر

ردت عليها بتعب يتخلله صوت وريقات الخس التي أتناولها

"أجل أمي انتهيت للتو".                                       

تمتم أبي بإهمال لكني سمعته على أعتاب غرفتي

"ألم تري الطبق الغبي بيدها؟! لابد وأنها انتهت من التنظيف، سوف تأتي عليه ومن ثم تخرج بعد ساعة تشعر بالجوع مرة أخرى، وهل لديها شيء آخر لتفعله؟!".

لابد وأن أمي هزت رأسها بقله حيلة لما تحدث به، صفقت الباب خلفي وفتحت نافذتي وأدرت المذياع خاصتي الموضوع بجوار النافذة يدي تعلم تمام العلم أين يقع المذياع، لذا ها هي تفعلها كل يوم بشكل تلقائي أثناء مشاهدتي  للمارة في الشارع.

 أخذت ورقة ونفضتها بقوة من المياه وتناولتها كانت حلوه مثل السكر، أحب الخس كثيرا، خسارة لم استطع شراء سوى حبتان فقط البارحة لم أجد سواهم عند البائع، ومن لا يفعل؟! لا اعتقد أن هناك أحد لا يحبه، لكن  له معي حكاية شخصية أكثر من اللازم فأنا ممتلئة الجسد وبإمكاني القول أنه أجتاز معي هذه المهمة بنجاح، ونقلني من حاله البدانة المفرطة إلى حاله الجسد ممتلئ القوام لذا أنا حرفيا أعشقه، يمكنني كتابة أبيات من الشعر به وبمنافعه...

***


صوت نحنحة وململة أفاق جميلة من إغماض عينيها واسترخائها ونظرت بشك للطبيب الجالس أمامها الذي شبك يديه وابتسم لها محاولا رسم التهذيب قدر استطاعته بتلك البسمة لكن داخليا "حرفيا كان يلعن اليوم الذي قرر آن يكون به طبيب نفسي.. خاصة للمرضي من السيدات!"، حسنا إذا كنت رجل عاقل كفاية لن يكن لعملك أي علاقة بالسيدات، ها هو يدفع ثمن غباؤه!!.

" أحم .. حسنا مدام جميلة .. أمم هل للخس أي علاقة بالحادثة؟!"

لمَ فقط لا تدخل بالموضوع بدلا من التغزل بالخس أمامه؟!.

التفتت له بكامل قامتها وهزت رأسها مستنكرة

"هل تلمح بأنني أتحدث بكلام فارغ؟" بدت عدائية للغاية.

توتر "أنا فقط أحاول فهم الأمر!" عضت على شفتها السفلى بغيظ "صنف واحد"

مد رأسه لها بعدم فهم "عفوا!" نظرت له باحتقار بالغ

"جميع الرجال صنف واحد، فقط لو كنت انتظرت لدقيقة لكنت علمت ما يدور بداخلي حول الخس لكن لمَ؟ .. ها؟ لمَ تستمع لي رغم أن هذه هي وظيفتك بالأساس!، كان علي الذهاب إلى طبيبة لا طبيب فأنت لن تكترث لي البتة، هل تعلم ما الذي يمكنني فعله بنقود جلساتك تلك؟ ها .. هل تعلم؟".

كانت عدائية للغاية معه ورفعت إصبعها بوجهه

 "ولا تدعي الذكاء علي وتخبرني لمَ أتيت إلي طبيب بدلا من طبيبة، أنت تعلم جيدا أننا بلا مكان ولا طبيبات للنفسية هنا!".

كان يغلي بداخلة لكنه تجاهلها تماما وسحب نفس عميق

"حسنا سيدتي بإمكانك الإكمال"،

رفعت قدميها مرة أخرى على ذلك الكرسي الطويل المريح وغاصت به وسحبت نفس عميق وتنفس الطبيب الصعداء "لمَ لم يتركها تتحدث عن الخس!".

فتحت عيونها مرة أخرى ونظرت له مستفهمة باستنكار

"ألن تعطني حقنه مهدئة أو شيء من هذا القبيل؟!".

اللعنة وكأنها متوترة وتحتاج إلى شيء ما يرخي أعصابها!.

"سيدة جميلة أنتِ لا تحتاجي إلى أي حقن فقط تحدثي بما تريدي التحدث به"، تمتمت بنفاذ صبر "لقد كنت أفعل .. قبل أن تقاطعني!"،

"أعتذر حقا عن ذلك لقد كان استفسار بسيط" وهمس لنفسه بحنق

"ماذا لو أعطيتها حقنه مميتة وأرحت البشرية من سخافتها؟!".

 عادت جميلة مرة ثانية بظهرها لهذا الكرسي المريح ونفخت بحنق

"لمَ إذا سعر الجلسة غالي هكذا! .. لم أخذ حقنه، ولا تشغل لي موسيقى هادئة ولا توجد أضواء حمراء وصفراء كي تساعدني على الاسترخاء ولا أشعر بأي تحسن إلى الآن!!".

كانت متذمرة وبشدة ضبط أعصابة

"سيدة جميلة لم تمضي ثلث ساعة بالجلسة هذا وقت قليل جدا للشعور بأي تحسن".

نفخت بنفاذ صبر ثم عادت برأسها إلى الوراء تسترجع أين كانت بالضبط قبل أن يقاطعها هذا الغبي!.

ابتسمت أخيرا بعد أن تذكرت وقررت أن تكمل حيث توقفت..

"يمكنني وضعة بالشطائر مع الجبن وعمل سلطة الخس، حتى أنني تماديت وضربته بالمضرب الكهربي ووضعته على وجهي لقد سقط بالطبع ولم يحدث أي فارق ببشرتي لكني أعشقه علي أي حال.

ورقة تلو الأخرى أنفضها من المياه ثم أتناولها، صوتها مريح فأنا أحاول اجتناب المأكولات الخفيفة الغير صحية وذلك الصوت فقط يمدني بالشعور بالامتلاء.

نفضت ورقة أخرى .. ها هو جارنا المسكين عاد محمل بأغراض البقاله ومختلف أنواع الفاكهة لزوجته المتذمرة وأكاد أقسم أنها سوف تتذمر لجيرانها غدا بأن زوجها بخيل ولا فائدة منه!.

الغريب أن الحي كله تقريبا يعلم بكذبها ومع ذلك سوف يربتون على ركبتها داعمين لها بكلمات فارغة عن الصبر!.

_ شادي أبن جارتنا المقابلة لنا، بيننا رصيف كامل يلعب بدراجته، وعم جميل يرش بعض المياه أمامه كي يرطب الجو قليلا من حر العصر.

عجبا لغزال قتال عجبا..

مددت يدي دون أن أنظر له مرة أخرى ورفعت الصوت وبدأت أتمايل بخصري الممتلئ يمينا ويسارا على الحان "عبد المجيد"

يخطو بدلال فيثير الشهب

كم بالأفكار وبقلوب لعب

لم أكن أعلم شيء عن هذه الأغنية من قبل أول مرة سمعت بها كانت من رواية اليكترونية قرأتها، وقمت بالبحث عنها كلمات رقيقة وجميلة لعصر وذوق وجمال لم يعد موجود بزمننا هذا.

وعلى دلال أغنية الغزال القتال توقفت سيارة المطار أمام العمارة خاصتنا ونزل منها غزال العمارة أقصد "أميرة" حورية من حوريات الجنة، تخطو بساقيها الرفيعان برقة ورشاقة رغم أنها حتما مرهقة من رحلتها الجوية لكنها لا تَهتز .. لا شيء حقا يقوم باهتزاز أميرة فهي أميرة اسما وفعلا.

توقفت عن نفض الوريقات من المياه وتابعتها بفم مذهول من رشاقتها المتناهية بزيها الرائع الذي يلتف حلو جسدها الرشيق.

يخطو بدلال فيثير الشهب..

أجل يا سيدي .. أعتقد أن المذياع يتعمد إذاعة هذه الأغنية من أجلها هي

"غزال العمارة".

اختفت أميرة بمدخل العمارة وأدخلت رأسي الفضولي إلى الداخل وبدلا من نفض ورقة الخس من المياه قررت نفض الحبة كلها مرة واحدة من المياه كي أتناولها دون فواصل وبمجرد نفضي لها انخلعت الوريقات كلها مرة واحدة وطارت بالشارع كله تاركة الجزء السفلي الذي لا قيمة له لدي مطلقا، فألقيت به هو الآخر وصفعت النافذة بعنف.

"اللعنة على حظي!"

وإذا ما أردت معرفة أي شيء عن حياتي فيمكنني سيدي أن أخبرك بأنها تتمثل في حبه الخس التي طارت!.

رفعت حاجبيها بانتصار للطبيب بعد أن التفتت له مرة أخرى، بدا عليه عدم الفهم فزمجرت به "هذا هو ما يحدث لي بكل شيء .. يمكنك تَصور هذا الموقف على أي شيء بحياتي وسوف تجد نفس النتيجة، حياتي كلها طارت هباء مني!".

اعتدل بمجلسه ولعن بسره "هل تشبه حياتها كلها بحبة خس!".

زم شفتيه وهز رأسه برزانة مصطنعة وكأنه فهم عليها فعادت برأسها مرة أخرى ووضعت ساق فوق الأخرى وأغمضت عيونها كي تكمل حديثها.

"مثال فاشل أليس كذلك؟" سألت الطبيب بشجن

" لنقل فقط انه.. ليس مألوف سيدة جميلة"، هزت رأسها نافية وقد تبدلت نبرتها من السخرية والتذمر إلى الحزن والشجن والتفت لها الطبيب بكامل تركيزه، يعلم بأن الجلسة الحقيقة بدأت الآن.

"بلى مثال فاشل كحياتي الفاشلة، لا شيء صحيح أفعله مجرد إخفاقات وعثرات لا نهاية لها، لن تنتهي إلا بانتهاء حياتي نفسها"،

أغمضت عيونها بألم تحاول كبت دموع لا تريد لها النزول .. لا لشيء سوى أنها لن تتوقف حالما تسقط.

أستمر صمتها لخمس دقائق كاملة ووجهها يحمل ألم بالغ، أعطاها الطبيب مساحتها إلى أن قرر بأنه منحها الوقت الكافي من أجل حزنها الشخصي، ففكرة الموت ليست فكرة جيدة كي تغرق بها كل هذا الوقت!.

"ما رأيك بالحديث عن ما قبل الحادثة سيدة جميلة؟"

مسحت أنفها وحاولت استعادة صوتها وتنحنحت قليلا حتى نجحت بذلك تقريبا، لقد سألها هذا السؤال في أول الجلسة وقد بدأت بالسرد ما الذي يقصده تماما بما قبل الحادثة؟.

"عن أي بداية يمكنني التحدث؟"

هز رأسه ببساطة

"هذه الجلسة مكانك، مساحتك الشخصية الخاصة بك وحدك سيدة جميلة، يمكنك البدء من حيث تشائين حتى لو كان منذ يوم مولدك"

 قالها الطبيب بمنتهي البساطة يشجعها على الحديث.

حالما انتهى من جملته خرجت منها ضحكه غريبة مصحوبة بدموع لم تفلح في كبتها هذه المرة، وتحدثت بصعوبة مدعية المرح

"يوم مولدي! أصبت أيها الطبيب، لقد بدأت المشكلة من يوم مولدي هل تصدق هذا؟".

 وهزت رأسها غير مصدقة ثم التفتت له وعلى ثغرها بسمة

"حسنا يبدو انك لست بالسوء الذي كنت أظنك عليه، كيف وجدتها أيها الطبيب؟ يوم مولدي ها.. " وصفقت له بمرح زائف.

ابتسم لها بدفء "حسنا تحدثي عن يوم مولدك هل تذكرين أي شيء؟"

ضحكت بألم لسؤاله " في الحقيقة لا أذكر أي شيء، لكن لنقل أن كل من والدي ووالدتي كانوا حريصين في كل يوم على تذكيري بهذا اليوم، هل سمعت يوما بالخطأ الكامل؟!"هز رأسه بلا.

"حسنا ها قد وجدته يجلس بين يديك في عيادتك الخاصة لقد دخلت التاريخ بمعالجتك الخطأ الكامل" والتفتت له تتحدث بجدية أكبر

"ونعني بالكامل هنا حرفيا ومعنويا سيدي، حسنا لنقل أن كل من أمي وأبي كانوا قد أكتفوا تماما بكل من أخي مهند وأختي إلينا كأبناء رائعين مثالين لأسرة رائعة مثالية خالية من العيوب الجينية إلى أن حدث خطأ غير معلوم المصدر إلى الآن وأتى بي بعد ولادة إلينا ب ست سنوات وإلى يومنا هذا تقسم أمي أنها لم تنسى تناول الحبة ولا تعلم كيف أتيت أنا على وجه هذه الدنيا، ولا يعلم أبي هو الآخر كيف لثلاث محاولات للإجهاض أن تبؤ بالفشل التام، حتى أصابهم اليأس تماما لنزول هذا الجنين ولكن الإخفاق والفشل لم يقف إلى هنا سيدي" هزت رأسها رافضة

"بلى أستمر الفشل لحين يوم ولادتي وكم تعبت بي أمي ومرضت على عكس الحمل بأخوتي الرائعين الهادئين المثالين حتى وهم أجنة!، لك أن تتخيل منذ أن كنت جنين وأنا أسبب المشاكل، يوم ولادتي تعثرت والدتي وكادت أن تموت، وبينما أتى كل من مهند وإلينا بطريقة طبيعية.. أتيت أنا بالقيصرية! .. كان كل من مهند وإلينا مصدر فخر وسعادة ل والداي لكونهم أطفال أصحاء وسيمين، أتوا ومعهم الخير والرزق كله حيث ترقى والدي بعمله فور ولادة كل منهم عكسي أنا التي تسببت بمكوث أمي بالمشفى بعد العملية القيصرية ناهيك عن مرضي وحجزي ل عشرين يوما بعد ولادتي بالمشفى مما أتى على كل مدخرات أبي وأمي لتكاليف المشفى الغالية.

هذا هو جزء من خسائر الجانب المادي فأبي تلقى لأول مرة بحياته كلها خصم وتهديد بالصرف عن العمل لتقصيره في عمله لمكوث والدتي بالمشفى مدة طويلة بسببي!، وأما معنويا لم أكن الطفلة رائعة الجمال والوسامة كما كان كل من مهند وإلينا،

 حتى أسمي لم أحصل على اسم رائع، بل تطوعت جدتي لوالدي بتسميتي على اسمها وأذعن كل من والدي ووالدتي لطلبها عل وعسى اخذ شيء من هذا الاسم فيما بعد، فهم لم يروا طفلة في بشاعتي وقتها.

وبينما كبر مهند ليصبح شاب وسيم مفتول العضلات ذكي موهوب تخرج من هندسة البترول دون عناء يذكر جالبا الفخر والسعادة إلى كل من والدي ووالدتي، وإلينا بجمالها الذي يسحر القلوب وجسدها المنحوت برشاقة وبشرتها الخلابة وشعرها الحريري وعيونها الواسعة التي أوقعت بكل من رآها يوما ما والتي تم تعينها كمعيدة بكلية طب الأسنان فور تخرجها لتميزها وتفوقها الهائل ناهيك عن خطبتها لابن عميد الكلية منذ أن كانت بالسنة الثالثة بعد قصة حب أسطورية خلدوها عبر الحرم الجامعي وتوجت بفتاة وصبي رائعين مثالين كوالدهم ووالدتهم، أتيت أنا... ببشرتي الخمرية المليئة بالبثور وشعري المجعد وجسدي الممتلئ وتعثري الدراسي لدخولي شعبة أدبية بعد الكثير الكثير من الدروس الخصوصية تمكنت وبشق الأنفس من الدخول إلى كلية التربية الانجليزية مسببة المزيد من الخزي والعار لعائلتي التي كانت سوف تصبح العائلة المثالية لولا وجودي بهذه الحياة.

صمتت قليلا "وختمت تلك السلسلة الرائعة من الإخفاقات بزيجة فاشلة، حتى الأمر الطبيعي الوحيد الذي خلقت من أجله فشلت به، فشلت بأن أصبح أم وطلقت وعدت لهم مرة أخرى جالبة لهم المزيد من الحزن والآسي".

لحظات أخرى من الشرود .. نظراتها كانت مريرة للغاية وهي تتذكر شريط الذكريات السيئ هذا وبعد انتهاء تلك اللحظات رفعت رأسها وتمتمت بصوت خالي من الحياة "ألم أخبرك بأني الخطأ الكامل؟!".

كتب الطبيب شيء ما بدفتره الخاص "أراك الأسبوع القادم مدام جميلة في نفس الموعد".

كانت ضربات قلبها سريعة وشفتاها صفراوان ولم تستطع التهكم عليه كعادتها من السخرية من كل شيء.

أنزلت قدميها بهدوء من علي الأريكة وسارت إلى حقيبتها، أخذتها وانصرفت دون أي صوت.

***

نزلت إلى الشارع ولفحها هواء البحر مباشرة فعبرت الطريق منومه لا إراديا، موجة عالية هبت وجلبت معها هواء رائع فأغمضت عينيها واستمتعت بنسمة الهواء تلك التي دلفت حقا إلى رئتيها، فمنذ أن تحدثت عن طفولتها ولا ذره هواء بهما.

***

عجبا لغزال قتال عجبا

يخطو بدلال فيثير الشهب

يالا يالا يالالي يا لالي

لا لا لا ولاالي

انتهى الموشح الأندلسي الشهير لعبد المجيد فتنهدت وأغلقت الراديو الهواء رائع بالنافذة ربما أخرج وأجلس بالشرفة مع والدي لكن علي غسل شعري أولا.

بعد أن انتهيت خرجت للجلوس معهم لكن حالما جذبت الكرسي للجلوس  تمتم والدي بجمود دون أن يزيح نظرة عن مربعات الكلمات المتقاطعة بالجريدة

"أصنعي لي كوب من الشاي"، بينما طلبت والدتي التي تحيك جورب صوفي لأحد أحفادها دون أن تنظر إلي "وأنا كوب من النعناع" هززت رأسي وأعدت الكرسي إلى مكانه وذهبت لصنع المشروب لكل منهم.

أثناء وقوفي أمام الموقد هبت نسمة هواء أخرى أغوتني، استمتعت بها وقررت النزول إلى الشارع بأي حجة للتمتع بهذا الهواء الجميل ففرصة الجلوس والاستمتاع بحديث طيب مع والداي ليس أمر ممكن على أي حال.

*** 


يتبع ...





إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال