حكايات بيت الرحايمة_الحكاية الأولي ج2 لهالة الشاعر

 

الحكاية الأولي 
(بيت الرحايمة)
(2)

دلف إلى الحظيرة الخاصة بالمنزل كي يضع الطعام للبقرة مثلما وعد أبراهيم لكنه وجد عندها طعام كثير وتقف بعيدا عنه، قلب الطعام وقام بزيادته ثم ذهب وسحبها كي تخرج إلى الشمس قليلا. 

"لو أن لي بقرة مثلك لاستطعت تلبيه نصف طلبات والدها على الأقل"

وتردد قليلا  

"لا بل الربع.. الحمد لله على كل حال". 

***  


حكايات بيت الرحايمة الحكاية الأولي ج2
حكايات بيت الرحايمة الحكاية الأولي ج2


حاولت الوقوف بلهفة كبيرة تنظر الى الشباك وهي تمسك بيد ورد أتقولين الصدق لي يا ورد حقا؟!". 

ردت ورد بحماس هادئ مثلها واخيرا ظهر على وجهها الصامت بعض التعبير.   

"اجل عوض أخبرني بأنهم بمدخل البلدة".   

نظرت جيدا من النافذة ذات القضبان الحديدية  

"سوف أخرج لها، لا لم أعد أستطيع الصبر!".   

امسكت بذراع ورد وخرجت بهدوء حسب خطوات سنها الكبير وحماستها تغلبها كي ترى حفيدتها القادمة من السفر، خرجت أمام المنزل لتجد عوض هو الأخر بالخارج، ذهب لها سريعا وقبل يدها وتأبط ذراعها واخذها تجلس على مجلس من الإسمنت موضوع أمام البيت كي تريح قدميها.   

"سوف اذهب لاتي بأبي فقد اوصاني بإخباره".   

"اتركه لابد وإنه متعب من جلسة الغسيل يا ولدي 

 "لقد اوصاني بأنه يريد أن يكون في استقبال ابنه الغالي" 

 ابتسمت برضا  

"اذهب لإخباره إذا وأخبر كل من بالمنزل كي يكونوا هنا في استقبالها ". 

هز رأسه وذهب وخرجت أم سعيد مسرعة مهروله  

"هل اتت ابنه الغالي؟". 

" لا ليس بعد". 

خرجت المساعدة الأخرى تهرول بلهفه فسالت الجدة  

"احضرتن ما امرتكن به من طعام للغالية؟" 

" لا تقلقي كل شيء جاهز يا ست الكل" 

 سعادة الجدة كانت لا توصف فهذه المرة غير كل مرة هذه المرة حفيدتها سوف تعود لتبقى لن تخشى ذهابها بعد اليوم  

لقد عادت لتستقر...   

أتت السيارة المهترئة وبدأت الجدة بالوقوف وقلبها يطرق الطبول بشدة وهي ترى حفيدتها تهز بذراعيها وتلوح لها من نافذه السيارة بحماسة بالغة. 

 بدأ سكان أهل البيت بالنزول والتوافد بالساحة الخارجية للمنزل، نزلت العائدة بعد غياب تهرول من السيارة والقت نفسها على الجدة 

"اشتقت لك يا توهه (توحه)كثيرا كثيرا كثيرا " 

قبلات متتالية على كل وجنه وعناق حار من الجدة لها  

"وأنا يا روح توحه اشتقت لك يا غالية، رائحة الغالي عالقة بك يا ياسمين.. والله إنها بك" 

 دمعت عيون ياسمين كثيرا  

"أحبك جدتي كيف حالك؟" 

"صِرت في نعمه برؤيتك هيا هيا لترتاحي لك ساعات بالسفر" 

"أجل" 

 والقت بنظارتها على ورد  

"انتِ هاتِ حقيبة يدي من السيارة واتبعيني، وأنت" 

وأشارت بكبر لعوض 

 "أحضر حقائبي لغرفة توحه" 

والتفتت تحتضن ذراع جدتها 

" كيف حال جلجل توهه (توحه)؟" 

ابتسمت الجدة بشدة للكنه الغالية المائعة التي تحبها وتعشقها 

 "جلجل في انتظارك هيا" 

 والتفتت لكل من ورد وعوض وانمحت البسمة من وجهها  

"هيا نفذوا الأوامر بدون تلكأ" 

 ودلفت إلى داخل المنزل، نزل الحاج ابراهيم من السيارة بألم من ساقه وبدأ عوض في إنزال الحقائب وورد تأخذ حقيبة يدها ثم دلفت بهدوء ترفل بعباءتها البنية وحجابها الطويل بينما عوض استنكر على الحاج ابراهيم حمل أي حقائب وأن يدخل للمنزل كي يرتاح، سأله عن البقرة وأخبره عوض انها بخير ثم بدأ بحمل الحقائب وتبعهم إلى غرفه الجدة. 

"جلجل حبيبي اشتقت لك كثيرا" 

 قبلت كل من وجنتي جدها بحب وتعلق ذراعهيا برقبته  

"كيف هالك (حالك) هل تأخذ ادويتك بانتظام؟" 

"بخير يا عمري بخير يا ابنه الغالي" 

 تحدث بصوت منهك متعب بعدد سنوات عمرة التي مرت عليه بحلوها ومرها وشقائها. 

 دلف إبراهيم يستند إلى عكازة ويكز على اسنانه  

"استرح يا ولدي استرح" 

 تحدثت الجدة بلهفه إلى إبراهيم وهي تنظر له بشفقه على تعبه ثم التفتت إلى حفيدتها وزمجرت بغضب طفولي  

"يكفي لم أشبع منك بعد تعالي إلي تعالي" 

 قبلته قبله أخيرة وعادت إلى حضن الجدة أرضا تجلس الى جوارها تستمتع بالقبلات المتتالية التي تهديها لها على كل وجنه 

 "يا أم سعيد بسرعة احضري الطعام للغالية" 

"لا جدتي لا أشعر بالجوع اكلت بالطائرة وكذلك بالطريق" 

 ضربت صدرها 

 "اكلت بالشارع؟!" 

 ونظرت بلوم لإبراهيم فتحدث بقله حيله وهو يدلك ساقه  

"كانت مفتقده للفول والطعمية وتناولت بعض الشطائر" 

 ابتسمت ياسمين وهي تهز بأهدابها الكثيفة 

 "كنت مشتاقه جدا جدا جدتي" 

 تنهدت منها بقله حيله ودخل عوض بالحقيبة الأولى فأشارت له بكبر وضعها ثم دلف والد عوض إلى الغرفة منهك يحاول الوصول الى أقرب مكان بأريكة الجدة ركضت ياسمين نحوه 

 "عمي حبيبي كيف حالك؟" 

 "بخير ونعمه كيف حالك أنت يا ابنه الغالي" 

 "بخير حبيبي بخير هيا استرح" 

 ساعدته على الجلوس وطمئنت الجدة على ابنها وقلبها ممزق عليه بشفقه ليت بيدها شيء تفعله له، ليتها تعطيه كليتها كي يرتاح هو ولكنها إرادة رب العالمين. 

دلفت والدة عوض وقفزت ياسمين إليها تحضنها بقوة  

"مرحبا عمتي كيف حالك؟ اشتقت لك كثيرا" 

 "وأنت والله يا ياسمين البيت بدونك مظلم، ها قد أنرته بوجودك" 

 قالت الجدة بثقة  

"ولن يظلم مرة أخرى" 

 التفتت لها ياسمين ونظرة ماكرة على وجهها الجميل ذو النمش الرقيق  

"توحه الماكرة تعلمين بأنني سوف أسافر مرة أخرى أكيد" 

 ضرب ابراهيم عكازه بالأرض وجعل الجميع يلتفت له  

"هذا الأمر أصبح بيد زوجك الآن أعانه الله عليك" 
دلف عوض يلهث بالحقيبة الثانية ويضعها أرضا  

"أعانه الله عليها وعلى حقائبها الثقيلة" 

 "أجلس يا ولدي أجلس" 

 جذبته الجدة إلى حضنها وناولته آنيه فخاريه الى جوارها كي يشرب وهي تربت على صدره 

 "اسم الله عليك يا عوض" 

 اشار بطفوليه  

"هي السبب يا جدة وضعت اثقال بالحقائب كي تعذبني" 

 هم بالوقوف كي يخرج ويأتي بالحقيبة الثالثة إلا إنه فوجئ بعبد الجبار يسد الباب وينزل الحقيبة من على ظهره ويضعها بمدخل الغرفة 

 "مرحبا بابنه الغالي" 

 "جوجو!" 

 وقفت مرة أخرى سريعا وتعلقت برقبته ولو بصعوبة انحنى لها وربت على ظهرها بمحبه بالغة وقبل رأسها  

"أنرت بيتك يا ابنه الغالي" 

 "شكرا لك جوجو كيف حالك؟" 

"بخير ونعمه نحمد الله" 

 جلس عبد الجبار الى جوار ابراهيم وهو يربت على قدمه فتألم إبراهيم ونظر عبد الجبار امامه وهو غير مهتم! 

 اتت طفلته راكضه تجلس بحضنه قَبل رأسها ورفعها على ساقه فقفزت في حضنه وهي تنظر إلى ياسمين بغيرة واضحة. 

 "مرحبا نسيمه كيف حالك؟ تعالي اشتقت لك لقد كبرت كثيرا ما شا الله". غمغمت نسيمه بسخط 

 "اسمها ما شاء الله تقولينها خطأ" 

 والتصقت بوالدها أكثر ضحك عبد الجبار ضحكه خشنة مجلجلة رَجت صغيرته ذات السنوات التسع بحجره  

"ألا تنسين غيرتك منها يا نسيمه؟" 

 نظرت لوالدها بلوم وخبأت وجهها بصدره 

 "خسارة! لقد اتيت لها بفستان جميل لن تأخذه قبل أن أخذ قبله منها" وربعت ياسمين ذراعيها بطفولية و بدأت الصغيرة بالنظر إلى الحقائب. دلفت ورد بعد أن أشارت لها الجدة ووضعت الحقيبة وحين همت بالذهاب إلى الخارج على همس الجدة 

 "من أجلى فقط هذه المرة يا ياسمين من أجل توحه" 

 نظرت ياسمين من أسفل إلى أعلى لورد ثم وقفت فجأة وضمتها لها بقوة وهي تقفز وتصرخ بينما ورد اخيرا شقت البسمة ثغرها 

 "اشتقت لك يا هماره اشتقت لك كثيرا" 

 ربتت عليها ورد بمحبه وهمست بأذنها  

"وأنا والله" 

 "كاذبه كنت تهدثت (تحدثت) معي كل هذه المدة أنتِ صديقه سيئة" همست ورد  

"اسفه" 

 حاولت ياسمين معاتبتها لكنها لم تستطع يكفي المسكينة ما بها، افاقت ورد من عناق ياسمين وحاولت التخلص منها بعد أن شعرت بوخز حارق بظهرها وقد كانت محقه فعندما التفتت وجدت نظرات عبد الجبار الحانقة، شعرت برجفة سريعة فأستسلمت ليد ياسمين التي تجذبها أرضا كي تجلس إلى جوار الجدة. 

بالممر الذي بنهايته غرفة الجدة المفتوحة سارت كل من نعمات وحميدة إلى جوار بعضهم البعض. 

"أووووف". 

تأففت نعمات بشدة 

"ألا تمارسين سلطتك كحماه وتجعليها تكف عن مرافقة تلك العاهة!". 

ضحكه ساخرة صدرت عن حميدة 

"بل أنت من فشل بإخراجها من المنزل لا ترمي بفشلك علي، لو كنت مكانك لمَ أخذت مني أكثر من أسبوع". 

نظرت لها بضحكة ماكرة ثم أسرعت الخطى 

"أهلا أهلا بزوجة أبني". 

وقفت ياسمين ببرود وسلمت عليها سلام بارد لا ينم عن أي محبه. 

"هاي تونت". 

أرادت حميدة أن تداري على البرود الظاهرة من كلتيهما  

"ألم أخبرك بأن تناديني بأمي؟، شهور قليلة وتصبحين أبنتي". 

توجهت ياسمين نحو نعمات كي تسلم عليها وعلى الصغير الموجود على ذراعها. 

"وأنا أخبرتك بأنني لن أنادي أحد بأمي بعد جيسي". 

أمتقع وجه حميدة وجلست بأحد الاريكتين الطويلتين بالغرفة بينما إبراهيم مشط كل من طرفي شاربيه يداري الضحك، وعبد الجبار إدعى السعال كي يداري اهتزاز جسده. 

أما عوض الذي يفترش الأرض أمام إحدى الحقائب خبأ وجهه خلف كفية مغمغم  

"أحدهم قصفت جبهته للتو يا عوض! 

ثم صفق بكفين مفرودين بصوت عال جدا جعل الجميع ينتبه له بينما المزيد من الأبناء والاحفاد يتوافدون على غرفة الجدة. 

"قلبي يخبرني بأن هذه هي الحقيبة التي تحتوي على الأحذية والسراويل والقمصان ذات العلامات التجارية الغالية". 

وصفق مرة أخرى بصوت عال أضحك الجميع بشدة. 

"هيا هيا يا ياسمين افرحي قلب أبن عمك المسكين.. هيا". 

ضحك الجميع عليه بشدة خاصة ياسمين. 

"أغراضك ليست هنا". 

ارتسم البؤس على وجهه وضحك الجميع بشدة 

نكس رأسه وغمغم بحزن  

"هل معك كاندي ومكسرات حتى!". 

هزت رأسها بلا، فلطم وجنتيه بطريقة درامية دون أن يمسهم حتى  

"يا ويلك يا عوض!، يا تعب ظهرك يا عوض!!". 

ضحك الجميع عليه حتى كادوا أن ينسوا الموقف السيء لحميدة وزمجر عبد الجبار بسخرية وهو يتنحى جانبا لزوجته التي التصقت به تقريبا 

"أنها قادمة من بلد أجنبي وليست الخليج يا زفت كي تأتي لك بالمكسرات!". 

تأرجحت رأس عوض يمينا ويسارا يهول من حجم خسارته والجميع يضحك عليه بشدة عدا حميدة 

"أعطني أيه قميص وسوف أذهب لحال سبيلي يا بنت العم". 

كتمت ياسمين ضحكاتها بيدها وهمت بأن تجاوبه لكن حميدة انتفضت بسخرية والغل لم يخل من صوتها رغم محاولاتها الجمة. 

"لم يعد يليق أن تطلب هذه الطلبات منها ثم لابد وأنها أتت بالملابس لحميد أنسيت أنه عريس؟!، ولابد وأنها جلبت كل شيء من أجله". 

أمتقع وجه عوض ونظرت الجدة له بشفقة فالكل يعلم كم يحب المزاح ولم يقصد إلا الخير. 

ومع ذلك تحدث عوض بنبرة مكسورة لم يستطع مداواتها تماما  

"معكِ حق يا زوجه عمي والله أني أمزح فقط ولم يكن بنيتي أن أفعل شيء يغضب حميد فياسمين ابنه عمي أنا الآخر". 

قاطعته بحدة  

"لم يعد يليق بك هذا المزاح!، أشهر قليلة وتكتب على أسم أبني وتصبح امرأة متزوجة". 

تألم كل من والدي عوض للهجة الكلام الجارحة الصادرة من حميدة أما من تصرف بسرعة فكانت ياسمين 

"ما هذا الذي تتهدثي (تتحدثي)عنه؟!، ءوض (عوض) أخي متزوجه أم لا أخي وسوف يظل هكذا".  

عصابيتها تفقدها الحروف التي جاهدت كي تتقنها مثل العرب 

اغتاظت حميدة بشدة  

"أنتِ كبرتِ على هذا الدلال وأمور الغرب والميوعة هذه ليست لدينا وأنت تعلمين عادتنا جيدا وأن الآوان لكِ كي تنضجي". 

اللهجة الأمرة الحانقة أغضبت الكل بلا استثناء فياسمين تملك مكانه خاصة ومدلله عند الجميع ولا يقبل أحد أن يتحدث معها بهذا الاسلوب، حتى لو كانت.. حماتها. 

  وبينما الجميع يهم بالرد بقسوة دفاعا عنها أسكتت ياسمين الجميع بمبادرتها فهي ليست بالشخصية الهشة الضعيفة أبدا، بل قوية ذات بأس ورأس يابس يحسب له بدلا من الحساب.. ألف! 

"كان يجب أن تشكريه بالأساس لأنه همل (حمل) الهقائب (الحقائب) بدلا عن ابنك وعلاقتي بالآخرين أنا وهميد (حميد) فقط من يستطيع أن يتحدث بها ولا أقبل بأي تدخل منك بشؤني مثلما أخبرتك مرارا تونت هميده (حميدة). 

والتفتت إلى عوض بنظرة معتذرة  

"أسفه عوض هذه الحقائب بها الهدايا فقط أغراضي سوف تصل بعد غد بالشهن (الشحن)".  

ونظرت إلى حميدة تضغط الكلمات لتغيظها 

"وبما أن أغراضك كثيرة لم أشأ أن تأخذها مجزأه فوضعتها مع أغراضي". 

رسم عوض بسمه على شفتيه باهته وغمغم  

"جبر الله بخاطرك يا بنت العم". 

 وأخذ بكف والده كي يعيده لمنزله ليرتاح بينما حميدة التي لم يطقها أحد تقريبا  

ذهبت دون أن تتحدث بحرف، لم يقف لها أحد من قبل سوى هذه الأجنبية، لكنها تعلم جيدا كيف تخضعها وتكسر رأسها اليابس هذا إلى أشلاء. 

تنفس الجميع الصعداء بخروجها وأرادت ياسمين تلطيف الاجواء فصفقت مقلدة عوض  

"هيا توهه (توحه) نبدأ المعركة". 

جذبت الجدة الحقيبة من يد ياسمين التي تهم بفتحها  

"أذهبي إلى غرفتك هيا وبدلي ملابسك وتحممي وتناولي طعامك ثم نبدأ معركة الهدايا هيا .. هيا معها يا ورد ساعديها". 

ضمت يا سمين شفتيها ببؤس وتنهدت لرفض الجدة وهمت بحمل حقيبتها الصغيرة لكن الجدة أوقفتها مرة أخرى  

"أذهبي أنت سوف أجعل عبد الجبار يأتي لك بالحقائب كي تبدلي ملابسك". 

تنهدت ياسمين منها  

"جدتي لا أغراض لي بهذه الحقائب". 

وامسكت بالحقيبة الصغيرة التي جلبتها ورد من السيارة وتحتوي على أجهزتها الالكترونية وأغراضها الهامة. 

ضربت الجدة على صدرها وأشارت للجميع بالخروج فنكز عبد الجبار زوجته وبدأ الكل بالخروج من الغرفة عدا الكبار وورد التي أمسكت الجدة بيدها كي لا تقف دون أن تنظر لها وحينما أصبح الجو هادئ  

"كل هذه الحقائب ولا غرض لكِ بها يا ياسمين؟!". 

كانت لهجه الجدة معاتبه وبشدة وهي تشير نحو الحقائب العملاقة  

تمرجح لسان يا سمين بداخل فمها فقد حذرتها الجدة من صرف مالها مثل كل مرة لأنها عروس وسوف تحتاج إلى كل قرش. 

"توهه أنا حقا لست مهمتا بكل أغراض العروس ولن أستطيع أن أقطع عادة أبي تعلمين هذا كما أن عمي أبراهيم أخبرني بأن كل شيء على ما يرام أليس كذلك؟". 

نظرت لإبراهيم تستفسر منه، لكن اصفرار وجهه لم يغب عن عيون الجدة الثاقبة ولوحت ياسمين مغادرة  

"لن أتأخر توهه هيا فلور". 

ذهبت سريعا قبل أن توبخ أكثر من جدتها وأشارت لورد بأن تتبعها عصرت الجدة معصم ورد وهي تغمغم بنبرة تحذيرية 

"اجعليها تتعقل، وأخبريها بالعادات جيدا يا ورد أهل حميدة لن يرحمونا". 

هزت ورد رأسها بطاعة بالغة واستأذنت تتبعها منكسة الرأس كعادتها. 

نظرت الجدة بحسرة للحقائب وضربت فخدها بيدها بقوة تتحسر وغالبتها الدموع 

"أه يا ولدي أبنتك مثلك بالضبط أتت للكل بأغراضه حتى لو أفلست تماما". 

مسحت دموعها ونظرت ل أبراهيم  

"لا تقلقي يا بركة بإذن الله كل شيء سوف يسير على خير ما يرام". 

هزت رأسها بلا وأوشكت على أن تنوح 

"حميدة لن تمرر أي تقصير مرور الكرام أنت تعلمها جيدا وتعلم عائلتها لن أحتمل كلمه واحدة بحق ياسمين والله قلبي لن يحتمل". 

ضرب عبد الجبار بغيظ بالغ على فخد أبراهيم الذي أنتفض من مجلسه يدلكه بألم. 

"والله أنا لست موافق على هذه الزيجة أبدا يا أمي لا هذا الولد ولا أمه ولا ابيه يستحقون ظفر ياسمين لا أعلم لم نكمل بها، كبار البلدة أرادوها وفرشوا الارض من أجلها وورود ونأخذ هذا الحمار لها؟!". 

عاد عوض الذي أوصل والديه وتنفس الصعداء لأن حميدة غادرت أشارت له الجدة وهي تربت على فخدها فذهب لها سريعا يرتمي بحضنها ثم نام وأسند رأسه على فخدها وهي تمشط له شعرة الاسود وقبلت جبينه قبلات متتالية، وتتابع حديثها مع عبد الجبار محتقن الوجه  

"والله ولا أنا راضية عنه لكنه أمر الله أنه الحل الوحيد كي يرتاح قلبي وألا تضيع من بين يدي يا عبد الجبار". 

***  

دلفت ياسمين إلي غرفتها بمنزل والدها بسعادة بالغة  

"شكرا فلوري أكيدة من أنك أنت من نظف الغرفة وأشعلت لي شمعة اللافندر ". 

هزت ورد رأسها بمحبة وابتسامة خجول على وجهها  

"لم أجعل أم سعيد تدخلها حتى". 

تأوهت ياسمين  

"لم يكن هناك داعي لتعبك هذا شكرا لك كثيرا". 

وذهبت وضمتها تشكرها على مساعدتها ثم خلعت السترة خاصتها وهي تنفخ بشدة وتفتح مكيف الهواء  

"عمي أبراهيم متحجر الفكر جعلني ارتدي السترة طوال الطريق هل تصدقي هذا؟". 

تحدثت بتذمر بالغ وهي تلوح على وجهها بشدة بينما ورد ضربت صدرها غير مصدقة تتأملها بسروالها الجينز بلوج البيج الغامق وبلوزه بنية بدون أكمام تدخلها بالسروال الذي يبرز خصرها وقوامها الممتلئ فهي لم تكن نحيفة مثل الاجانب التي تشاهدهم أحيانا على التلفاز ولا سمينة مثل قوام نساء البلدة، بل بين هذا وذاك جسدها ممتلئ بتناسق مع طولها دون أن تميل للسمنة مما يجعل جسدها مثالي بالنسبة لورد شديدة النحافة حد الانيميا! 

"كنت تسيرين هكذا؟!!". 

لوحت بسخافة غير مصدقة  

"أه فلوري لا تبدأ رجاء الجو حار كيف لي أن أتحمل فقط!". 

غطت ورد فمها بيدها وهي تضم شفتها بينما ارتمت ياسمين بظهرها على السرير بحزن تنظر لهاتفها بخيبة أمل واضحة. 

***  

تمرغت بصدره وهي ممسكه به بقوة وكأنه أغلى شيء بالحياة، بل هو كذلك.. هو أغلى شيء لها بالحياة. 

ثم استندت إلى ذراعها تتأمله وهو يغط بنوم عميق ترسم بإصبعها خطوط وهميه حول كتفيه العاريتين، أنه وسيم بدرجة تخنق الانفاس برموشه الكثيفة الطويلة وشعرة الأسود الفاحم وبشرته البيضاء، تنفسه الهادئ ونومه العميق هذا بحضنها أغلى شيء عليها بالكون. 

طرقات خفيفة جدا جعلتها تنتبه إلى باب الغرفة، وقفت بهدوء بعد أن أزاحت ذراعه التي كانت تحيط بخصرها بهدوء وارتدت الروب خاصتها وفتحت الباب بدون صوت لتجد والدتها تهمس  

"الطعام جاهز حبيبتي". 

هزت رأسها بحب لوالدتها والتفتت لتجده بوجهها فوضعت يدها سريعا على فمها تكتم صرخة عالية أوشكت على الخروج. 

ضحك بشدة عليها وهي تهدئ من ضربات قلبها المرتعبة 

"أفزعتني بشدة، حراااام!". 

صوتها الهارب منها يجعلها جذابه جدا وشعرها البني المسدل ووجهها الناعس يجذبه لها أكثر وأكثر. 

جذبها إلى صدره وهو يضمها أكثر وأكثر وهي تتدلل عليه وفي النهاية سألته  

"كيف استيقظت بهذه السرعة". 

"أمم أنا مستيقظ منذ أن كنت ترسمين بأصبعك على صدري أحبك أحبك". 

شهقت وأحمر وجهها بشدة وضحك هو ضحكه رجولية رنانا عالية جعلت قلبها الهائم به يرتجف أكثر وأكثر قبل رأسها وهي تعانده  

"لا لا يجوز أن أترك زوجتي الحبيبة غاضبة لا بد وأن أراضيها الآن وفي الحال".  

جذبها الي السرير، ولكنها رفضت بدلال 

"أمي وضعت الطعام هيا لا يجوز أن نتأخر عليها". 

أستمر بجذبها إليه وهي تحاول الهرب بضحكات شقية متقطعة  

"أنها أكلتك المفضلة". 

ارتفع حاجبه وجرها معه إلى الباب الذي فتحه بدرجة بسيطة ليشتم الرائحة المسكرة وسط ضحكاتها من جنونه  

"يا ويلي حفل بحري يا بنت؟". 

هزت برأسها بسرعة  

"ما الذي تريده أمك بالضبط من كل هذا الدلال؟". 

أستند كفيها بحب على صدره العريض  

"أنها تحبك بشدة وتريد تدليلك ما الخطأ بهذا". 

وضع جبينه على جبينها وهمس بعذاب  

"سوف أفسد يا رقيه من كثرة هذا الدلال". 

"يليق بك يا قلب رقية الدلال والله أنه خلق من أجلك وحدك". 

قبل جبينها مطولا وحسته هي على الذهاب للحمام. 

وذهبت لتبديل ملابسها هي الأخرى  

...  

بعد ربع ساعة كانت تساعد والدتها بترتيب السفرة وقد طبخت والدتها ما لذ وطاب من الأسماك خاصة وأنهم بمدينه ساحلية وخبرة والدتها كانت جبارة بطهي الطعام. 

"يا سيدي يا سيدى، أتعبت نفسك يا أمي لمَ كل هذا الطعام؟". 

قبل يدها بحب ومن ثم ربت عليها فرنت أساورها بشدة وربتت هي على كتفه  

"أسم الله عليك الست مثل والدتك؟، لا تعب أبدا لك يا غالي". 

 انطفأ شيء بعينه حالما ذكرت أسم والدته وأخرج ظرف من جيبه ووضعه على الطاولة. 

"لقد مررت على العمارة اليوم وجمعت الإيجار يا أمي أما المحال فهاتفوني وأخبروني بالغد، أه وساكن الدور الأول أيضا لن يستطيع الدفع هذه الايام". 

"المسكين أعانه الله لا بأس يا بني أتعبتك معي". 

جلس ينظر للطعام بشهية مفتوحة وبدأ بتناول الطعام ومن ثم قشر أثنين من الجمبري العملاق ووضعه أمام زوجته وحماته التي كانت تسعد كثيرا باهتمامه، دمعت عيونها بشدة تربت على ظهرة بحنان  

"أطال الله لنا بعمرك ولا حرمنا منك أنا ورقية صرنا بأفضل حال بعد أن دلفت لحياتنا لا حرمنا الله منك أبدا يا بني". 

"ولا منكن يا ست الكل والله انكِ ورقية بهجة حياتي". 

ابتسمت رقية بشدة له وسألت حماته وهي تضع الأرز بطبقة 

"ما الذي علينا فعله بهذه الأموال هذا الشهر؟". 

نظر إلى زوجته  

"ضعيها بالحساب البنكي يا رقية وإذا ما تأكدت معلوماتي سوف أخذكم إلى مايكل لشراء عدة مصوغات فالكل يقول بأن الذهب سوف ينزل سعرة كثيرا هذه الأيام تدللوا بالشراء وسوف يكون استثمار رائع لكن". 

ابتسمت الأم لابنتها كثيرا  

"سوف أشتري لك السلسال الذي أعجبني المرة الماضية سوف يليق بك كثيرا". 

ابتسمت رقيه بسعادة لأمها والتفتت إلى زوجها  

"أختارِ الخاتم الذي يعجبك من مايكل أنا وعدتك بأن المكافأة التي سوف أخذها هذا الشهر كلها لك". 

تأوهت بشدة  

"حبيبي لا بأس منذ شهرين فقط أتيت لي بأسواره بعيد مولدي وأنت لديك الكثير من المصاريف.. لا بأس حقا لا ترهق نفسك". 

تكلم بحزم 

"أنا ندرت ندر، إن تعاقدت مع هذا العميل لك المكافأة كلها أتريدين أن أنحس بندري؟!". 

أستنكر منها فاحمرت بخجل واغرورقت عيونها بالدموع تناولوا الطعام في جو مليء بالمحبة والرضا والنعمة وذهب هو لغسل يده ورن هاتفه بمنبه كان قد ضبطه قبل ذهابه للنوم، خرج للشرفة وطلب الرقم وهو ينظر خلفه كل مدة. 

"حمد لله على سلامتك". 

...  

"أسف معك حق". 

....  

 ابتسم بشدة  

"بلي سوف تسامحيني مثل كل مرة لأن لك قلب أبيض كبير". 

...  

"حسنا إلى اللقاء". 

"حميـــــــــــــــــــــــــــــــــد". 

جاء الصوت الممطوط من خلفه بصاله المنزل  

"أجل حبيبيتي". 

"الشاي سوف يبرد". 

"لا بأس لقد انتهيت قادم".  

...  

 

 

نهاية الفصل الأول 

  

أتمني للجميع قراءة ممتعه ويتجدد اللقاء بإذن الله كل يوم أثنين الساعة عشرة مساءا بتوقيت القاهرة

إذا حبيتي الرواية بأي شكل أتمني تشاركيها مع صديقتك اللي بتحب القراءة، وشكرا على وقتكم الثمين💗💗💗  


 أتمني أعرف رأيكم في الأحداث والشخصيات ولو في أي ملحوظة في الخط أو المدونه يا ريت تعرفوني هي لسه جديدة ومحتاجة شويه شغل أتمني تعجبكم في النهاية بإذن الله

إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال