رواية ليس زوجي المعاق الجزء الثاني
(مالك القلب)
روايه رومانسيه
الفصل السابع
(1)
القصير؟
أم
الأقصر منه؟!
القصير
أم
الأقصر منه
القصير!!
أم الأقصر منه؟!!
وجدت فتاة تشير للبائع على واحد من القمصان الحريرية
التي أعجبتني فخطفت القميصان بسرعة، فأنا أعلم حظي جيدا!.
ليس زوجي المعاق الجزء الثاني (مالك القلب) |
كان هذا أول شيء أفعله باليوم الثاني لقراءة الفاتحة
خاصتي على مالك، الطعام كان رائع واستمتعت بصحبته كثيرا، رغم أنه لم يتحدث معي
بشيء خاص، وكنت أنا غالبا من يبدأ بفتح المواضيع معه وإجابته كانت مقتضبة وقصيرة
إلى أبعد درجة،
إلا أن ابتسامته كانت جميلة ونظرة عيونه كانت حنونة
للغاية توعدتني بمستقبل جميل مليء بالحب والحياة معه.
حالما عدت إلى المنزل كان مهند قد ذهب، وصفع أبي باب
غرفته خلفه بعنف مبالغ فيه ونظرت لي أمي بخيبة أمل كبيرة للغاية، تمتمت تحية
المساء ببرود ودلفت إلى غرفتي وأغلقت الباب من الداخل جيدا لم أكن أشعر بالخير
ناحية أبي ولو لثانية واحدة لذلك، حينما أتى مهند اليوم قبل حضور مالك اشترطت عليه
أن يكون العقد بعد أسبوعين، بالطبع جحظت عيناه من طلبي فأنا أعلم كيف تفكر عائلتي
كانوا سوف يبذلون الغالي والنفيس لفسخ الخطبة والإضرار بمالك وأنا لن أسمح لهم
أبدا بذلك، وكنت قد أخبرت مالك بذلك ووافق هو رغم أن أي منا ليس لديه شيء للجهاز
الخاص بعش الزوجية إلا أنني لا أهتم ومالك هو الآخر لا أعتقد أنه يهتم.
نمت على السرير ورفعت يدي عاليا أراقب الاسواره والخواتم
الجديدة كانت رائعة جدا أحببتها كثيرا .. أكثر من تلك التي ارتديت سابقا.
***
"كان ذلك أسوء شيء على الإطلاق، ولم أعتقد يوما
أنني سوف أكون بهذا التفكير أو تلك العقلية".
نظر الطبيب لها لوهلة ثم تمتم
"المقارنة".
هزت رأسها سريعا موافقة
"لقد شعرت بوخز في قلبي حالما قارنت شبكة مالك
بشبكة كامل، شعرت بالخيانة رغم أنني أحببت خاصته أكثر إلا أن الفكرة نفسها كانت
مؤلمة لي لم أحببها بالمرة وكانت تلك بداية لسلسلة من الجحيم الذي حاط بي".
عاد الطبيب بظهره إلى الخلف وشبك يديه أمامه
"المقارنة بين كامل ومالك".
هزت رأسها بيأس
"منذ تلك
اللحظة البائسة ونظرتي ليدي مررت بكل شيء مرة أخرى مررت به من قبل مع كامل".
"هل كنت تشعرين بشيء نحو كامل في تلك اللحظة".
انتفضت سريعا
"لا .. لا بالطبع لا".
شبك يديه أكثر بحيث أحتضن كل كف الآخر
"لمَ تلوت أمعائك حينما قابلت كامل بالشركة عند
مهند؟!".
دمعت عيونها بشدة وامتنعت عن الحديث، تلوت بغضب على
كرسيها تعتدل بالجلوس
"لا أحب الحديث بهذا الموضوع".
دون شيء ما بدفتره ومن ثم نظر لها نظرة ثاقبة وتحدث وهو
يشدد على كلمة الآن
" الآن.. لا تحبين الحديث بهذا الموضوع الآن.. مدام
جميلة .. ربما في وقت ما من الجلسات القادمة".
"أها"
همهمت بإهمال
"إذا ما هو شعورك نحو تلك المقارنة؟".
"اثنان .. الأول شعوري بالغضب لتذكر الأحداث السيئة
التي حدثت لي من قبل مع كامل ومقارنه أفعاله بأفعال مالك.
والثاني والأسوأ .. شعرت بالخيانة في حق مالك ولم أحب
هذا أبدا.
***
نفضت تلك
الخاطرة واعتبرتها سخافة مني لتذكر شبكة كامل في تلك اللحظة، وحاولت النوم مبكرا
لدي يوم حافل في الغد.
استيقظت في الثامنة صباحا، تمطيت وجلبت دفتر الملاحظات
خاصتي، المحال التجارية لا تفتح الآن لكن مواقع الشراء الالكترونية لا تغلق بابها
فكرت بمرح بما أنه ليس هناك من أحد ليساعدني سوف تفعل الشبكة العنكبوتية.
بالبداية حددت الأشياء التي أريد شرائها بالأساس!، فليس
كل شيء يشترى بجهاز العروس تحتاج إلية ولو بقدر بسيط حتى، معظم الأدوات تأتي
للمفاخرة!، وأنا ومالك لا نتمتع بتلك الصفة، سوف أشتري راحتي لا رأي الناس هكذا
وبكل بساطة، أنا من سوف يتزوج ويعيش بتلك الشقة لا هم!.
كانت والدتي أنعشت أغراضها بالجهاز خاصتي باعتبار أن
والدي سوف يشتري لي جهاز جديد عند زواجي مرة أخرى، لكنني كنت أعلم أن ذلك لن يحدث،
لهذا بذلت كل مجهودي كي أدخر النقود عبر السنوات الماضية كي لا أحتاج شيء من أحد
إذا أتي هذا اليوم.
أعددت حسابات المصرف خاصتي، وأخرجت صندوق الهدايا به عدة
مصوغات بسيطة لي، كانت على الأغلب من أبي ومهند وإلينا فمهند كان يصر على إقامة
حفل عيد ميلاد لي دائما وأبي وإلينا مضطرين أن يظهروا أمام الآخرين بأنهم يهتموا
فكانوا يهدوني بعض القطع، التقطها كلها من الصندوق سوف أبيعها اليوم وأشتري بها
أغراض تسعدني أفضل من بقائها هنا تذكرني بريائهم كلما اضطررت إلى فتحة.
نظرت للساعة أصبحت التاسعة كنت قد انتهيت من إعداد
اللائحة خاصتي بالمشتريات، يمكنني استغلال الوقت الباكر للذهاب للمصرف وفك الوديعة
الصغيرة خاصتي.
ارتديت ملابسي على عجل وصنعت كوب قهوة كبير ووضعته
بالكوب الحراري خاصتي ونظرت للفوضى الموجودة بالمطبخ والمنزل بعيون باردة ليس من
شأني كل هذا بعد اليوم، لن أهتم بشيء غير أغراض الزفاف .. لن أهتم بشيء سوى نفسي!.
"صباح الخير أمي".
تمتمت بطريقة عادية دون أن أنظر لها وأنا أغلق الغطاء
للكوب المعدني.
"ذاهبة للنادي؟!".
التوى فمي بسخرية مريرة
"لا أمي ذاهبة لشراء الجهاز خاصتي، يمكنك المجيء
معي إذا ما أردت".
اتسعت حدقتها ورمشت عدة مرات بعدم فهم ثم تجاهلت كلامي
وتمتمت بنزق
"أولاد أختك لم يذهبوا للتمرين خاصتهم منذ أكثر من
أسبوعين!".
"أوه"
تأوهت بسخرية
"أولاد أختي.. أعتقد أنك أجبت على السؤال ربما على
إلينا، أخذ أولادها للتدريب على سبيل التغير، ودعا أمي".
تركتها وحاولت عدم صفق الباب خلفي وتخيلتني أصفقه مائة
مرة حتى يتهشم تماما ويصبح المنزل بلا باب.
امتعض فكي ولكنني حاولت ألا أبالي لما تحدثت به أمي للتو
متجاهلة كوني عروس وأحتاج للمساعدة، ونزلت السلم سريعا، فتحت الجارة المتطفلة
بابها سريعا وتمتمت بسرعة قبل أن أختفي من أمامها.
"هل صحيح أن مالك النجار خطبك البارحة؟!".
الشماتة والحقد كانوا يقفزون من عيونها الفضولية لأسباب متخلفة
بعقلها فقط
تمتمت ببرود
"صباح الخير".
وانصرفت من أمامها لن أريحها مطلقا، ذلك الحل الأمثل
للتعامل مع تلك المخلوقات الفضولية!.
وجدت مالك بالكاد يفتح باب الورشة وأندهش عندما رآني أمامه
"صباح الخير".
تمتمت له بإشراق
تلعثم ولم يبدوا عليه أنه توقع رؤيتي بالصباح الباكر
هكذا
"كنت ذاهبة إلى المصرف وفكرت بالمرور عليك، هل
تحتاج إلى شيء ما؟".
هز رأسه سريعا بلا وأشار خلفه بحرج
"و وضعت .. الشاي . ع على النار".
قدمت له الكوب خاصتي
"شكرا معي قهوتي تذوقها".
أشار على نفسه بعجب فضحكت كثيرا وهززت رأسي بنعم
لكنها لم تعجبه أبدا فقد كانت مُره بلا سكر، أعاد الكوب
سريعا بنزق وكأنه رضيع يتذوق الليمون لأول مرة، ضحكت بشدة علية وعلى البؤس الطفولي
الذي ارتسم على وجهه، هززت رأسي غير مصدقة
"علي بالذهاب في الحال قبل أن أمكث هنا اليوم كله
أشاهد تعبيرات وجهك المختلفة!".
أشار بتوتر مرة أخرى
"ال العمال سوف يأ أتون اليوم سمير أخبرني بأن .. أ
أسألك عن الألوان التي تريدينها"
" أممم".
فشلت مخططاتي!، الشقة لا بد وأن تكون لها الأولوية، قضمت
شفتي السفلى وهو يراقبني بتركيز شديد
"حسنا سوف أغيب ساعتين على الأكثر ومن ثم سوف أعود
لك ونقضي اليوم سويا بتلك الاختيارات".
ابتسم بشدة وهز رأسه سريعا
"وداعا مالك".
لوحت له بمرح ولوح لي بخجل هو الآخر ومضيت في طريقي
سريعا
عرجت على المصرف وفككت الوديعة ولحسن حظي دلفت سريعا ولم
تتعقد الأمور وكذلك بعت المصوغات الذهبية التي لا أريدها وأقمت بحسبه سريعة سوف
تتكفل بحساب الثلاجة والموقد والغسالة الكهربائية
"رائع".
تمتمت لنفسي حينما قمت بتلك الحسبة
ومن ثم ذهبت مباشرة إلى المحل الذي يحتوي على ملابس
النوم الحريرية الرائعة وخطفت القصير والأقصر منه وقررت أن أفض صراع الحيرة هذا
بالمنزل، واشتريت عدة قطع أخرى زاهية تليق بعروس، كنت سعيدة جدا فجسدي الآن بأفضل
حالاته وهذه الملابس من اختياري لا من اختيار والدتي التي اختارت أشياء تليق
بمواليد العشرينات كي تداري جسدي الضخم على حد قولها!.
ذهبت سريعا إلى المنزل ووضعت الأغراض بغرفتي دون التحدث
إلى أحد واتجهت إلى مالك لأجد سمير لدية.
كنت قد نسيت تماما أن والد مالك يمتلك معرض للأثاث،
الحقيقة أن معرضة أكبر معرض تقريبا بالزمالك.
أخذني مالك من باب صغير للورشة يطل على ممر ضيق وبعد بضع
سلالم أصبحنا بالمعرض الكبير الخاص بوالده.
"هناك ع عدة غرف جديدة وصلت للتو هل
تشاهدينها؟".
سأل مالك بتوتر ممزوج بحماس، وشعرت بحماسته بأنه خبير في
هذا المجال على عكس أشياء أخرى.
"حسنا أنت الرئيس هنا، وبعد القطع الرائعة التي اختارتها
لي أحملك كامل المسؤولية باختيار الأثاث".
أنتفخ صدره وأبتسم بشدة وأشار بحماسة شديدة إلى الطابق
الأعلى
"هن .. هناك غرفة جديدة وصل لل للتو تعجبني
كثيرا".
كانت حماسته غير طبيعيه كان مشرق ومبتسم ومنفتح كثيرا
عكس مالك الخجول الذي أعتدت أن أراه، ضممت قبضتي بحماسة
"هيا لنراها".
صعد سريعا وأنا خلفه ولحق بنا والده وأخيه بعد عدة دقائق
كانت الغرفة رائعة فعلا لكن أنقبض قلبي حالما رأيتها
انمحت البسمة على وجه مالك وسأل بحزن
"ألم تعجبك؟".
رمشت أحاول إخراج نفسي من حالة الغرق التي دلفت لها رغم
عني وأجليت صوتي بصعوبة
"أنها رائعة".
لم يكن هناك ذرة من الصدق أو الحماسة بصوتي فأشار مالك
برأسه بأن لا بأنني لا أقول الصدق
"أنا فقط لا أحب الألوان الغامقة تشعرني
بالغثيان".
كان هذا حرفيا ما أشعر به الآن، لأن غرفتي القديمة كانت
نفس اللون وكنت أكرهها وأكره تذكرها.
"يم.. يمكننا . اختيار نفس .. التصميم بلون آ
آخر".
أقترح مالك وهززت رأسي موافقة بقوة
جلب الكتيب وبالفعل كان هناك ألوان أخرى لنفس التصميم اخترت
أفتح لون وأعجب مالك به وهز رأسه بحماسة.
وصل والده في تلك اللحظة يرتكز إلى عصا خشبية التفت مالك
إليه سريعا وسأله بحماسة
" أ أبي هل.. يمكنك طلب .هذا. اللون ..ل
لنا؟!".
ربت بحب على ظهره
"بالطبع حبيبي أختر كل ما تريد وأنا سوف أتي به في
غضون يومان".
أحتضن والده بحب بالغ والتفت لي وحماسة الصغار تقفز من
صوته وعينه
"س سوف نأتي بها جميلة، اختاري كل ما تريدين".
ابتسمت له وذهب لاختيار غرفة الأطفال ولكن نظرات والده
ثبتتني بمكاني، أستند على عصاه بكلتا يديه
"مالك قرة عيني ولن أدع أي أذي يناله بأي شكل من
الأشكال".
كان هناك نظرة تهديد واعدة في عينه لم أفهم لها معنى
مطلقا لمَ تكرهني عائلته إلى هذا الحد؟!.
صوت مالك المتحمس ينادي علي جعلني أنسحب للخلف ونظرة
والده لم تفارقني، وانسحبت الدماء من وجهي لحماسته المبالغة لاختيار تلك الغرفة
بالذات!،
لن تكون شاغرة أبدا!!.
بعد أن انتهينا من اختيار الأثاث اللازم رفضت رفض قاطع اختيار
غرفة للصالون وأخبرت مالك بهذا الشيء ورغم اعتراض كل من سمير ووالده صممت على
موقفي ولم أنزاح عنه.
صعدنا بعد ذلك للشقة الخاصة بمالك كانت مكونه من ثلاث
غرف وصالة كبيرة وسعدت بقراري بعدم اختيار غرفة للصالون للضيوف الذين لن يأتوا بالأساس!.
اخترنا الألوان وفقا لما اخترنا سابقا من الأثاث ووجدت
سمير يصطحبنا بعدها لمحل مجاور للمعرض خاصتهم يصنع الستائر واخترناها هي الأخرى.
عدت للمنزل منهكة بشدة ابتسم، كيف سهل الله لي ثلاث أمور
كبيرة في يوم واحد انتهيت وتبقى لي ثلاثة عشر يوما ارتميت على السرير ابتسم لنفسي
بشدة
"لقد تركتني عائلتي لكن الله وقف معي وسهل لي
الكثير".
فتحت هاتفي واخترت بضعا من الأجهزة الكهربائية وطلبت
شحنها للمنزل سوف تصل بعد عدة أيام إلى شقة مالك، وكنت أخبرت سمير مسبقا أما باقي
القطع فأحببت اختيارها بنفسي من المعرض.
بدلت ثيابي وقررت أن أغفوا سريعا فلدي بالغد يوما حافل
طرقات أعلمها جيدا على الباب جمدتني بمكاني، وانسحبت
الدماء من عروقي وبصعوبة بالغة ذهبت لفتح الباب
"تفضل مهند".
تمتمت بصوت خفيض ودلف هو الآخر ببطء
دون مواربة سأل بصوت مبحوح
"قرارك نهائي؟".
أغمضت عيوني وربعت يدي وتمتمت بصوت جامد دون النظر له
"لقد اخترت الأثاث وألوان المنزل اليوم مهند، وارتديت
دبلته البارحة هل هذا نهائي كفاية لكم؟!".
غطى فمه بحنق ومن ثم تخصر بكل من يديه دافعا سترته بغضب
للخلف
"سوف تندمين على هذه الزيجة، صدقيني أنا خائف عليك!".
"أنت خائف على اسمك ومكانتك بالمجتمع المخملي".
تمتمت سريعا بلهجة جامدة لم أتحدث بها معه من قبل قط
هز رأسه بنفاذ صبر بالغ مني ودلف ليضع مظروف به نقود لي
وبطاقة ائتمانية
"هذه من أجل مصاريفك".
ذهبت وجلبتها سريعا وأعدتها له
"شكرا مهند لقد اشتريت كل شيء بالفعل ولدي ما يكفي
من المال ويزيد عن حاجتي".
من بين أسنانه
"خذيه جميلة .. خذيه مرة واحدة بحياتك وكفي عن
أفعالك تلك".
نظرت له بعيونه دون خوف أو مواربة
"لا مهند لن أخذه رغم ما حدث بيننا الآن، لن أخذه..
لن أقطع الشعرة التي تصلني بك منذ الأزل، رغم كل شيء أنت أخي ولا أريد
خسارتك".
سحقت قبضته المظروف ودمعت عيونه بشدة وولى خارجا بسرعة
من الغرفة وكأن الشياطين تلاحقه ولكنني أعلم ما يلاحقه جيدا.
***
"لمَ لم تأخذيها؟".
سألها الطبيب
"كان هذا يعني انتهاء الشيء المميز الموجود بيني
وبين مهند".
"سامحته؟!".
سأل الطبيب بعجب
هزت رأسها نافية
"لم أغضب منه بالأساس".
ارتفع حاجبيه عاليا
"لمَ إذا كل ما حدث سابقا؟، ولمَ يشعر بهذا الذنب
البالغ نحوك؟!".
"كانت ثورتي لأنه السبب بالفعل في ضياع سنين عمري
ووعدني بألا يتسبب في حزني مرة أخرى وصدقته، وشعوره بالذنب لأنه وقف شاهدا على كل
ما حدث لي دون أن يفعل شيء طلبت مساعدته ألف مرة واكتفى بإعطائي عدة مسكنات.
وسامحته لأنه الوحيد الذي أعترف بأنه أخطأ في حقي، كلنا
بشر وكلنا نخطئ وهو أعترف بخطئه، الوحيد الذي أعترف بخطئه وكان هذا أكثر من كافِ
بالنسبة لي.
ولم أخذ النقود لأجله هو .. كي لا أدمره وأزيد من وحدته".
ونظرت للطبيب مباشرة
"الكل يريد شيء ما من مهند بشكل أو بأخر .. عدا
أنا، لا أريد سواه هو، وهو يعلم ذلك جيدا .. إذا ما فقد هذا الرابط لن يعود كما
كان مطلقا .. خفت عليه وبشدة، لهذا رفضتها كما فعلت سابقا منذ عدة سنوات".
***
بحثت عن أغراضي القديمة الباقية من جهازي في اليوم
التالي وكتبت لائحة بالنواقص وقمت برصها وترتيبها وبعد يومان آخران كنت اتفقت مع
مالك على الخروج معه لشراء الملابس.
كان يقف بتأهب أمام ورشته ينتظرني بفضول لكنني لاحظت
أتساع حدقتيه عندما رآني أنزل من السيارة.
"صباح الخير كيف حالك مالك؟".
تمتمت له بإشراق مثلما أعتدت
"جاهز للذهاب؟".
هز رأسه بنعم، توجهت للسيارة وهو خلفي وقبل أن يركبها
أشار عليها
"ه هل .. هذه . سيارتك؟".
"لا أبدا، لقد استأجرتها اليوم من مكتب لتأجير
السيارات سوف نذهب إلى أماكن كثيرة وسوف نتكلف الكثير من النقود والوقت لإيجاد
سيارات أجرة".
هز رأسه مقتنع وهو يتفحصها
"ف فكرة جيدة ج جداا".
نظر لي وأنا أقودها،كنت قد عصرت رأسي صباحا بأنني أحتاج
إلى سيارة ضروري اليوم، ولكن إلينا تستولي على خاصتنا ولن أطلب من مهند أن يرسل لي
واحدة وبعد التفكير المضني لنصف ساعة وجدت الحل.
تلمس مالك المقعد بانبهار، لحسن الحظ السيارة كانت جديدة
وحديثة، ابتسمت له
"هل تحب السيارات؟".
" ك كثيرا .. جدا، لكن لا يسمح .. لي
بالقيادة".
هززت رأسي لم أكن أعلم هذا أبدا، أردف بتلعثم
"س سمير لا لا يسمح لي".
فهمت لا بد وأنه يخشى على مالك
"لا بأس بذلك أنا أجيد القيادة، فقط أخبرني أين تحب
الذهاب ونذهب في أي وقت".
التفت لي وابتسامة عذبه على وجهه أبهجت يومي، قضينا
اليوم كله نشتري الملابس خاصته، بالفعل مالك لم يحب التعامل مع الآخرين أو التواجد
بأماكن بها الكثير من الناس، وقد كان متوتر ببداية اليوم كثيرا لكن بعد مدة من
التجول بالمحلات أصبح أكثر راحة خاصة أنني تعمدت اختيار محلات كبيرة لها أسمائها
والعمال يتعاملون بطريقة جيدة مع زبائنهم، كي لا يتعرض للتنمر من أحدهم مثلما
أعتاد .. طوال عمره.
***
انتهى
يوم التسوق وسعدت كثيرا بقضاء الوقت معه لم أستطع رؤيته بعد ذلك كثيرا بعدها ب يومان
أتصل بي يسألني بتوتر عن مقاسي
ضحكت بشدة حتى سعلت ومن ثم سألته بمكر
"لمَ تريد معرفة المقاس خاصتي مالك؟".
حرج كثيرا وتلعثم
"ق قمر سألتني .. كي نحضر لك الثوب"
ارتفع حاجبي بسخط وزمجرت
"قمر ! من تلك القمر؟!".
تلعثم أكثر
"ز زوجه سمير!".
"أها".
تهللت أساريري مرة أخرى ومن ثم شهقت لنفسي
تبا في وسط كل هذا الزحام لم أفكر بما سوف أرتدي يوم
العقد!، تبا لغبائي!!.
ثوب ثوب حقا!، هل سوف أرتدي ثوب مرة أخرى؟ تخوفت من
الفكرة وفي نفس الوقت تحمست لها كثيرا أخبرته بمقاسي وتمتم بفرح
"أأنا من سوف يختاره لك".
ضحكت بشدة
"بالطبع مالك وأثق بك تمام الثقة أختار الثوب الذي
يشعرك بالفرح".
شكرني كثيرا رغم أنه هو من سوف يشتري الثوب وأغلق الهاتف
سريعا.
وصل الثوب بعد يومان وكان رائع وأبيض اللون لم أتخيل أن
أرتدي فستان أبيض مرة أخرى!!، ذهلت تماما حتى دمعت عيوني بشدة أحتاج إلى تعديل
بسيط في القياس ورفضت أرساله لمالك مرة أخرى مثلما طلب وأخذته بنفسي للتعديل، وقبل
العقد بثلاثة أيام كانت الشقة جاهزة للفرش، وكنت وحدي تماما أيضا بتلك الخطوة حتى
أنني بالكاد كنت أرى كل من أبي وأمي الفترة الماضية فمالك هو من أرسل عمال المعرض
لأخذ أغراضي من شقة والدي.
***
راااااائع جدا
ردحذف