الحكاية السادسة
(بيت الرحايمة)
الحفلة!
(2)
"ياسمين
بنيتي.. أفيقي.. أسم الله عليك ما بك؟".
استيقظت تسعل كثيرا إلى
أن شربت المياه من الآنيه الفخارية الخاصة بالجدة
"ماذا هناك يا
ياسمين ما الذي تخفينه علي؟".
نظرت لها لبرهة لا يمكن
أن تخبرها بأنها مفلسة تماما الجدة شغلها الشاغل أغراض الجهاز وفقدانها للمطعم
والمنزل بعد تعب دام خمسه وعشرون عام سوف يكسر ظهر الجدة.
رواية حكايات بيت الرحايمة الفصل السادس ج2 |
"لا شيء".
غمغمت بصوت ميت ووجه
شاحب
"هيا تجهزي يجب أن
ننزل لشراء فرش الشقة لم يعد هناك وقت".
"هل باع الحاج
أبراهيم البقرة؟".
"لا بعد
يومين".
"إذا سوف ننتظر
إلى أن يبيعها".
وغادرت الجدة التي
تحاول أن تثنيها عن هذا القرار لأن لا وقت لديهم لكنها سارت بنفس الخطى الميتة،
التقي بها إبراهيم قبل صعودها السلم بعدة خطوات فأشاح بوجهه بعيدا عنها، نظر لها بخيبة
أمل واضحة ممزوجة بغضب بالغ.
صعدت درجتين ثم انفجر
بها
"امتناعك عن
الطعام شهر كامل لن يغير شيء يا ياسمين!".
توقفت ياسمين وهي ممسكه
بحافه السلم وغمغمت بصوت ميت
"من بين كل الناس
أنت أكثر من خيب ظني".
زمجر بها غير مصدق يشير
لنفسه بغضب
"أنا؟، أنا يا
ياسمين من خيب ظنك؟!!".
"ظننتك معي دائما
ظننتك موجود دائما بظهري مثلما تقولون، لكنك مثلهم تماما لم تقف معي حتى بل وقفت
معهم".
"لقد تجاوزت كل
الحدود والخطوط يا ياسمين وانت على علم تام بها".
اتسعت حدقتيه بغضب بالغ
بينما يهدر بكلماته المريرة من بين شفتيه
أشارت بأصبعها له تؤكد
بشدة
"أنت السبب بذلك"
هدر غير مصدق
"ماذا؟!".
"تتعنت وترفض أن نعقد قراننا أنا وحيدة جدا،
وأنت تمنعنا من اللقاء ولا أفهم سبب كل هذا؟!".
"كانت تبكي بشدة
"أخبرني لمَ تتعنت
وتأخر الزيجة منذ سنوات".
أشارت لنفسها بمرارة
"أنا وحيدة جدا
ومتعبه جدا وأنت تخلق الحجج والمبررات حتى حينما تدخلت توحه ترفض أن يتم عقد
القران ومن ثم تضع الحدود وتجبرني أن أسير عليها، هذا ليس عدلا".
بهت وجهه وتراجع خطوتين
للخلف
"أنا خائف
عليك".
"أنا كبيرة كفاية
كي أقرر حياتي بنفسي".
أقترب منها كثيرا وغمغم
بعذاب
"أنه ليس أهل لك
يا ياسمين تحتاجين لمن يحميك".
هزت رأسها غير مصدقة
بشدة
"أتعلم.. أتعلم
شيء، حميد مليء بالعيوب مثلي ومثلك ومثلنا كلنا نحن البشر، لكنه لا يحكم علي أبدا
لا يحاول تغيري يحبني ويتقبلني مثلما أكون بكل حالاتي وانفعالاتي واختلافي، عبد
الجبار يحاول صرفي عن أنفاق النقود وعوض يريد أن يجعلني شخص أخر وأنت وتوحة ترسمون
الحدود ودائما كل شيء ممنوع بسبب العادات والتقاليد لقد أنهكتموني هو الوحيد الذي
يتقبلني بكل عيوبي".
بكائها كان حار وصوتها
بالكاد يخرج ما بين الشرق والغرب مزقت تماما
ما بين الحلال وما اعتادت
رؤيته بشكل طبيعي تلوثت فطرتها
ما بين الممنوع في
المطلق والمسموح دون قيود تاهت وحارت وتخبطت طرقها، وتحاول اسعاد الجميع وتحاول أن
تكون جيدة ولا شيء يفيد تفقد التوازن وتتعثر
بكل خطوة من خطوات
حياتها ليست جريئة ومقدامة كفاية مقارنه بالغرب ومتفتحة وغريبة أكثر بالشرق!.
تريد فرصه فقط كي تجد
نفسها كي تستطيع تحديد من هي ياسمين الحقيقة لكن لا أحد يعطيها الفرصة!.
جلست تبكي بشدة على
السلم تخبئ وجهها بكفيها لم يرها بهذه الحال قط
"ياسمين ماذا
هناك؟!".
اختبأت أكثر وتكورت على
نفسها أكثر وأكثر رجها بعنف
"ياسمين ما الذي
يحدث؟".
حاولت الصمود ومسح
وجهها
"لا تشغل بالك..
أمم كيف تقولونها؟ أرفع يدك عني".
زمجر بها هادرا فانهارت
تحكي له كل شيء تراجع ببطيء بالغ للخلف غير مصدق
"هل جن جون وفقد عقله
تماما؟!".
ضرب كل من كفيه ثم
أنحنى لها مرة أخرى
"لا تقلقي سوف
تتمكنين من دفع الرهنية ياسمين أنتِ ووالدتك والغالي دفعتموها لخمسة وعشرون عام لن
يضيع كل هذا اليس كذلك؟!".
"لا عمي الأمور مختلفة
تماما هناك لن يفيد ذلك سوف أفقد الرهنية".
زمجر بحمية
"سوف ندفعها نحن
والله لو بعت كل ما لدي لأدفعها أنا لا تبكي لن يذهب المنزل ولن يضيع تعب
عمرك".
مسحت أنفها بقوة
"لازال هناك خمس
سنوات من الدفع إذا ما تدبرت القسط عدة أشهر ماذا أفعل بعد ذلك؟!".
بهت وجه إبراهيم لهذا
الخبر
"لو توجب عليك
العودة لهناك سوف أتي معك ولن أتركك حتى تحل كل تلك المشاكل وتستعيدين عملك
وبيتك".
رفعت رأسها غير مصدقة
"حقا!".
"والله لن أتركك
إلى أن تعيدين كل شيء".
القوة والعزم والإصرار
بصوته ملئتها بالقوة مرة أخرى بصيص من النور بدأ يتخلل حياتها التي اسودت بمرارة
خانقة أخيرا، لكنها تذكرت فجأة
"والعرس، لا
نستطيع تأجيله مرة أخرى!".
وضع يده على فمه مغتاظ
لقد تأجل أكثر من مرة سوف يصبحون حديث البلدة
"استريحي الآن سوف
تفرج من عند ربك، هيا يا ياسمين لن أتركك أبدا ولن أسمح لخالك الغبي بأن يضيع كل
شيء، قسما بالله لو اضطررت للسفر خصيصا كي ابرحه ضربا لفعلتها".
ابتسمت أخيرا بتعب بالغ
وحاولت أخذ أنفاسها واستأذنته كي ترتاح، تابعها بقلب ملتاع يلعن جهله وقله حيلته..
وفقره!.
***
بعد ثلاث أيام تقف
تستند على حافه باب المنزل الكبير، تشاهد العائلة كلها مجتمعه بالخارج تنصاع لأمر
الجدة التي تجمعهم جميعهم عن بكرة أبيهم صغيرهم وكبيرهم وأرغمت الكل على الشراء
مسبقا!.
"يا الله لا أتمنى
يوما أن أصبح من أعداء توحة!"
غمغمت ياسمين بسرها، ها
هم شباب ورجال بشوارب كثة ضخمة يقفون أمامها منصاعون لأمرها تماما وعوض رغم أنه
غاضب منها إلا انه يأخذ الأمر على محمل الجد.
أنزل منشورات يعلن عن الذبح وأخذ الطلبيات ومعه
كراسة يسير بها ليل نهار يحدد الأسماء ويطرق الأبواب، ظلت تراقبهم وهم يذبحون
البقرة المسكينة بعدها نادت الجدة عليها.
غمست الجدة يدها بدماء
الذبيحة وسط اشمئزاز ياسمين البالغ والتفت بتشكك
"أريد أن أضعها
على وجهك".
صرخت بجزع
Hell no!!!""
لم تفهم الجدة ما قالته
ياسمين لكنها غمغمت بخيبة أمل
"كنت أعلم أنك سوف
ترفضين".
وتوجهت لباب المنزل
ووضعت بصمتها الملطخة بالدماء وهي فرحه، ترك إبراهيم المكلف بالذبح وعاد للخلف
يشمر عن كميه ويضع يديه في جيب سروالة.
"هذا فأل سيء يا
ابنه الغالي عليك بغمس يدك بالدماء وطبعها على الجدار و يا حبذا لو تركتي الجدة
برسم كفوفها على وجهك".
أخرجت لسانها توشك على التقيؤ
"لو حلت مشاكلي
كلها بهذا الأمر المقزز لن أفعلها هل تفهم ذلك؟".
ضحك كثيرا عليها لأنها
صدقته ومن ثم ذهب من أمامها وهو على حاله يضحك مطت شفتيها وغمغم بالإنجليزية
"سخيف!".
بدأ عوض بالفور
بالتوزيع لكن الجدة أمرت بعدة أكياس من أجود أنواع اللحم وطلبت من عوض توزيعهم على
الأرامل قبل أي شيء، ومن ثم بدأ الكل بلا استثناء بالقيام بعملية التوزيع وقبض
المال بعد نصف ساعة فقط أوقفت الجدة ياسمين بالساحة مع طبق كبير الكل يأتي ويضع
المال به ومن ثم يعود ويضع المال بالطبق كان نهار شاق مليء بالعمل والضحك والمتعة
مع العائلة التي تصرف كل واحد بها على طريقته.
عبد الجبار أخذ عدة أكياس
من أجل منزله كي يدعم أبراهيم وياسمين وكذلك بقية الأعمام لكن عبد الستار لم يبادر
فألزمته الجدة بكمية كبيرة جعلته يسب ويلعن ويغادرهم وهو يعلن فشل هذه العملية
وأنها لن تثمر عن شيء أبدا.
جلست بإرهاق بالغ تمسح
يد الجدة بمعطر
"لقد غسلتها جيدا
لا تبالغي يا ياسمين".
جعدت أنفها بقرف بالغ
"الرائحة عالقة
بأنفي ولا تذهب".
بينما الرجال اجتمعوا
لعد المال وعوض يراجع كل شيء بكراسته
"مشاء الله لا قوة
إلا بالله"
انبهر عوض من الناتج
الكلي للبيع أكثر من بيع إبراهيم لها بالسوق ومراحل
"لازال هناك كمية
كبيرة يا جدة لم تباع والكثير من الأجزاء، تخيلي لو نجحنا ببيعها غدا".
سحبت الجدة يدها من
ياسمين تشمها باستمتاع لأن الرائحة طيبه حقا
"لا لقد أمرت النسوة
بتخزينها نسيت أن العرس سوف يحتاج إلى طعام".
نظر أبراهيم مبهور وفرح
"يا الله منك يا
توحه لا تفوتك شاردة ولا واردة".
فرفعت حاجبها بسعادة
ومكر وضحك الحضور عليها
"لنذهب ونأتي غدا
بما تبقي من الأجهزة الكهربائية يا إبراهيم" والتفتت لياسمين
"وأنت يا ياسمين
جهزي المال من أجل الفرش".
أصفر وجهها بشدة ونظرت لإبراهيم
همت بفتح فمها
"معي يا بركة
ياسمين أعطتني إياه لا تقلقي من شيء".
هزت الجدة رأسها وأخذت
تراجع عدة أشياء مع عوض بينما ياسمين نظرت لإبراهيم بامتنان واضح حتى شعر بالخجل!.
***
أغمضت عيونها تسند
ظهرها بتعب ما حدث بهذا اليوم الشاق والمثمر أعطاها دفعة أمل، أمسكت الهاتف واتصلت
أخيرا ب جون خالها!.
قد يبدو من وقع الكلمة
أن جون خالها ويهتم بأمرها ويتولى رعايتها بالخارج لكن الواقع مغاير تماما لما
يفترض أن تكون عليه الأمور!، ياسمين هي من يهتم ويرعى خالها.. أنه من الهشاشة
والضعف لدرجة لا تحتمل، فقد واجه هو ووالدتها طفولة سيئة جدا وقد هربا من المنزل
بسن صغيرة لم يكن هناك أي أحد يهتم بهم تعرضا للتشرد فترة كبيرة لكن وجود جيسي
والدتها إلى جواره كان يدعمه وبفقدانها، فقد جون الكثير من اتزانه هو الآخر، ولم تساعده
مصائب الحياة المتتالية بعد ذلك باستعادة أي منه.
حالما رأي اسمها على
الهاتف أجاب سريعا
"آسف".
لكنته أسترالية بحته
غمغمت ياسمين من بين اسنانها
"أنت حقير".
"أعلم".
"ووغد".
"على
الأغلب".
"وأغبى من أن تكون
خالي لابد وأن هناك خطأ ما!".
"لا لا جاسمين لا تتركيني".
ثم أجهش بالبكاء
"أنها تنادي أسمه
هو، أنا موجود لأجلها أمسك بيدها وأصرف كل سنت أجده كي أدفع تكاليف المشفى لأنها
لا تملك أي تأمين، وتنادي باسمه هو جاسمين أموت الف مرة أقسم أنه يؤلمني أكثر من
السرطان خاصتها".
فركت وجهها بتعب بالغ
"أنت خذلتني كثيرا..
تقدم عرسي بالمناسبة".
"ماذا؟!".
توتر كثيرا
"متى؟، أمم هل
لازلت مدعو جاسمين؟! أنتِ آخر شخص على الكوكب لازال له صله بي لا تنحيني من حياتك
أرجوك".
وضعته بتلك الزاوية كي
تأخذ ما تريد صمتها قتله ببطيء، مسكين لكنها تحبه أنه كل عائلتها الغربية صحيح
أنها كانت من يهتم به إلا أنه يظن العكس طوال هذه السنوات كان هذه يشعره بأن له
قيمة.
"جاسمين سوف أعوضك
تعلمين أنني أستطيع أن أفعل".
توسل لها لأنها لا
تجيب، غمغمت أخيرا
"كيف؟!".
دخلت أنفاسه وغمغم
براحة
"أي شيء أعدك.. أي
شيء تطلبينه".
جاءت زاوية فمها على
جنب بابتسامة صامته ماكرة وغمغمت بثقة
"شطيرة".
"حقا هذا كل
شيء؟!".
سعد كثيرا
"أجل شطيرة جديدة
سوف تسميها شطيرة العذاب وتخرج بها كل شيء محبوس بداخلك من يتناولها يتعذب من
اللذة مثل لوعتك تماما جون، سجل لي كل شيء ودعا، سوف أستلمها منك بحدود
الغد".
أغلقت الهاتف بوجهه
وتركته مصدوم لم يصنع جون أي وصفات جديدة تذكر من وفاة جيسي كانت الوصفات التي تعد
كلها إلى اليوم من مذكرات طهي جيسي الخاصة التي كانت تعمل على تأليفها.
نظر كل من فيلادلفيا
وفيليب له
"هذه فرصة رائعة
يا رجل كي تسامحك، تستطيع فعلها وحضور العرس سوف تصبح الخال جون بعد مدة لا تجعلها
تتركك بعيدا عن حياتها".
حمسه فيليب فلو أغلق
المطعم سوف يواجه مشاكل كثيرا حقا.
وبعد سته عشر ساعة
متواصلة يقف بها بالمطبخ حوله إلى فوضى تامة
هاتف فيليب ياسمين وهو
مبهور تماما.
"لقد فعلها، لقد
فعلها الحقير يا جاسمين!".
"حقا أرسل لي
الوصفة على الفور!".
نزلت ياسمين لمطبخ
الجدة الكبير وبدأت بتجميع المكونات من أنحاء المنزل وتتبيل اللحم وتحضير الشطيرة
بنفس الطريقة والنتيجة كانت أكثر من رائعة لقد تخطى جون حاجز الابداع، صحيح أنها
بمصر وصحيح أن حسابها على مواقع التواصل غير مجدي ماديا إلا أنها بإمكانها صنع دعايات
للشطيرة الجديدة، جمعت معداتها وبدأت العمل على الفور ولأسبوعين متتاليين لم يكن
شغلها الشاغل سوى إعادة المطعم لمكانته السابقة بالشطيرة الجديدة والتي سميت
بشطيرة العذاب، وكل من سلفيا وكيارا ساعدوها كثيرا بالدعاية، تجميع المال اللازم
من أجل الرهنية وسداد باقي الديون الخاصة بالموردين بدأ يسير باتجاه جيد وبدأت
تشعر بالفعل ببعض التحسن إلا أن الحرب مع حميدة كانت اتخذت منحنى آخر تماما ضيعت
على ياسمين الكثير من فرحتها بالنصر التي تحققه على مستوى العمل.
أسبوع واحد فقط ما تبقي
على العرس وبعد يومين سوف يعقد القران بالمحكمة نزلت كل من سلفيا وكيارا وجون الذي
استقبله إبراهيم بعصر مؤلم جدا على يده ووعيد من بين اسنانه صحيح أنه بالعربية إلا
أن جون شعر بالرعب، لم ينتزعه منه سوى صراخ ياسمين وكيارا وسلفيا المزعج فرحة
باللقاء وكون ياسمين عروس.
نزلت النساء لرؤية
أصدقاء ياسمين المبهجين اللاتي يظهرون معها كثيرا بالفيديوهات خاصتها.
جاءت شفه نعمات على جنب
"أنظري إلى
وقاحتهن كل هذا الصراخ ولم تكمل الشهرين حتى بعيده عنهم؟!".
سمعتها ورد ولم تتحدث خفيضة
الرأس كما هي نزلت علياء وجماعتها والحقد بداخلهم أكبر من أي وقت، تحصل ياسمين
كعادتها على كل شيء تريده بينما لم تتحرك حياة أي منهن قيد أنملة حتى!.
رفع جون كفه ملوح
"هاي توهه
مرهبا".
جاءت زاوية فمها على
جنب
"أهلا يا موكوس
أدخل لي حساب معك".
كل ما تعرفه أنه أعاد
زوجته السابقة التي فرت مع رجل آخر ويعتني بها ولا تعلم عن أي شيء فعله بياسمين
نظرت ياسمين بتوتر لإبراهيم وغمغمت
"سوف يكون اجتماع
عائلي لطيف!".
"!!!".
****
تبحث بجيب سرواله عن
البطاقة الشخصية والتقطت صورة لها بيد مهتزة للغاية، فكرت بأخذها وإخفائها كي لا
يتمكن من عقد القرآن لكن خشيت بأن يعلم بأنها من فعلت ذلك وتخسره.
وضعتها مرة أخرى وهي
تتمتم بالعنوان المذكور بالبطاقة، لم تذهب لهذه المنطقة من الجمهورية من قبل قط،
لكنها حسمت أمرها بأنها لن تتركه سوف تفعل أي شيء كي لا يتزوج من هذه الفتاة لقد
حسمت أمرها
لن تقبل بأن تكون له
زوجة ثانية
قلبها لن يحتمل الأمر.
"رقيه المنشفة
سقطت أريد أخرى".
صاح حميد من خلف صوت المياه
الجارية، تركت محفظته سريعا وبيد مهتزة ناولته المنشفة وجلست تهدأ من نفسها.
"أنه لي لي أنا وحدي".
خرج يرتدي سرواله
المنزلي عاري الجزع يفرك شعرة الحريري بالمنشفة بقوة ومن ثم داعب وجنتها وترك
المنشفة تسقط على كتفيه وانحنى على حقيبته يحضرها.
"ه هذه الأغراض كثيرة
ج جدا كم سوف تغيب".
التفت لها وعض شفته
السفلى ومن ثم جلس قبالتها وأمسك بيديها
"لقد كنا ننوي
السفر للمالديف أسبوعين كما أخبرتك سابقا، لكن.. أمم.. ياسمين طرأ هناك أمر ما
بمطعمها، بعد العرس بأسبوع سوف نسافر لأستراليا".
بهت وجهها وفارت دموعها
ووقفت على الفور غير مصدقة ما خشيته دائما سوف يحدث ولكنه مبكرا جدا!.
"رقيه.. رقيه
أهدئي ياسمين لديها مشاكل بالعمل سوف نبقي بضعه أشهر فقط إلى أن تستقر الأمور ومن
ثم سوف نعود".
هزت رأسها تحاول
الاستيعاب، قبل رأسها مطولا ثم التفت يكمل تجهيزات حقائبه وقد أعتصر قلبها وأخذت
العزم.
هذا العرس لن يقام
أبدا!.
نهاية الفصل