ليس زوجي المعاق الجزء الثاني_ الفصل الثامن ج2 بقلم هالة الشاعر

 

ليس زوجي المعاق الجزء الثاني

(مالك القلب)

 الفصل الثامن 

(2)



لا أتناول هذا الطعام

أحتاج إلى قهوتي بشدة

لا أتناول هذا الجبن

لا أتناول البيض المقلي بالزيت

وبالتأكيد لو سقطت السماء على الأرض لن أتناول الخبز الأبيض!!.

تناولت عدة من قطع الخيار كي لا يصاب بخيبة أمل وأنا أفكر بحزن في الثلاجة البائسة مثلي تماما، لم تكن ثلاجة عروس وأنا الأخرى لم أكن عروس!.

كان ينظر لي ويبتسم وكأنه لم يتركني وحدي ليلة زفافي، براءة الخالصة وسعادته بالطعام البسيط للغاية، مسحت كل غضبي منه في الحال.

ليس زوجي المعاق الجزء الثاني
ليس زوجي المعاق الجزء الثاني (مالك القلب)


حمل الأطباق بعد أن انتهى من تناوله الطعام وأراد تنظيفها ولكنني منعته بشدة وصممت على موقفي، تلامسنا وسارت الكهرباء بجسدي بقوة رغم أنه لم يتعمد هذا، أما عنه فكأن هذه الكهرباء لسعته وعذبته فابتعد بسرعة عني.

خرج للجلوس بالخارج وتنهدت بإحباط لأنه أبتعد، ومن ثم نظرت لغسالة الأطباق الكبيرة الرائعة التي اشتريتها لنفسي، لم أشتري المسحوق الخاص بها للأسف بعد علي بالتنظيف اليدوي إلى أن أشتري المنظف المناسب لها.

لست عروس بأي شكل وكأن الظروف كلها تخبرني بهذا الأمر!.

ذهبت له محرجة بشدة ولكن لا حل آخر لدي

"مالك هل لديك مال؟".

توقعت أن يكون مفلس تماما مثلي، هز رأسه سريعا ودلف للغرفة الأخرى وأحضر رزمة مال بحماسة بالغة

"ك كلها لكِ".

 شدد كثيرا على الحروف ورمش بعيونه بتوتر لكن لم يبدو عليه أي ضيق ضحكت بشدة

"ما كل هذا المال مالك فقط..."

أشرت بحرج للثلاجة خلفي

"نسيت في زحام التحضيرات شراء الطعام للثلاجة، أريد أن أعد لك الغذاء".

شدد على الكلام بتلعثم وتوتر مبالغ به وأعاد المال بقوة

"المال كله لك، من المفترض أن تأخذ الزوجة مصروف المنزل.. أ أخبرني . سمير بهذا".

لم استطع أن أمسك بلساني ولو لوهلة وزمجرت رغما عني

"ألم يخبرك سمير بشيء أخر من المفترض عليك فعله للزوجة؟!!".

نظر لسقف المنزل المزخرف يفكر وصفعت أنا وجنتي بحسرة

"لا عليك يا مالك لا ترهق نفسك بالتفكير !،كيف سوف نأتي بأغراض المنزل؟!".

رفع أصبعه على طريقة الرسوم المتحركة وكأنه وجد فكرة لامعة، وتحدث بحماسة شديدة

"أكتبي الأغراض التي تحتاجينها بالورقة وأنا سوف أحضرها".

لويت شفتاي بحسرة على كل من الاتجاهين

"يا له من حل رائع؟!، كي يعلم الشارع كله بنزول العريس أول يوم وشراء أغراض الثلاجة، لا يمكننا فعل هذا يا مالك يفترض أننا عروسان".

ابتسم لي ببراءة وكأنه تذكر هذا وسأل بخجل متلعثم

"هل .. لا يخرج .. العرسان؟!".

"لا العرسان يكون لديهم طعام لأسابيع قادمة، العرسان يفعلون أشياء أخرى تماما غير شراء الطعام وطهيه!".

سأل باهتمام

"مثل ماذا؟!".

أغرب عن وجهي!

تمنيت لو صرخت بوجهه بهذه الجملة

راقبته يسأل بكل براءة هل حقا لا يعلم؟!، ما هذا السخف؟!!.

عصرت مخي للخروج من هذه الورطة خجلت من إخبار سمير وأميرة أرهقتها معي البارحة

"خدمة التوصيل".

بارك الله التكنولوجيا نصيرة الغلابة والبؤساء أمثالي أنا ومالك

فتحت هاتفي سريعا وتحدثت بحماسة

"هناك تطبيق اليكتروني لجلب الطلبات وأغراض المنزل سوف نستخدمه حالا، هل لديك ورقة وقلم؟!".

هز رأسه بحماسة الأطفال وذهب إلى الغرفة سريعا وعاد سعيد بإنجازه الصغير الأمر كما لو أنه طفل برئ وطيب وكريم في الثامنة من عمرة، كان هذا لطيف بالنسبة لي كثيرا ولا أعلم لماذا؟!.

كتبنا الأغراض واشتريت كل مستلزمات المنزل الناقصة وأشرت إلى رزمة المال الموجودة أمامي على الحاجز الرخامي

"هل أنت أكيد من أنك لا تحتاج إلى هذا المال؟!".

هز رأسه مؤكد على ذلك

حسنا لا بأس إذا من تحضير وجبات العروس المجمدة فلا شيء لدي لأفعله بهذا اليوم البديع على أي حال!، أول يوم بحياتي الزوجية؟!.

****

انتظرنا وصول الأغراض بالمطبخ، كان ينظر لي كل مدة ولكنه يشيح بنظرة في الاتجاه الآخر فورا من الحرج، هاتفه سمير وابتسم هو لهاتفه الصغير حال رؤية أسم أخيه وتحدث معه بسعادة خالصة

"مرحبا أ أخي".

"....".

صمت قليلا ثم جاوب

"بألف خير شكرا لك".

"...".

نظر لي وتحدث بسعادة كبيرة

"جميلة حضرت فطور رائع لي أخي".

"....".

"لكن لدي تسليم للعمل اليوم بالساعة السادسة مهم".

"...".

تنهد بإحباط

"حسنا أخي, ودعا".

وضع الهاتف وانمحت البسمة من على وجهه

"هل كل شيء بخير؟".

سألته بقلق

"سمير يخبرني ..بألا أنزل.. الشغل اليوم.. لأنني عريس.. ولا يريد لأحد من.. الشارع رؤيتي".

ضربت الحاجز الرخامي وهببت به

"ألم يخبرك بشيء أخر؟!، بما أنك عريس؟!!".

أنتفض للخلف مفزوع مني، لا بد وأنني أفقد صوابي حقا هنا دون قهوتي ودون النوم جيدا وبعد كل هذا الضغط والتوتر.

اعتذرت منه وفركت رأسي كثيرا

عاد بعد أن كان فزع واقفا مني، وسأل بحزن

"هل أنتِ بخير جميلة".

هززت رأسي بإحباط

"مصابه بالصداع ليس إلا".

"هل أتي لكِ بدواء؟".

نظرت لقلقة علي وتنهدت ببؤس

"لا فقط سوف اشرب كوب القهوة خاصتي وأصبح بألف خير، شكرا لاهتمامك".

ظللت صامتة بأسه إلا أن أتت الأغراض، كنت طلبت من عامل التوصيل كافه الفواتير للأغراض، عددت النقود المطلوبة لأن مالك أخبرني بحرج بذلك ومن ثم نزل مالك لجلب الأغراض من العامل.

أنفتح الباب أمامي ووقفت زوجه والد مالك أمامي ووضعت يدها بخصرها وتحدثت بكبر بالغ

"صباح الخير يا عروس؟ لما تقفين هكذا بأول يوم لك؟ وأين مالك".

لم تعجبني بالمرة طريقتها كان بها الكثير من التهكم والسخرية!

"صباح النور، تونت .. مالك بالأسفل يأتي بعدة أغراض".

"وأيه أغراض هذه تستدعي نزول العريس؟!".

أصبحت بسمتها سامة للغاية وكريهة، التكهن والسخرية كان كبير لدرجة غير مبررة.

أغراض لا تخصك!

أردت قول هذا لها وبشدة لكنني تحكمت في غضبي لم أتخلص من "تونت حشرية" خاصتي لأبتلي بهذه؟ هذا كثير علي والله كثير!!.

عاد مالك محمل بكل الأكياس مرة واحدة وعجبت من قوته، وعندما نظرت أمامي وجدت زوجه والده جاحظة العينين وسألت وهي تلوي شفتيها

"ولمَ تحضر العروس كل هذه الأغراض في أول يوم زواج ألم تجهزك والدتك يا حبيبتي؟!".

وضع مالك الأغراض بمدخل الباب والتفت لها بغضب، جذبته من ذراعه للداخل

"هل هذا كل شيء حبيبي".

تعمدت استخدام نبرة الدلال أمامها

ابتسم لي ببلاهة وهز رأسه كثيرا

"تعال وارتاح حبي، لقد بذلت الكثير من المجهود اليوم سوف أعد لك العصير".

ابتسم مالك كثيرا ودلف بالأغراض إلى الداخل، لم أجبها بأي شيء وتركتها تفور من الغيظ وتمتمت بسماجة وبرود متعمد

"ودعا تونت".

وأغلقت الباب بوجهها

وحالم التفت بمالك زمجرت بصوت مكبوت

"من تلك المرأة؟!".

شعر بحرج بالغ

"زوجه أبي".

"أنها عقربه وليست زوجه أبيك لمَ تتصرف بهذا الشكل؟".

"أنها لا تحبني".

"لمَ؟!".

"أخبرني أبي بعد ..و وفاة أمي  أأنه سوف يتزوج .. ليجد أحد.. يرعاني، لكن بعد أن ت تزوجها أبعدتني .. عن المنزل بهذه الشقة الصغيرة، لأنها تخشي على بناتها مني، أأقسمت.. أني لا أوذي أحد لكنها ..ص صممت، ولا تدعني أ أذهب.. إلى هناك كي أجلس.. مع أبي أو.. أأتناول.. الغذاء معه".

كان صوته مالك كسير وحزين بشدة، فركت ذراعه بحب وتحدثت برقة

"لا عليك أنا معك الآن لن تكون وحيدا أبدا".

هز رأسه بنعم

"أسف.. ل لن أ أدعها تضايقك مثلي ..و وعد".

وعدني بقوة بالغة وتلعثم

"أثق بك مالك، لكنني سوف أخذ بحقي لا تأسف على خطأ ليس لك".

سأل بتوتر بالغ

"لن تتركيني ب بسببها؟!".

"بالطبع لا.. لا تكن سخيفا مالك!، وما شأنها بنا؟!".

هدأ قليلا

بحثت بسرعة عن القهوة بين الأغراض رأسي سوف ينفجر مني وعندما وجدت العلبة قبلتها كثيرا وأعددت الكوب وقف مالك يشاهدني وأنا أشربة براحة كبيرة وسأل بخجل.

"هل سوف تعدين لي العصير حقا!".

انتبهت له

"بالطبع سوف أعده، حالا سوف أعده لك".

ابتسمت له وسعد بشدة وعندما انتهيت من إعداده كان سعيد للغاية شرب كأسه مرة واحدة وطلب أخرى بتردد ناولته الأخرى وبدت علية السعادة الخالصة، كانت أشياء بسيطة للغاية تسعد مالك.

"هل تحب العصير لهذه الدرجة؟".

هز رأسه بقوة

"حسنا سوف أعده لك كل يوم".

"حقا!".

ضحكت بشدة لذهوله

"حقا".

تحدث بحماسة الصغار

"أ أحبه ك كثيرا، أمي كانت تعده .. لي دائما".

وتكسر صوته

"منذ أن ماتت لا أ أحد أعده لي مرة أخرى".

دمعت عيوني رغم عني لوحدته لمحت من كلامه افتقاده لأمه كثيرا وتلك العقربة لم تقرب لحنانها في أي شيء لقد طردت المسكين من منزله!.

"أي طعام تحب أن تتناول اليوم؟".

ضم شفتيه

"صينيه معكرونة أحبها كثرا".

"لك هذا".

غمزت له بمرح وسعد هو بشدة

عاونني بكل شيء وأخرج كل الأغراض من الأكياس ووضعها بالأماكن التي أخبرته بها بالضبط.

كان سعيد للغاية لأنه يفعل هذه الأشياء، وابتسامته كانت ترسم البسمة على وجهي أنا الأخرى لا إراديا.

نسيت شراء منظمات الثلاجة لكنني تدبرت أمري مؤقتا بما لدي وبدأت بكتابة الأغراض الناقصة.

بدأت في طهي الغذاء ومالك أصر على مساعدتي، كان يقلب السائل الأبيض بكل حرص يتبع تعليماتي بالحرف الواحد ويخبرني أكثر من مرة بأنه لن يفسد الطعام.

كان قلق بشكل غير مبرر، أمسكت بكل من وجنتيه الناعمتين بين يدي وجعلته ينظر لي

"لا بأس مالك أنا أثق بك كثيرا لن تفسده، حتى وإن فسد سوف نعد غيرة ليست مشكلة أبدا لا تتوتر هكذا!".

كنت أكلمه بكل حنان لدي كي يطمأن، نظر لي وكان على مقربة بالغة مني

لقد حلق ذقنه صباحا والعطر الخفيف له كان رائع لم يكن فرق الطول بيننا كبير فاستطعت التمتع برائحته بمنتهى السهولة، نظر لي قليلا وتمتم بقلق ولكن أقل

"لن تغضبي علي؟".

تاه صوتي مني مثلما تاهت عيوني بعيونه

"لن أغضب منك يا مالك مهما فعلت".

وقبلت وجنته قبله رقيقة للغاية.

اتسعت حدقتاه كثيرا وكأنني سرقتها منه وتنحنح وعاد يقلب بهمه في السائل الأبيض وتمتم بتلعثم بالغ

"س سوف يحترق .. الطعام..م مني"

تنهدت بقله حيله متمته ببؤس

"لا يجوز أن تدعه يحترق ولكن أتركني أنا أتفحم من الاحتراق يا مالك".

***

بتمام الساعة السادسة كنت أنهيت كل شيء، الثلاجة والمبردة أصبحت لعروس وامتلأت تماما بالطعام ووضعت الطعام لي ولمالك الذي كان يتلذذ بالرائحة كثيرا.

حضرت السفرة بطريقة رائعة تليق بعرسان وانبثقت القلوب من عيون مالك مبهور بالطعام والترتيب وكان هذا يسعدني كثيرا.

حالما تذوق أول ملعقة

"ش شكرا كثيرا .. ال الطعام ر رائع للغاية".

كان فرح بشدة وأحكم قبضته على ملعقة الطعام بطريقة غريبة في الإمساك وتناوله بنهم بالغ وتلذذ كبير.

ظللت أراقبه، كان الدجاج المقلي شهي للغاية رائحة داعبت أنفي وجعلتني أتخلى عن نظامي الغذائي الصارم وتناولت معه الطعام بسعادة وأنا أشاهده بقلب أم تتحسر على عدم راحة ولدها بالدنيا وليس بقلب جميلة العروس، ورغم التعب البالغ الذي بذلته في ترتيب وتحضير الطعام منذ الحادية عشرة صباحا إلا أن كل هذا الإرهاق تسرب رويدا رويدا عندما رأيت مالك سعيد بالوليمة الصغيرة التي أعدتها له.

تناولت شوكتي بحسرة مره أخرى

"سامحك الله يا سمير كيف تنسى إخباره بأمر هام كهذا؟!!".

***

"حسنا انتهت جلستنا اليوم مدام جميلة".

 نظرت بساعتها لازال هناك عشرة دقائق كاملة بوقتها، لكنه يتلوى على الكرسي منذ نصف ساعة تقريبا قررت الرأفة بحاله لقد تعلم الدرس، أخذت الحقيبة وغادرت دون كلام وحالما خرجت ضغط الزر بعصبية بالغة يأمر الممرض الخاص به بألم بالغ.

"الغ كل مواعيد اليوم أنا مريض للغاية".

ومن ثم ركض للحمام الخاص به وهو يصرخ من الألم، لا فمه ولا معدته يتحملون الحرارة مطلقا!.

"لن.. أضحك.. على . مرضاي .. مرة أخرى أقسم!!!".

 

 

 

نهاية الفصل.


اتمني تكون الرواية نالت إعجابكم متنسوش تشاركوها مع اصحابكم واتمني أعرف رأيكم في جميلة واللي عملته مع الدكتور؟ وهل المقالب هتكمل معاهم ولا خلاص الدكتور هيتغير؟!

دمتم سالمين وبألف خير 



الفصل التاسع

إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال