ليس زوجي المعاق الجزء الثاني_ الفصل السابع ج2 بقلم هالة الشاعر

 

ليس زوجي المعاق الجزء الثاني

(مالك القلب)

 الفصل السابع

 (2)



"أميرة أرجوكِ لا أحد أخر أدعوه للزفاف، سوف أكون وحدي تماما!".

رفضت بنزق وهي تجلس أمام طاولة الزينة خاصتها

"لن أشارك في هذه الجريمة جميلة، تلك الزيجة لن تفلح ولن أشجعك على الهرب من منزل والدك بتلك الطريقة".

ليس زوجي المعاق الجزء الثاني
ليس زوجي المعاق (مالك القلب)


ارتسم حزن بالغ على وجهي

"لمَ لا يصدق أحد أنني حقا أريد أن أكون مع مالك؟!".

"أنت تريدين الهرب ومالك فرصتك وأنت استغللتها!".

لن أناقشها الآن، العقد موعده الغد تقوست شفتاي للأسفل

"لقد أفلست تماما أميرة وكنت أعتمد عليك في تزين وجهي تعلمين أنني خرقاء بتلك الأمور ولا أرسم عين مثل الأخرى أبدا!!".

فركت جبينها بإصبعيها بأناقة ولم تجيبني، تنهدت بحزن لقد فرغت جيوبي تماما أنا لا أكذب، ولكنني حقا أريدها إلى جواري في هذا اليوم قد أكون تجاوزت كل المراحل الأخرى وحيدة لكن هذا قاس جدا حتى يوم زفافي لا أجد أحد إلى جواري!.

ربت على ظهرها

 "حسنا ودعا أتمني أن أراكِ قريبا على خير".

وفتحت باب غرفتها للخروج توقفت مكاني فور سماعي لزمجرتها

"غدا بالعاشرة صباحا أجدك أمام باب المنزل سوف أصحبك لمركز تجميل، هدية زفافك البديع!".

اتسعت حدقتاي مركز تجميل؟!، بالطبع أنا عروس كان علي الاهتمام بنفسي جيدا ما هذا الغباء؟!!.

التفت واحتضنتها كثيرا، حتى أنها ضحكت رغما عنها

"هيا أذهبي للنوم سريعا لا أريد هالات سوداء حول عيونك بالغد".

قبله كبيرة على وجنتها ومن ثم ركضت للأسفل وأغلقت باب غرفتي جيدا لا أريد أي مشاعر حزينة بعد مفاجأة أميرة لي.

***

بالعاشرة تماما وجدتني أميرة أقف أمام المنزل حامله فستاني وأغراضي كلها ولحسن الحظ كان لديها سيارة ولم نواجه صعوبات كثيرة بالوصول، المكان كان راقي ورائع لم أذهب يوما إلى مكان كهذا وأخبرتهم أميرة أنني عروس واهتموا بي كثيرا ،كان شعور جميل ومريح، حرفيا صرت ألمع من النظافة!.

بالمساء أتى مالك لاصطحابي كنت جميلة لأول مرة، كنت جميلة لأنني كنت واثقة من نفسي وواثقة من ثوبي، الثوب الرائع الذي اختارته قمر زوجه سمير كان مناسب لجسدي وانسدل برقة من حولي، لم يكن كبير ولم يظهر ضخامة جسدي أحببته كثيرا وبالرغم من وجودي بمركز التجميل إلا أنني صممت على جعل أميرة بأن تقوم هي بتزين وجهي ،كانت الزينة رقيقة وأحببتها كثيرا أبرزت جمال وجهي الطبيعي دون المبالغة التي يلجأ إليها خبراء التجميل بالعادة.

وبعيدا لمحت سيارته وعلمت بأنه سوف يحضر العقد فنحن لم نتحدث منذ أن خرج من غرفتي منذ أسبوعين.

***

في سيارة سمير الذي قاد بنا إلى دار مناسبات صغيرة لعقد القران وكنت قد طلبت منه هذا الطلب لأنني أعلم جيدا أن أبي لن يفعل، وهو كان كريم معانا وحجزها سريعا.

التفتت قمر الحقيقة أن أسمها يليق بها فتاة مرحة وكلها حيوية، بيضاء اللون وقصيرة ونحيفة ذات خصل شعر بنيه لامعه متراقصة من حولها بشدة.

"إذا أنت هي العروس؟".

وغمزت مالك بعينها فأعطاني باقة الورود سريعا، ضَحكت بشدة لرده فعله المفاجأة هذه، وضربت قمر جبينها بمرح تعاتبه

"ألم أخبرك بأن تعطيها الباقة فور رؤيتها؟، لمَ تضمها لك وكأنها رضيعك العزيز!".

ارتبك وحك خلف أذنه بحرج ولكنه بدا رائع بشدة في بذلته السوداء كان أوسم عريس رأيته من قبل.

"أفترض أنك اخترت بذله مالك كذلك".

مالت رأسها بشقاوة

"ما رأيك بذوقي؟".

"رائع، شكرا كثيرا على الثوب".

"لا عليك والدتي لديها الكثير من الصديقات اللاتي يمتلكن محال للملابس حان وقت استغلالهم".

ابتسمت لها بدت ودوده ومرحة للغاية لقد أحببتها على الفور.

تنحنح سمير وهو يقود ويتلفت خلفه بحذر

"أنا من دفع نقود البذلة ألا يظهر ذلك بوضوح؟".

أدعي السخط وتلقى لكمه من زوجته تأوه لها بشدة

شاكسته أنا الأخرى

"غريب ظننت أن قمر هي من فعلت فهذا يظهر بوضوح!".

"أوووو".

تأوهت قمر بصوت عال والتفتت لي ورفعت كفها عاليا وفعلت أنا الأخرى وصفعنا كفينا سويا بصوت عال.

هلع سمير ونظر لمالك نظره خاطفة

"يا حبيبي لقد اتفقوا علينا، نحن نتعرض للهجوم هنا أخي أفعل شيء!".

ابتسم مالك وكان يبدوا عليه السعادة الخالصة

"قمر وجميلة بالذات يمكنهم فعل أي شيء".

التفتت لنا مرة أخرى وغمزت بشقاوة

"وفر الكلام الحلو لبعد العقد يا حضرة الفنان".

أحمر وجهه بشدة ولف رأسه ناحية النافذة وسعدت أنا كثيرا بذلك الجو، يبدوا أن الله سوف يعوضني أخيرا بعائلة أحبها.

***

الجو كان مشحون بداخل القاعة الصغيرة لم يدعوا أبي أي أحد من أقاربنا وكذلك والدتي بالكاد حضرت إلينا على مضض وأكيده أن مهند أجبرها على ذلك، حضرت كارمن وكذلك الأخ الثاني أمير وزوجته كانت الغطرسة تقفز من عيونها لم أحببها على الفور وهي الأخرى نظرت لي وكأنني أغبى شيء بالوجود!.

وصل مهند إلى جواري وكان هو وكيلي لأن أبي رفض ذلك، وتم العقد أخيرا بعد رعب شديد مني، ظللت أتخيل أبي يرفض ويفسد الزيجة طوال الوقت إلى أن تم العقد أخيرا، وبعدها أهداني مهند طقم من الذهب كهدية زواج ولم أستطع رفضها أمام الحضور، ألبسني إياها وقبل جبيني ونظر لي لوهلة ثم أنصرف، أتت أميرة ومعها الشبكة خاصتي وتلاقت نظراتها مع مهند بنظرات غير مريحة، جعلت كارمن تستشيط غضبا مكانها لكن بأناقتها المعهودة أخفت ذلك بمهارة.

ألبسني مالك الشبكة مرة أخرى وأبتسم كل منا للآخر فكلنا يعلم أنني ارتديت الشبكة مسبقا، تنقلت النظرات بين كل منا، بدا على مالك السعادة وذلك أسعدني كثيرا.

"سعيد؟".

همست سأله إياه

هز رأسه على مهل وابتسامة رقيقة على وجهه فهمست مرة أخرى

"لمَ؟".

تمتم هامسا بصدق

"لأنني لن أصبح وحيد مرة أخرى".

تأثرت كثيرا من صراحته،  أنا ومالك لم نقع في غرام بعضنا البعض كل منا لدية أسبابة لهذه الزيجة وكل منا صريح مع نفسه على الأقل بهذا الشأن، ارتجف قلبي لإجابته الصادقة وهمست له من بين ضربات قلبي

"وأنا الأخرى لن أصبح وحيدة مرة أخرى".

***

ضربت فخده قدمي بحسرة ممزوجة بخيبة أمل بالغة فانزلقت سريعا من الرداء الحريري الذي أرتدي، فاغتظت وضربتها مرة أخرى فانزلقت يدي بشكل أسرع!.

كنت جالسة على سرير غرفة نومي أربع قدماي وأتنهد بحسرة بالغة على حظي البديع ،

 ما هذا الحظ؟

ما هذا الحظ؟!.

بعد أن تم العقد ذهب الحضور إلى منازلهم لم يهنئني أحد تقريبا سوى أميرة التي انسحبت بعد وجود مهند وكارمن، أما من مزحت معي وجعلت الجو مرح هي قمر ومن ثم عدنا للمنزل.

منذ أن دلفنا توتر مالك بشدة وأعلم أنه من المفترض بي أن أشعر أنا بالتوتر ولكنني لم أشعر، فأنا أثق بمالك وطيبة قلبه إلى درجة كبيرة تجعلني مطمئنة معه طوال الوقت.

أنغلق الباب ووقفت في منتصف الصالة بثوبي الأبيض الرقيق وباقة الورود الرائعة بين يدي

"م م.. مم .. مم "

تنهد بشق الأنفس ولم يستطع إكمال جملته أبدا ولم أستطع تخمينها أيضا، بدا وكأن رابطه العنق خاصته تخنقه

"أنت بخير؟".

سألته بقلق، هز رأسه إلا أنه لم يقرب من الخير بأي شيء!.

وقفنا كل منا يحدق بالآخر بلا هدف، نظرات التوتر تفضح مالك فقررت الذهاب له والتهوين عليه لا شيء يستدعي كل هذا القلق فأنا أبسط مما يظن بمراحل!.

حالما خطوت نحوه أشار عاليا للسقف فجأة وكأنه يقول

"أنظري العصفورة!".

ولكنه تمتم سريعا

"الستائر! لقد تم تركيب الستائر!!".

التفت خلفي لقد تم تركيبها بالفعل لم تكن موجودة أثناء وضع أغراضي هنا لم تكن انتهت بعد!. تجولنا بالشقة ورأيت الستائر كلها.

"أنها رائعة مالك شكرا لك".

نظرت له وهو يقف إلى جواري كنا أمام الغرفة خاصتنا، ظللنا ننظر لبعضنا مدة وحينما ظننته سوف يقترب مني ودق قلبي كثيرا في تلك اللحظة مترقبة حركته الأولى نحوي.

أشار علي الغرفة

"غرفتك".

ابتسمت له

"غرفتنا".

هز رأسه بسرعة رافض

"غرفتك"

تحركت عيناي بكل من الاتجاهين

"غرفتنا مالك!".

رفض بشدة

"لا غرفتك!".

ضحكت لإصراره ووضعت كل من يدي بخصري وسألته بمرح

"وأنت أين سوف تنام؟".

جاوب وكأنه إنسان ألي

"الأريكة".

زمجرت رغم عني

"نعم!".

أشار نحوها وكأنني لا أعلمها

"الأريكة".

تقوس حاجباي بعدم فهم

"الأريكة؟!، هل تزوجت كي تنام على الأريكة؟!".

فهز رأسه باقتناع تام، ومن ثم تركني وتوجه نحو الأريكة تمتمت هامسة من بين شفتاي بسخط

"تبا لك يا مالك ألف مرة!".

***

لابد وأنه يمزح معي ولكن مزحته سخيفة للغاية، بدلت ثوبي ونظفت وجهي وفردت شعري حمدا لله لازال جيد لقد تم تصفيفه بعناية اليوم في المركز ، لازال بحالة جيدة، لكنه بالغد سوف يتجعد مرة أخرى أعلم ذلك.

ارتديت القميص الحريري الأبيض المخصص لليلة الزفاف ووضعت مسحه سخية من عطر رقيق.

ورتبت شعري وهندامي جيدا وخرجت من الغرفة

لأجد مالك جالسا بإحباط ينحني على ركبتيه ويضع كفيه على كل من وجنتيه وينظر ل اللاشيء.

رغم عني تحركت كل من شفتاي بخيبة في كل من الاتجاهين في حركة اعتادت جدتي لأبي فعلها كلما مرت أمي من أمامها!.

ذهبت للجلوس إلى جواره فانتفض واقفا وظل ينظر لي وفمه مفتوح قليلا وكأنه مبهور بما رأي، ثم بعد وهلة من رقص قلبي بداخل ضلوعي نظر في الاتجاه المعاكس لي تماما!.

"أنت بخير مالك؟!".

هز رأسه موافق دون أن ينظر لي، قلقت بشدة وذهبت له

"هل ضايقك أبي بشيء مالك؟، هل ضايقك أحد بشيء؟!، رجاء لا تخفي علي!".

هز رأسه بلا دون أن ينظر لي، وضعت يدي على وجنته برقه وهمست بصوت مبحوح

"لمَ لا تنظر لي إذا؟!".

نظر لي لوهلة مأخوذا باللحظة مثلي ثم جلس دون التفوه بشيء، أمتعض فكي وبدأ

صبري ينفذ صراحة!

"مـــــــــــــــــا بك؟!!".

تخيلت نفسي أصرخ عليه بهذه الكلمة عاليا لكنني لم أفعلها وتمالكت أعصابي، جلست إلى جواره مدة لا بأس بها إلى أن تصلب ظهري من الألم ولم يلتفت لي ولو بالصدفة حتى!، ولم يشح بنظرة عن السجادة.

"هل تعجبك لهذه الدرجة؟!".

كانت نبرتي ساخرة لأقصى درجة، فزع من صوتي فزمجرت به

"هل نسيت أنني أجلس إلى جوارك؟!".

توتر بشدة

"لا لا ما ما الذي يعجبني؟!".

هببت به

"السجادة!!. تنظر لها منذ أن دلفنا من الخارج؟!، هل سقط شيء ما منك وتبحث عنه؟!".

هز رأسه بسرعة بأن لا

"هل يضايقك لون الشراب أو وجدت به خرم ما؟!".

فهز رأسه بنفس السرعة بأن لا

"إذا ما بك؟!".

أشار على نفسه بعجب بالغ

"ماذا هناك؟!".

جمدت لوهلة هل يسأل حقا!، هل لا يعلم ما الذي من المفترض به الحدوث الآن؟!!.

هــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراء

نهرت نفسي ساخرة بشدة، لقد تزوج من قبل بالطبع يعلم، ما هذا الغباء جميلة؟!.

"ألن تدلف لتبديل ملابسك؟!".

وشددت أكثر على جملتي

"في غرفتنا؟!".

"ملابسي بالغرفة الأخرى".

"لمَ؟!".

"كي.. لا أضايقك.. فهذه ..غرفتك".

سألت غير مصدقة

"هل سوف تنام على الأريكة حقا؟!".

تلعثم

"م مكاني .. هو الأريكة".

صرخت بوجهه

"تبا لك ولأريكتك السخيفة".

ودلفت وصفقت الباب بوجهه

ومن وقتها وأنا أصفع وركي مرة والأخرى أصفع وجنتي!.

هل عاديت نصف الكرة الأرضية كي ينام على الأريكة بالخارج؟!

ما هذا الحظ

ما هذا الحظ؟!!.

يا حظك المائل يا جميلة

يا خيبه أملك يا جميلة

يا ...

لا داعي لذكر الباقي!.

يا خسارة المبلغ الذي دفعته في هذا القميص الأبيض الحريري!

ربما لا يحب الأبيض!

ظهرت الفكرة برأسي على الفور

ونزلت من السرير سريعا، القميص طويل جدا يصل للأرض والرداء خاصته كان واسع هو الآخر، لكنه يحدد معالم جسدي المكتنز بسخاء واضح!.

فتحت الدولاب على آخرة بحركة درامية ونظرت للقمصان الجميلة المعلقة بعناية بالغة وأمسكت بكل من القصير والأقصر منه، ترى أي واحد علي أن أرتدي؟!.

***

"خخمم،

خخخخم

خخخخخخخخخخ".

حاول الطبيب كتم ضحكاته بيده مرة والثانية لكنه فشل بجدارة، ومن ثم ضحك بعلو صوته وهو يضرب المكتب بيده لشدة ما ضحك على جميلة التي تقضم شفتها السفلى بغيظ بالغ وتمتم وعيناه تدمع من الضحك وهو غير قادر على الحديث بشكل سوي

"وكأن هذا سوف ينجح عععهههههه".

ومن ثم ضرب مرة أخرى على المكتب بقوة وهو يضحك عليها بشدة

نظرت له ومن ثم وقفت وبعثرت بضعه أغراض من على مكتبه بغيظ بالغ

ومن ثم صرخت بوجهه

"أتمنى أن تختنق من الضحك وتموت يا فاشل .. أنت طبيب فاشل هل تسمعني لا يوجد طبيب مكث بكلية الطب يوم واحد يضحك على مرضاه".

ثم زمجرت بصوت أعلى

"يا فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاشل!".

ومن ثم صفقت الباب خلفها تاركة إياه أحمر الوجه من كثر الضحك مسح دموعه ولوح على وجهه أكثر من مرة كي يتنفس بشكل أفضل ثم تمتم وهو يفرك عيونه كي يرى جيدا

"يا الهي كم أحتاج إلى الحمام الآن!".

 


نهاية الفصل



الفصل الثامن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال