ليس زوجي المعاق الجزء الثاني_ الفصل العاشر ج1 بقلم هالة الشاعر

  

الفصل العاشر
ليس زوجي المعاق الجزء الثاني
مالك القلب

 (1)

 

بدا كل شيء ضبابي في الصباح الذي يلي هذا اليوم، لقد نمت يوم كامل، نزلت الدموع من عيوني فقط ولم أبكي أو أنتحب، ثم فقدت الوعي وها أنا ذا انظر إلى هاتفي والتاريخ واليوم يخبرونني أنني نمت يوم كامل!.


ليس زوجي المعاق الجزء الثاني
ليس زوجي المعاق الجزء الثاني مالك القلب بقلم هالة الشاعر


جيد أشعر بالتخدير في جسدي وعقلي وقبلهم قلبي، لكنني في المطلق سوف أكون بخير.

كيف؟

ولماذا؟

ومتى حتى؟!.

لا أعلم، كل ما أعرفه هو أنني سوف أصبح بخير، فتحت الدولاب خاصتي كي أحضر ملابسي وأقف أسفل الماء الساخن قليلا، وجدت ذلك الجزء الخاص بملابس النوم الحريرية التي كلفتني ثروة صغيرة.

تلمست الملابس بكفي جيئة وذهابا، كانت ناعمة جدا أتذكر جيدا أثناء شرائي لها اخترتها كلها ناعمة للغاية وسألت نفسي كيف سوف يشعر مالك وهو يمرر يده على هذا الحرير الناعم، أتضح أنني لن أعلم أبدا كيف يكون هذا الشعور.

أن يتمتع مالك بملمس النعومة للحرير أسفل يده الخشنة من كثرة العمل بالخشب.

أن يكون هناك من يرغب بي وبقضاء وقت خاص معي.

لن أعلم شيء أبدا عن هذا الشعور.. لم يعد حتى لدي أي أمل!.

بهدوء شديد جلبت أحد أكياس القمامة السوداء الكبيرة ووضعتهم بالكيس وأخفيته بأسفل الخزانة لا أريد رؤيتهم مرة أخرى.

صدمت عندما وجدت مالك بالمطبخ يجلس على أحد الكراسي العالية التي اشتريتها ...".

***

"حسنا مدام جميلة".

قاطعها الطبيب بنظرة ثاقبة

"هل ضايقك أخذ والدك منك للنقود التي كان يرسلها لك أخيك مهند؟".

ضيقت جميلة نظرتها، لمَ قاطع الطبيب سردها وأنتقل لشيء آخر تماما؟!، ما هذا التخبط؟، همت بسؤاله ولكنها اكتشفت شيء فشهقت صائحة بفرحة

"أه يا إلهي أنت تتصرف مثل الأطباء أخيرا!!.. حسنا أعترف أنني كنت أشك بك!".

أمتعض فكه وحاول كبت حنقه منها وأعتصر القلم الذي يمسك به يسألها

"النقود دائما عندك غالية ومقدرة ومحسوبة".

هزت رأسها موافقة

"هذا صحيح".

كان صوتها مشبع بالمرارة

"لم يكن هناك توزيع عادل بينك وبين أخوتك في.. ".

أوقفته جميلة بحركة من يدها وكأنها تأمر سيارة بكل سلطة كي تقف مكانها على الفور وهو ما حدث للطبيب بالفعل.

"توقف من فضلك أنت تسلك الطريق الخاطئ، لا ليس هذا السبب لم أعش طفولة بائسة ماديا على الإطلاق أبي كان يمنع عني المصروف كي لا أتي بالحلوى وتزداد سمنتي ليس إلا، لكن باقي أغراضي وحياتي كانت مرتبة لم ينقصني شيء تقريبا طبعا في حدود المعقول الذي يسمح به راتب والدي".

"لمَ إذا تتعاملين مع المال بهذا الشكل؟".

ربعت يديها وعادت برأسها للوراء

"أصبحت بخيلة".

هز رأسه بأنه أراد أن يقول ذلك

"حسنا لم أشأ أن أكون وقح معك!".

هز كتفه بلا مبالاة لها

"ليست وقاحة بل بالفعل هي عادة أصبحت لدي لم أولد هكذا، لم أكن بخيلة يوما، لكن الظروف وضعتني هناك.. لم يكن الأمر بيدي".

أستند على المكتب خاصته وسأل والفضول يقفز من عيونه

"أيه ظروف؟".

كان الفضول الشخصي يقفز من عيونه ولكنها قررت أن تجاوبه ولا تتجاهله مثل الجلسة الماضية عله يشعرها بأي تحسن من تلك العادة المقيتة.

"بعد زواجي من كامل أصبحت حياتي كلها تتمحور حول شيء واحد فقط ولا غير، الحمل".

تنهدت قليلا ومن ثم أردفت

"كان الحمل يمثل هوس لكامل بشكل غير طبيعي، ولأمي ولأبي وحتى أخي مهند الذي لم يكن يضغط علي بأي شيء كان يدفعني بقوة كي أحمل أبناء كامل برحمي، كان الأمر يشكل ضغط هائل لا يوصف ناهيك عن والده زوجي كامل نفسه، كانت النظرة بعيونها تقتلني كل مرة تراني بها أو تسمع بحمل أحد ما غيري".

أستند إلى كرسيه بالخلف وهو لازال ممسك بالقلم خاصته يضغط عليه بخفة بكل من أصابعه يحلل بياناتها بصمت.

"بعد ستة أشهر من الزواج بدأت رحلة العمليات الجراحية خاصتي ما بين مناظير أو تلقيح صناعي أو الحقن المهجري وأطفال الأنابيب، كنت جربت كل شيء بل وأعدت تكرار كل عمليه على حدة عدة مرات، لم يكن يمر علي عام واحد دون إجراء أثنين أو ثلاثة من العمليات الجراحية".

أغمضت عيونها بقوة متذكرة مدى الألم الذي عايشته والرعب في كل مرة تدلف بها إلى تلك الغرف الباردة بذلك الرداء الورقي الخفيف على جسدها لا يستر شيء تسلم جسدها كل مرة لأناس لا تعرفهم وتستيقظ بكل تلك الآلام المزعجة التي لا تبارحها لأيام عديدة، يا الله! يا لها من أيام لعينة؟!، لمَ فعلت بنفسها ذلك؟.. لمَ لم تقاوم أي منهم لمَ سمحت لهم باستغلالها بهذا الشكل؟.

"كرهت كل لحظة، كرهت كل شيء بخصوص هذا الأمر وكرهت محاولتهم أن يمدوني بالأمل والصبر، هل تعلم ما كان يقال لي طيلة تسعه سنوات، تحملي جميلة حالما تحملين طفلك بين ذراعيك سوف تنسي كل ذلك الألم.. تخيل أنني لم أحمل هذا الطفل قط!، تخيل أنني لم أنسى الوجع لحظة واحدة.. تخيل كم دُمرت ثقتي بنفسي مرة بعد مرة.. محاولة بعد الأخرى، كل شيء حطمني تماما".

تنهدت تلعب بأصبعها بطريقة رتيبة

"أول عملية جراحية طلبها الطبيب تكفل كامل بكافة المصاريف الخاصة بها دون عناء، مرة تلو الأخرى أصبح يشعر بالحنق والنزق من كثرة المصاريف الخاصة بالعلاج والعمليات الجراحية وكي أفي بطلبات الأطباء التي لا تنتهي من أشعة وفحوصات وعمليات جراحية، أصبحت حياتي كلها تتمحور حول الاقتصاد

الاقتصاد من مصروف المنزل

الاقتصاد من الهدايا أو الأموال التي يهديني بها كل من أبي أو مهند

الاقتصاد من مصروفاتي الشخصية للحد الأدنى".

عضت شفتها السفلى بقوة تكبت دمعة رفضت نزولها

"كرة كامل شعري المجعد بشدة لم يكن يطيق النظر لأي خصلة مجعدة به، وكإنسانة مسلمة عليها الوضوء خمس مرات باليوم الواحد لم تكن الحرارة الحل الأمثل لشعري المجعد، اقتصدت كل قرش تقريبا من أجل إجراء علاجات الفرد التي دمرت شعري تماما وتسببت لي بالصلع والفراغات ببعض الأماكن الموجودة بفروه رأسي".

أخذت نفس عميق كي تتحدث بشكل أفضل

"تسع سنوات، كل همي كان إرضاءه بكل شكل وبكل طريقة مهما كنت أضغط على نفسي، مهما كنت أدمر نفسي.. كنت فقط أفعلها كي أنال رضاه، وخمن ماذا لم أناله بيوم من الأيام".

رفعت رأسها تؤكد له ظنونه بها

"أصبحت بخيلة.. هذا صحيح أنا حتى أصبحت بخيلة على نفسي أخشى صرف النقود على أي شيء تافه أو كمالي لأنني تعذبت كثيرا كي أجمع المال لكل من العمليات الجراحية أو للفرد الخاص بشعري".

نظر لها عده لحظات ثم تمتم بجمود

"تابعي مدام جميلة".

***

لم يكن من عادة مالك التأخر أبدا على العمل وكأنه طيار وسوف يصعد إلى الطائرة خاصته كل يوم بالتاسعة صباحا ولا مزاح لدية أبدا بهذا الأمر، كان واجب عسكري ومقدس لديه، لذلك دهشت بشدة حالما رأيته يجلس على ذاك الكرسي العالي بمقابلة المطبخ يستند على كل من كفيه ببؤس بالغ.

"مالك!".

انتفض من كرسيه ووقف بعيدا عنه يتراجع بتردد بالغ للخلف، بدا أنه خائف مني بشدة وتألمت لذلك عدلت عن الذهاب للحمام وتركت ملابسي على الأريكة وتوجهت نحوه، جلست بالكرسي المجاور له وربت بيدي على الكرسي خاصته كي يجلس، فجلس بتوتر بالغ بدا وأنه يخشاني بشدة وشعرت بحزن بالغ عليه.

طال الصمت بيننا كل منا ينظر للرخامة التي نستند عليها ولا يفعل شيء آخر بصعوبة شديدة تمتمت

"أنا آسفة حقا لكل ما حدث، كان عليك إخباري مالك كي لا تتكبد كل هذا العناء".

تقوست شفتيه للأسفل كالأطفال وتمتم ببؤس بالغ

"أسف".

ربت على قبضته التي يعتصرها بقوة

"لا مالك.. أنا الآسفة لك على كل شيء، سامحني أرجوك".

نظر لي وقد بدا أهدأ حال يعلم أنني لن أصرخ عليه مثل البارحة لكن بنفس الوقت هناك حزن بالغ يلمع بكل من عينيه لم أعلم تماما ما هو مصدرة؟.

جلسنا ببؤس وحزن مرة أخرى وبالنهاية حينما التقت أعيننا سألني بنفس البؤس

"أ أنت غ غاضبه مني وس سوف تتركيني".

بدا وكأنه طفل صغير تائه

"أنا فقط دمرت حياتك مالك.. أنا غاضبه من نفسي لا منك!".

رفع يديه يشير إلى وضعه

"لا لا أ أنا لم يحدث لي شيء أبدا لا تقلقي علي أرجوك".

أمسكت بقلبي بشدة مالك وحده بالعالم من يتكبد عناء زيجة كاملة كي لا يشعر فتاة بالخجل!.

ربعت يدي على قطعة الرخام، وتوسدت عليها ببؤس بالغ، أقترب مني بحذر وسألني بتلعثم عن حالي.

"لقد أفسدت الأمور تماما لي بالمنزل مالك لا يمكنني العودة إلى هناك مرة أخرى".

"تريدين الذهاب؟".

سأل بجزع

"علي هذا، لا يمكنني البقاء كعبء عليك بهذا الشكل مالك".

لوح بكل من يديه بقوة بأن لا

"لست عبء أبدا أرجوك لا تذهبي!".

شطر توسله قلبي حتى أنني وضعت يدي عليه أهدأ من ضرباته الفارة واحدة تلو الأخرى.

"آسفة مالك لا يمكنني توريطك بهذا الشكل، لقد تكبدت الكثير مسبقا سوف أبقى لبضعة أشهر فقط كي لا نصبح أضحوكة الحي، ثم أسافر خارج البلاد وأبقى هناك لن أعود إلى مصر مرة أخرى".

وضعت يدي على جبيني

"يا الله كم أكرهه الغربة!".

تهدل كتفيه بشدة للأسفل ونظر أرضا وتحدث بشكل متقطع

"سوف.. أعود.. وحيد.. مرة.. أخرى".

حزنت بشدة لأجله ولكن لم يكن بإمكاني البقاء هنا بهذا الوضع

"سوف أتنازل لك عن كل شيء قبل ذهابي، وحالما أحصل على وظيفة بالخارج سوف أرسل كافة التكاليف التي تكبدتها من أجل الفرح، أنا آسفة مالك سامحني أرجوك".

ذهبت خائرة القوى إلى غرفتي لن أستطيع الوقوف بالحمام الآن بوضعي هذا،

وبمنتصف الطريق للغرفة توقفت فور سامعي لكلامه

"خذيني معك".

التفت له غير مصدقة وعيناي متسعة عن آخرها

تحدث بفم مقوس للأسفل كالأطفال

"لا أريد.. أن أكون.. وحيد مر.. مرة أخرى أرجوكِ".

ألمني قلبي بشدة عليه وعدت حتى وقفت أمامه

"أحقا مالك ما تقول؟، تريد ترك البلد كي تأتي معي؟!".

هز رأسه موافق، وضعت يدي فمي غير مصدقة وعدت للكرسي مرة أخرى، لا يمكنني التخلي عنه بهذا الشكل أبدا، إنه يعتمد علي كي لا يكون وحيدا، لقد وافق على الزواج مني كي لا يشعرني بالحرج وأنا أخذله بهذا الشكل؟!، لا بالطبع لا لن أجعله يتوسل.

"الغربة صعبه مالك، أنها كريهة لقد جربتها لسنوات من قبل بعدة بلدان مختلفة كلها شاقة وصعبه، صحيح أن الحياة بالخارج مريحة ومرفهة إلا أنني لم انسجم أبدا مع البشر بالخارج".

نظر أرضا وهو يعتصر حافة الرخامة بيده ثم رفع رأسه لي وتحدث بثقة

"أنتِ سوف تكونين معي".

لم أجد حتى كلام أتحدث به معه، لم أجد شيء يمكنني أن أخرجه من فمي كي أعبر له عما يدور بداخلي من مشاعر تتفجر لطيبة الكائن الماكث أمامي، بشهادتي وعلاقات مهند كنت متأكدة من حصولي على وظيفة بالخارج وإقامة بأي دولة بها فرع للشركة، لكن مالك بتعليمه الصناعي البسيط!.. سوف يكون الأمر أشبة بإخراج سمكه من المياه وإقناعها بالعيش على البر، وضعت رأسي بين كفي أفكر بقوة ما الذي علي فعله!.

بعد برهة من عصر رأسي من التفكير

"يمكنني الجلوس هنا".

عاد اللون إلى مالك مرة أخرى وأعتدل بجلسته على الكرسي وتمتم غير مصدق

"حقا!".

"أجل بالخارج يستأجر الاثنان شقة واحدة هذا الأمر طبيعي للغاية، يمكننا أن نكون أصدقاء أليس كذلك مالك؟".

هز رأسه بقوة وتحدث سريعا

"أ أنا ص صديق جيد".

ابتسمت له وأنا متعبه

"لا شك لدي في ذلك يا مالك أبدا، بل أكثر من جيد".

أمسك بيدي بقوة وبحركة سريعة

"هل سوف تبقين حقا؟!".

هززت رأسي موافقة وتمتمت له بود

"سوف أبقى من أجلك".

اتسعت بسمته عن آخرها وسعد بشدة ولوح بيده بأن لا

"ولن تسافري وتتركيني؟!".

هززت رأسي له موافقة بنعم، وتحمس هو بشدة ورفع إصبعه على طريقة الرسوم المتحركة إلى الأعلى

"وأنا سوف أساعدك بكل شيء".

ابتسمت له

"سوف نتقاسم مصروفات المنزل سويا نحن شركاء بالسكن الآن".

حملق لي بغضب لأول مرة ووقف ببطيء ودرامية من على كرسيه

"ألا ترين أنني رجل؟!".

 زمجر بغضب لأول مرة بي

"ما علاقة هذا بكونك رجل يا مالك؟!".

لوح بإصبعه الغاضب بلا بقوة

"لا يوجد امرأة تصرف على المنزل بوجود رجل".

وضرب على صدره بقوة وعنف وكأنه طرزان

"أنا من سوف يتحمل مصاريف المنزل كأي رجل".

ابتسمت له بشدة حتى وهو غاضب بدا غضبة طفولي ومضحك حاولت التحكم بابتسامتي سوف أدفع النقود دون أن يلاحظ هو ذلك كي لا يغضب.

ضرب على الرخامة أمامي بقوة عدة مرات

"هذا الأمر نهائي أ أنا من يصرف.. على.. المنزل".

"يا الله مالك الرجال يتزوجون اليوم كي تصرف الزوجة عليهم لا على المنزل!".

ربت على وجنته أثناء ذهابي للحمام

"أنت لطيف".

ظل مذهول مني ودخلت أنا إلى الحمام بعد أن التقطت ثيابي أضحك على منظر غضبة الطفولي الرائع!.

***

"وكيف سار الأمر؟".

سأل والفضول يقفز من عيونه، ونفضت جميلة رأسها بكل من الاتجاهين يائسة من هذا الذي يسمي نفسه طبيب!!

"جيد.. بل أكثر من جيد".

أندهش الطبيب بشدة وزمجر بها

"هكذا بكل بساطة؟!".

"أجل بمنتهى البساطة إن أردت الصدق، رفقة مالك كانت طيبة بالأساس لم أتضايق منها، أسألته الساذجة.. براءة ونظرته للأمور بطيبة قلبه المطلقة، رغبته في رؤية كل شيء أعده وأجهزة والمشاركة والمساعدة قدر استطاعته، هو بالفعل إنسان رائع، وبما أنني عرفت الحقيقة كففت عن محاولاتي الفاشلة لإغرائه لأن التوتر ذهب عني، لست مكلفه بفعل شيء ما هنا ولا ينقص الزيجة شيء كي يتم، لأنه بالأساس لم يكن هناك زيجة!".

ضيق الطبيب نظرته لها ثم سأل بنبرة بطيئة

"لكن؟!".

هزت رأسها بنعم

"كانت هناك مشكلة واحدة فقط لو كنت تجاوزتها ل لقضيت عمري كله مع مالك بسعادة".

"ما هي؟".

عبثت بالخيط الذي فارق النسيج على ملابسها

"سوف تعلمها لاحقا".

ارتفع حاجبة بمعني حقا؟!، ثم عاد بظهره لكرسيه وسألها

"كيف كان وضعك مع عائلتك بعد الزواج؟".

أغمضت عيونها ونفخت بنزق

"أنت حقا مفسد للمزاج!".

فابتسم بشر!!.

***

بعد الزواج بيومين أتي كل من مهند وكارمن ووالدتي إلى المنزل ليباركوا لي أنا ومالك، كان مالك نزل للعمل منذ اليوم الثالث للزواج وكنت أحاول أن أثنيه بشدة عن هذا القرار لكنه كان متضايق ولديه مواعيد نهائية للتسليم فلم أشأ أن أفسد عليه عمله.

نظرات الاستنكار كانت واضحة على وجوههم عندما أخبرتهم بأن مالك بالورشة وسوف يصعد في الحال ليسلم عليهم، وبدا الامتعاض على فك مهند وهو يراقب قدوم مالك بملابسة البسيطة ليسلم عليهم ويرحب بهم، توتر مالك كان كبير مما جعله يتلعثم أكثر من المعتاد، كانت زيارة باردة بل كارثة بكل المقاييس ولم تتكرر مرة أخرى.

فررت الشهر الماضي من اللقاء الشهري للعائلة وتعللت بأن الأخ الأكبر لمالك يحضر لنا عزيمة بنفس اليوم، أما عن تلك العزيمة فلم أستطع الهروب من مكالمة مهند الجامدة.

"موعدنا يوم الخميس القادم جميلة عند والدك".

هكذا دون تحية أو أي شيء كان مهند يقرر أمر واقع، تنحنحت

"لكن مالك لدي...".

قاطعني بحزم بالغ

"كل شيء لدى مالك يمكن تأجيله أنا أكيد من هذا".

أغمضت عيوني بقوة لصوته البارد معي لم تكن الأمور بيننا هكذا يوما

"حاضر مهند".

أجبته بقلة حيلة لكنني لم أريد الذهاب لهذا اللقاء أبدا ولا أريد لمالك أن يعاني هناك

حسنا هناك يومان على تلك العزيمة ربما مرضت أو حدث شيء ما كي تلغى ربما سافر مهند للخارج لظروف طارئة، تمسكت بهذا الأمل ليوم كامل إلى أن هاتفتني أمي باليوم الثاني صباحا

"متى سوف تأتين جميلة؟".

تحركت عيناني بكل الاتجاهين

"هل أخبرتك بأنني أتيه أمي؟!".

كنت أذهب لها كي أطمأن عليها وبالطبع أتجنب المواعيد التي يكون والدي بها بالمنزل، ولكنني أتذكر جيدا بأنني لم أخبرها بأنني سوف أذهب لها اليوم!.

ردت بتلقائية

"لا ولكن لن تستطيعي تحضير الطعام كله بالغد تعالي واجلبي هذه الأغراض معك، هل لديك ورقة وقلم؟!".

بدأت بقراءة الورقة بيديها وتجمدت يدي على الهاتف قليلا لم أستمع إلى الأغراض التي كانت تمليها علي بسرعة كبيرة وكأنني آله كاتبة!.

"ما الذي فعلته بالعزيمة الماضية أمي؟".

يتبع.... 


إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال