حكايات بيت الرحايمة_الفصل الخامس _ج2 بقلم هالة الشاعر

 الحكاية الخامسة 
(2) 
صندوق ياسمين  


رفعت الهاتف خاصتها تلتقط صورة ذاتيه لها ولعمها الذي ابتسم بطيبه ممزوجة بخجل، رتبت زوجه عمها طرحتها سريعا والتصقت به فالتقطت ياسمين الصورة لثلاثتهم

وأنزلت الهاتف تنقر بسرعة عليه

"سوف أنشرها".


حكايات بيت الرحايمة


"لا تنشري صورة أمي على الموقع خاصتك".

زمجر عوض بهمس وهو يلتفت لهم من كرسيه كان أربعتهم متوجهين للعاصمة في سيارة أجرة بعد أن رفض أبراهيم أن تستأجر ياسمين سيارة للسفر بها، متعلل بأن المكتب الخاص بالتأجير في بلدتهم غير موثوق والسيارة من الممكن أن تتعطل بهم في أي وقت.

ياسمين وعمها وزوجة عمها بأخر كرسي من السيارة وعوض يجلس أمامهم بحنق لضحك وصوت ياسمين العالي الذي حذرها منه أكثر من مرة.

"انشريها يا ياسمين ودعك منه".

أخبرتها زوجه عمها فنظرت ياسمين لعمها ورمشت بعيونها بدلال

"موافق عمو".

فضحك بمحبه

"وكيف لي ان أرفض بعد هذا الدلال".

لعبت حاجبيها تغيظه وضغطت بدرامية الزر أمامه

"تم النشر".

وربعت كتفيها وعادت بظهرها للوراء تنظر له بتحدي

كان الجالس إلى جوار عوض يلتفت كل حين ناحية ياسمين وحذرة عوض عدة مرات، هم عوض بالحديث إليها إلا أنه وجد الجالس إلى جواره ينظر لها مرة أخرى بوله.

فأعاد رقبته للأمام مربتا على وجنته بقوة

"يا أخ أخبرتك خمسه عشر مرة بأن تنظر أمامك!!!".

نبهته ياسمين

"عوض ما مشكلتك؟!".

"صوتك العال يا بنت العم، أنت زوبعة تسير على الأرض ولست فتاة أبدا!!".

زمجر عوض

جذبت زوجه عمها يدها رغم أن عمها كان يجلس بالمنتصف بينهم

"دعك منه أنه نكدي سوف يحرم علينا عيشتنا، أخبريني ما الذي فعلته كيارا بعد أن ضبطت الموكوس بشقتها".

الفضول كان يقفز من عيون أم عوض وكذلك ياسمين اتكأت على ركبه عمها الجالس بينهم تحدثها بحماس

"سلفيا تقول بأن الغرفة لم يبقي بها شيء سليم كسرت كل شيء حتى أنه طلب لها الشرطة".

شهقت والدة عوض بهلع وضربت صدرها بقوة ولوحت بيدها غير مصدقة

"الموكوس يخونها ويطلب لها الشرطة؟!، هل هذا ممكن؟!!".

اغتاظت ياسمين كثيرا

"أنه وقح لقد حذرتها كثيرا منه لكنها لم تنصت لي، كان واضح جدا منذ البداية لقد كانت به كل العلامات".

لمعت عيون أم عوض بشغف وجذبت ياسمين مرة أخرى

"ما هي العلامات أخبريني بسرعة؟!".

لوحت ياسمين ببديهية

"لقد أنتقل للعيش معها فعليا، لكنه أبدا لم يعد لها أي وجبه أو نظف الغرفة".

قاطعتها زوجه عمها بحدة تلوح بيدها نافية

"لا لا يا ياسمين هذه أمور النساء لا تظلمي الرجل!".

أردفت ياسمين قائلة

"لم يتقاسم الإيجار أو النفقات والفواتير معها أخبرتها بأنه يستغلها لكنها خيشت أن يهجرها".

ضربت أم ياسمين على صدرها مرة أخرى ومالت شفه عوض المستمع إلى الحوار على جنب

"خائب الرجا يعيش عالة عليها ويخونها بمنزلها أيضا!".

وجاءت شفتيها يمين ويسار

"لم يعد هناك رجال، لا تؤاخذيني يا ياسمين هذه هي نهاية الحرام، كيف يعيش معها دون زواج أين أمها وعائلتها".

"هذا طبيعي جدا بالخارج تونت يعيشون بضع سنوات مع بعض قبل الزواج".

جعدت أم عوض شفتيها نافرة

"أعوذ بالله من غضب الله".

ثم جذبت يد ياسمين مرة أخرى

"أريني هذه السلفيا".

"لا تونت كيارا تقصدين".

بحثت ياسمين بهاتفها حتى أخرجت الصورة أخذت أم عوض الهاتف

"لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله!".

التفت عوض بفضول قاتل للهاتف بيد والدته وكذلك الجالس جواره

"يا أخي قسما بالله عيب!، أنظر أمامك!!".

دفع به عوض بسخط والتفت لهم مرة أخرى

"هذه الشقراء الجميلة؟!".

"لا هذه سلفيا، كيارا الأخرى".

"بسم الله مشاء الله أنها رائعة الجمال لم تفرط بنفسها هكذا؟".

عض عوض شفتيه وحاول أن يرى الهاتف لكن والدته كانت تجلس بعيدا ولم يستطع!.

"تذكرني قصه صديقتك هذه بأم محمود تعلمينها بيتها إلى جوار المخبز"

 عضت ياسمين شفتيها تحاول التذكر

"أجل تلك النحيفة".

"هي، الواطي زوجها أخذ ورثها وتزوج به ومن ثم طردها للشارع، لم يعد هناك رجال أخبرتك".

تنحنح كل الرجال بالسيارة حيث لم يكن هناك سوى ياسمين وأم عوض بالسيارة

 من النساء فقط وتوتر الجو التفت عوض لهن يزمجر

"أصمتن قليلا!!".

زاغت عيون ياسمين ونظرت لعمها بحرج صمتت ثوان قليله ثم جذبتها زوجه عمها مرة أخرى من يدها

"كيف هو حال خالك؟".

هزت كتفها بالا مبالاة مصطنعة

"تعلمين.. يعيش".

جاءت شفه زوجه عمها على جنب

"لا تؤاخذيني يا ياسمين أنه موكوس، ما كان له أن يعيد اليزابيث مرة أخرى".

"انها مسكينه لا أحد لها".

"أريني صورتها".

فتحت ياسمين الهاتف مره أخرى وزمجر عوض بوالدته

"ما شأنك أنت بصورهم؟! الم تكتفوا بالغيبة الكلامية، سيئات صوت وصورة أيضا!!".

"أسكت يا ولد أنا لا أغتاب أحد، أطمئن عليهم فقط".

"أخبري هذا لمالك إذا".

تحركت ياسمين نحوه بفضول

"مَن مالك؟!".

رد عوض بصوت مخيف ممطوط وعيون جاحظة

"خازن النار يا بنت العم".

شهقت ياسمين وزوجه عمها وعادوا للخلف سريعا مفزوعين من النبرة التحذيرية التي حدثهم بها عوض، لهثت ياسمين ووضعت يدها على صدرها تهدئها

"اذكروا الله وتوبوا سريعا كفانا خطايا وذنوب".

وضعت ياسمين يدها على قلبها

"يا رب أنا لازلت صغيرة أعدك أن أكون فتاة أفضل ".

نظر لها عوض بعيون جاحظة

"الموت لا كبير له يا بنت العم، توبي قبل أن تنقلب بنا السيارة الآن، توبي قبل فوات الآوان".

زمجر الرجال كلهم ونظروا لعوض

"أنتبه لألفاظك يا أخ، يا ساتر يا رب.. اللهم استرنا، أعوذ بالله من اللفاظة!!".

نال التقريع من الجميع تقريبا فاضطر للصمت ظلت ياسمين بائسة لفترة وصمتت فتحين الجالس الى جوار عوض نظرة أخرى نحو ياسمين بهيام

"لا تخشي شيء يا أخت إن الله غفور رحيم"، فزمجر عوض به

"قسما بالله سوف أخرج كل الغباء بداخلي عليك إن لم تدخل لسانك داخل فمك وتنظر أمامك!!".

أنتشر الصمت بالعربة لثوان قليله ثم أنحنى عم ياسمين عليها بهدوء وهمس لكن الكل تقريبا سمعه

"لم تخبرينا ما الذي فعلته كيارا؟".

فجحظت عيون عوض!!!!.

*

"أنظر أمامك يا أخ.. طريق يا أخ.. طريق.. هيا هيا أنزلي!".

انزل عوض ياسمين ووالديه من السيارة وصعد السائق كي يأتي بالحقيبة الخاصة بياسمين والكل التفت نحوهم بعد أن أصبحوا خارج السيارة بأحد مواقف العاصمة.

أنزل الحقيبة الوردية بعناية وابتسامة ملئ شدقيه على وجهه، أخذها عوض بحنق منه ومن ثم أثناء تحرك السيارة التصق الشاب الفضولي بزجاج السيارة ومن ثم أخرج رأسه بأخر لحظة أثناء تحرك السيارة

"لا تكن أناني طالما معك ياسمين أعطنا رقم كيارا".

حاول عوض الركض خلف السيارة لكنها ذهبت سريعا

"والله لأجدك يا أبن الكلب بلدتنا كلها غرفتين وصالة".

أنزلت ياسمين نظارتها الشمسية على عيونها وغمغمت بضحك

"يا الله انه مضحك للغاية!".

فعاد عوض لهم بحنق يتكهن على ياسمين

"يا الله لقد نمت لي القرون!، أصمتي قليلا يا بنت العم!".

نظرت له من اعلى لأسفل بقرف

"شخص كئيب!".

وجرت حقيبتها ذات العجلات خلفها وتركتهم

"والله أن دمها خفيف عسى الله أن يرزقك بزوجه مثلها يا عوض جميلة وتدلف إلى القلب".

رفع رأسه بكبرياء للأعلى

"زوجتي المستقبلية أبعد ما تكون عن كونها سافرة".

ضربته بكتفه بسرعة وغيظ

"تتشرط يا موكوس!".

أهتز عوض من مكانه جراء الضربة وتململ

"يا أم عوض نحن بالطريق ما الذي حدث لك، تلك الفاسدة السافرة صبغتك بجرأتها، لن تخرجي معها مرة أخرى".

حذرها كأنها طفل صغير معاقب بالحرمان بالحلوى.

"لا تفعل!".

ووضعت يدها على فمها تكتمه ثم تحولت إلى الجدية تنظر له بتقدير

"مشاء الله عليك بهذه الملابس يا عوض".

فوقف بتفاخر يهندم من ثيابه، قميص قطني أنيق وسروال جينز جديد وحذاء رياضي أبيض غاية في الاناقة.

فانقضت على ذراعه تقرصه بشدة حتى أنحنى متلوي من الألم

"أريدك أن تبتلع لسانك السليط هذا بداخل فمك!، مفهوم يا عوض عسى أن نجد لك عروس من هنا أصمت ودع الحديث لي ولوالدك".

مالت شفته على جنب رغما عنه، لكنه لم يتحدث لم يشأ إحباط والدته لكن أنى له أن يجد عروس هنا بقلب العاصمة؟، وقد فشل في مدينتهم الصغيرة وما يحيطها من قرى!.

هز رأسه وصمت ليجد ياسمين تلوح لهم كي يتبعوها

"أرجعي للخلف إلى أن أجد سيارة آجره يا ياسمين".

"لا يوجد هناك ضرورة لذلك عوض المكان بعيد اركبوا هذه السيارة سوف توصلنا، هيا".

فتحت ياسمين الباب لعمها ليجلس بالمقدمة ومن ثم دلفت هي الي الخلف بعد أن وضعت حقيبتها، كانت تتحدث بالهاتف مع حميد وسماعات الاذن اللاسلكية خاصتها مختبئة خلف شعرها المموج السميك.

مالت والده عوض عليه

"من هذا يا عوض أهو أحد معارف ياسمين بالعاصمة؟!".

"لا أعلم يا أمي، ربما ".

نظر الاثنان الي ياسمين التي كانت بعالم أخر تماما منغمسه بالمكالمة مع حميد وتتمتم برقة وهيام بكلمات هامسة له وهي تلوي بخصله مسكينه من شعرها

"وأنا أيضا لا تتخيل سعادتي لذهابنا معا هميد".

التفتت والده عوض له وقد زاغت شفتها على جنب ولكن فضولها لم يهدأ

"أسأله أنت عمن يكون".

حنق بهمس

"وما شأني أمي؟!".

"يا ولد عيب ألا يجب أن نشكره على توصيلنا؟!".

أقتنع عوض وتنحنح يروي فضوله".

"صباح الخير يا أستاذ".

هز الشاب الانيق ذو اللحية المهذبة له رأسه

"صباحك خير".

"أعذرنا ولكن لم نتعرف عليك بعد!".

أرتفع حاجب الشاب الانيق

"وهل يجب علينا ذلك؟!".

"بالطبع يا ولدي ألن تتكبد عناء إيصالنا للمشفى البعيد عنا يجب علينا شكرك".

"لا بأس يا حجة هذا عملي".

تقدمت والده عوض في المقعد متقربه منه

"هل أنت أبن مديحة؟ تشبهها كثيرا".

زاغت عيون الشاب بغرابه وركن السيارة على جنب فانتبهت ياسمين أخيرا لتوقف السيارة

"يبدو أن هنا خلط ما هنا بيني وبين أحد آخر".

تدخل والد عوض

"يا ولدي ألست من معارف ياسمين أبنه أخي وأنت هنا كي تقوم بإيصالنا للمشفى؟!".

"ياسمين مَن يا حاج أنا متزوج ولدي أولاد لا توقعني بالمشاكل!".

خلعت ياسمين إحدى سماعات الاذن وسألت باستغراب

"عفوا لمَ توقفت هنا؟!".

فالتفت الثلاثة يسألونها باستنكار

"من هذا الرجل يا ياسمين؟".

بهتت ياسمين لوهلة للهجوم خاصتهم

"ماذا هناك؟ إنه سائق قمت باستخدامه عن طريق التطبيق؟!".

ورفعت الهاتف بمواجهتهم، فهم عوض على الفور وشرح لكل من والده ووالدته واعتذرت ياسمين من السائق لسوء الفهم هذا وانطلق في طريقه، نظرت لهم غير مصدقه ثم ضحكت كثيرا.

يا اللهي أنتم لطفاء للغاية لم استمتع هكذا بالسفر من قبل".

 ثم وضعت سماعه الهاتف بأذنها وهي غارقة بالضحك

"اه حميد لن تصدق ما حدث للتو!".

*

 

بعد ساعة كان الأربعة بمشفى خاص لوالد صديقه ياسمين

، انتظر كل من عوض وياسمين ووالدته بالخارج بينما يقوم والده بالفحوصات وبعض الأشعة والتحاليل ظل عوض يتمتم ويبتهل الى الله كي ينجي والده وألا يجدوا شيء لا يستطيعون التعامل معه، فصحه والدهم متدهورة بالفعل ولا تحتمل أي تعقيدات اخرى وكذلك والدته لكنهم بنفس الوقت كانوا فخورين جدا بياسمين التي عرفتهم بكل فخر لأصدقائها ولوالد صديقتها الذي وفر لهم على الفور غرفه بالمشفى.

 انحنت والده عوض عليه

 "ما شاء الله لا قوة الا بالله، فتيات مثل الورد الم تعجبك اي منهن يا عوض؟".

 نظر عوض الى والدته غير مصدق ما تفعله هل تعتقد بأن الفتيات هنا سوف يقبلن به؟!!.

 "امي اخبرتك بأنني لن اتزوج من فتاة غير ملتزمة ابدا".

 لوحت له بخسارة ومن ثم عادت الى كرسيها مرة اخرى تنظر له من أسفل لأعلى ولدها متحكم الرأي وهي ست بسيطة ترى الجمال بكل الناس.

 عادت ياسمين مرة أخرى ومعها صديقتيها وكذلك الممرضة التي نبهتهم الى اقتراب انتهاء ولد عوض من الفحوصات والتحاليل، ومن ثم بعد ذلك توجهت ياسمين وعوض الى مكتب الطبيب والد صديقتها الذي رحب بياسمين كثيرا. "مديحه غاضبه منك تعلمين ذلك؟".

 هزت رأسها بنعم

"بالطبع اعلم أعدك بأنني سوف اصالحها، كيف حال عمي الرفاعي؟".

 "للأسف هناك عدة مشكلات لكنها بسيطة بإذن الله، انت أبنه اليس كذلك؟!".

 "نعم انا هو".

" حسنا لمَ لم تفكر بزرع كليه اخرى لوالدك هذا سوف يؤدي إلى تحسن كبير جدا بصحته".

"لقد فكرنا بذلك بالفعل منذ ثلاث سنوات وانا مرشح مثالي فكليتانا متطابقتان إلا أن والدي يرفض هذا رفض تام".

 هز الطبيب رأسه يتدارك مشاعره ثم رفع رأسه مرة أخرى

 "ألا يوجد لديكم أي مرشحين آخرين؟ ماذا عن متبرع غريب؟!"

 "إن والدي يرفض أن يأخذ جزء من صحة أي أحد كي يشعر هو بتحسن، لا يستطيع فعل ذلك ليتني انا أقدم عليها.. ليتنا نستطيع اجراء العملية واخذ كليتي دون معرفته، لكنني اعلم جيدا بأنه لن يسامحني أبدا مدى الحياة.. لن يسامح نفسه قد يموت قهرا فقط من هذا الأمر".

 هز الطبيب رأسه بتفهم

"في الحقيقة إذا تمكنت من إقناع الوالد بإقامه هذا الإجراء سوف يحدث فرق كبير جدا بصحته اتمنى له الشفاء العاجل، اما عن باقي الأمور فهي بسيطة ومحلوله بإذن الله، وانت يا ياسمين لا تتأخري علينا مرة أخرى".

 هزت رأسها بابتسامه جميلة

"حاضر أنكل أعدك بذلك"

 انتهى والد عوض وقد كان سعيد

"المعاملة هنا جيدة جدا يا ياسمين شكرا لك يا بنيتي".

"اهم شيء سلامتك عمو"

 "والله ظننت انني سوف أهان مثل كل مرة أدلف بها لمشفى لكنهم كانوا لطفاء جدا معي كل هذا بفضل الطبيب ولد صديقتك جزاه الله كل خير".

 "لا بأس عمو لقد طمئننا كثيرا على صحتك ولا يوجد هناك أي شيء نخاف منه".

 أشعر بتفاؤل كبير حقا يا ياسمين، لمَ اشعر بتعب بالغ إذا؟!".

 "انه ارهاق عمو، كما ينقصك عدة فيتامينات بعدها سوف تصبح بخير حال".

هز رأسه بقناعه

"الحمد لله على كل شيء، الحمد لله على كل حال، لقد عشت طويلا وانا راضي بما قسمه الله لي".

 ربتت ياسمين على ذراع عمها وضمته لها بحنان

 "بارك الله لنا في عمرك يا عمو لا اتخيل حياتنا بدونك ابدا".

 عادت كل من صديقتيها ومعهم اكواب من القهوة للجميع، شكرتهم ام عوض بحبور وحست عوض هو الأخر على شكرهم.

لكنه كان يشعر بحرج بالغ حتى إن وجنتيه احمرتا بشدة

 " ما رأيك بأن تأتي معنا الحفل سوف يكون جميل قد لا نجد لك تذكره لكن الاجواء عموما تكون مفرحه".

عرضت عليه إحدى صديقات ياسمين

 نكزتها ياسمين سريعا وأخذت صديقتيها وأكواب القهوة المتبقية واستأذنت من عمها بالذهاب لكن قرون استشعار عوض لم يعجبها هذا التصرف أبدا.

***

وصلت الفتيات قبل المغرب بدقائق قليلة، وضعت ياسمين حقيبتها بالشاليه ثم توجهت فورا على شاطئ البحر، ركضدت الى أن لمس أول موجه اصابع قدمها العارية، الهواء يعبث بشعرها الذي جعدته صباحا جيدا ويجعل منها لوحه خلابة سارقة للقلوب، خاصه تلك القلوب المريضة المهووسة بها ولا أحد غيرها.

 غفلت ياسمين على العيون التي التقطت وصولها على الفور مستمتعة بصوت البحر والهواء البارد المنعش فمنزلها بأستراليا يقع على شاطئ البحر، اعتادت سماع الموج طوال الوقت، اما منزلها بالبلدة فابعد ما يكون عن أي بحر لهذا هي كانت مشتاقه.. مشتاقه جدا

"اه يا الله فقط لو كانت البلدة تقرب من البحر لكانت حياتي مثاليه".

 مغمضة العينين تستمتع بالرائحة العطرة تستمتع بكل ذره من الهواء البارد تدغدغ جسدها وتعبث بشعرها، سحبت نفس آخر عميق ومن ثم التفتت كي تعود لأصدقائها مرة أخرى لكنها اصطدمت بحائط آخر!

ورغم انها لم ترى وجهه بعد إلا انها اثناء الارتفاع بنظرها للأعلى كانت تعلم جيدا من ضربات قلبها العنيفة والمضطربة بأنها لن تحب ما تراه أبدا وبالطبع وجدته هو سامي

 كابوسها الأسود بالحياة!.

اتسعت عيونها رغم عنها حينما رأته محاوله ألا تفزع منه لكنها فشلت، أخذت نفس عميق تدعي أن لا شيء يخيفها هنا والتفت لتعود لكنه حجزها بذراعة وأمسك بخصرها والتصق بها بسرعة وغمغم والجنون ينبثق من عيونه

"ليس قبل أن أرحب بك يا ياسمينتي بالأول، لنا سته أشهر لم نرى بعضنا البعض".

"أتركني يا حقير لدي مذكرة بحقك سوف أسجنك هذه المرة".

غمغمت بحنق وهي تتلوى بين ذراعيه كي تخلص نفسها لكنه لم يهتم وانحنى إلى جوارها يأخذ نفس عميق جدا من شعرها.

"يا الله كم اشتقت لك".

ثم فجأة ودون مقدمات عصر خديها بقوة كي تصمت عن الحراك وتنتبه له وتحدث بنبرة مهوسه

"وعد مني لن نفترق مرة أخرى أبدا يا ياسمين".

أنحني ودفن أنفه برقبتها مره أخرى وهو يهمس بجنون

"أبدا".



نهاية الفصل

 

 

 

 

 

إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال