ليس زوجي المعاق
الجزء الثاني
(مالك القلب)
(2)
بدأت بقراءة الورقة بيديها وتجمدت يدي على الهاتف قليلا لم
أستمع إلى الأغراض التي كانت تمليها علي بسرعة كبيرة وكأنني آله كاتبة!.
ليس زوجي المعاق الجزء الثاني الفصل العاشر بقلم هالة الشاعر |
"ما الذي فعلته بالعزيمة الماضية أمي؟".
"أمم الماضية؟!، لا أعلم لم نجتمع منذ زواجك كان
أول الشهر بعد زواجك بعدة أيام ومهند أخبرني بأنه من غير اللائق بأن تأتي لتحضير
الطعام وأنت عروس، والشهر الماضي أخبرني مهند بأن لدية سفر هام".
تمتمت بصوت بارد
"أغلقي الهاتف أمي".
عجبت بصوتها الرفيع
"ماذا والطلبات؟!!".
تحدثت بسرعة وغضب
"وداعا أمي".
ضغطت على زر الاتصال سريعا عدة مرات حتى أجاب مهند وهو
يتحدث هامسا وبسرعة
"جميلة إن لم يكن الأمر ضروري أنا بوسط اجتماع هام
جدا لمجلس الإدارة سوف أحدثك لا حقا.. ".
قاطعته صارخة بكل حنق
"تبا لك ولاجتماعك السخيف.. هل لهذا علي الحضور
للعزيمة الشهرية خاصتكم التي تتفاخرون بها كل شهر بإنجازاتكم العظيمة
المريعة!!".
سأل وهو يهمس وقد سمعت صوت كرسيه يتراجع ويعتذر من بضعه
أشخاص لابد وأنه انزوى بمكان ما بعيد عن الطاولة وهمس بحنق
"ماذا هناك لمَ تصرخين بهذا الكلام الفارغ؟!".
صرخت بصوت أعلى
"أمك الغالية اتصلت الآن كي أذهب لتحضير الطعام
وشراء طلبات العزيمة، هل سوف تحضر كل من زوجتك أو أختك الطعام؟!!".
تحدث من بين أسنانه بغضب مكبوت
"جميلة كفي عن الهراء".
صرخت بغضبك أكثر
"لا بالطبع لا، أنهم أفضل من الدخول إلى المطبخ!".
كبت غيظه أكثر وأكثر
"كفي عن هذا كارمن لا تستطيع تحضير عزائم وأختك
طعامها مقزز لهذا وكلتك أمي بهذه المهمة كفي عن تضخيم الأمور!".
بنفس الصراخ
"أنا لا أضخم الأمور.. هل أنا أبنه العاملة الآسيوية
التي كانت تنظف شقة أمي يا مهند؟!!".
"تبا لك!" سبني بغيظ بالغ
"حسنا لمَ إذا يعاملني الجميع على أنني الخادمة
الخاصة بكم، حجتكم التافهة فرغت يا مهند لقد أصبحت امرأة متزوجة الآن مثلي مثل
كارمن وإلينا ولن أحضر الطعام هل هذا مفهوم؟!، .. تعلم ماذا؟.. ها؟ ها؟.. أنا لن
أتي لمكان يعاملني فيه الجميع كخادمة غبية استمتعوا بلقائكم الذكي وحدكم وبعيدا
عني".
هممت بإغلاق الخط بوجهه
"إياكِ وإنهاء المكالمة يا جميلة، لن تحضري الطعام
ولا تأتي بأي شيء أنا سوف أتصرف بهذا الأمر إذا ما ذهبت لمنزل أمك بالغد ولم أجدك
أقسم بأنني سوف أنزلك رغما عنك وأمام الشارع كله بملابسك المنزلية هل هذا
واضح".
نفخت وجنتاي بحنق لفشلي المذري
"حاضر".
"وداعا غبية".
وأغلق الخط بوجهي!
تبا لك يا مهند ألف مرة لم أستطع التهرب من الذهاب للغد
وفشل مخططي البائس تماما، على الأقل لن أعد الطعام لأحد!.
***
كان التوتر ينضح من وجهه أثناء ما كنت أعدل من ياقة
قميصه اللبني وسترته باللون الكحلي فوقها، كان مالك نحيل إلا أن جسده ممشوق وبدا
رائع في هذه الثياب، حدثته بود.
"تبدو رائع للغاية في هذه الثياب مالك".
حاول رسم بسمة إلا إنه لم يفلح أبدا
"ماذا هناك؟ تحدث معي ألسنا أصدقاء؟!".
كان مر على اتفاقنا الصغير عدة أيام إلا أنها من أكثر
الأيام التي نعمت بها بالسلام النفسي بحياتي كلها تقريبا.
"هل أنت خائف من الذهاب لعائلتي؟".
هز رأسه بأجل وارتسمت خيبة الأمل على وجهه
مسحت يدي على القميص بهدوء أهدأ من روعه، أغلقت أول زر
لسترته.
"لا بأس بذلك أنا أيضا أشعر بالتوتر، لأنها أول مرة
نذهب سويا هذا طبيعي للغاية".
تحركت تفاحة حلقة بتوتر
"حقا!".
رششت له من زجاجة العطر خاصته وأنا على حالي أبتسم بود
"بالطبع، ثم إذا شعرت بالضيق في أي وقت أخبرني وسوف
ننزل على الفور هل هذا جيد؟".
هز رأسه بنعم
"لقد اتفقنا مالك أن ما بيننا هو سرنا الصغير ولن
يعلم عنه أحد ما أي شيء أليس كذلك؟".
هز رأسه بسرعة
"أجل.. أنا أنا أحفظ السر".
ابتسمت بتعب له
"أعلم مالك أنت رجل تفي بوعودك دائما".
ابتسم لي وقد هدأ قليلا أشرت له على الأكياس خلفي
"إذا ما قدمت لأولاد أخوتي الألعاب سوف يحبونك
سريعا".
تحمس بشدة
"حقا هل هناك أطفال؟!".
"أجل أربعة".
ابتسم بشدة وتحدث بحماسة مبالغ فيها
" أ أحب الأطفال ب بشدة".
"أعلم أنك تفعل أعدك أن تمضي وقت طيب معهم".
تحمس بشدة عند سماعة بوجود صغار هناك وزال معظم توتره
تقريبا، وعندما وصلنا كنت أنا آخر واحدة وقد تعمدت ذلك وتأخرت نصف ساعة عن موعد
مهند الذي يأتي أخر واحد بالعادة.
نظرات اللوم والعتاب هي ما قابلني من والدتي ولكنني ذهبت
للمجلس ممسكة بيد مالك، ظن الموجودين أنني فقط أثير حنقهم، لكنني كنت ممسكة بها كي
أدعمه وكي أدعم نفسي أنا الأخرى.
ظللت جالسة إلى جوار مالك أقابل نظرات الاستنكار من
إلينا وزوجها الذي لم يحتمل جلوس مالك معه بغرفة واحدة علي ما يبدوا وخرج سريعا
بحنق.
كانت إلينا ممتعضة مني بشدة وعلمت من أمي بإحدى
المكالمات الهاتفية أن إلينا منهارة لأنها قدمت على إجازة من وظيفتها بالجامعة
لأنها لم تستطع مواكبة كل شيء مع المنزل والأولاد وافتتاح المركز الجديد كان عليها
فعل شيء بخصوص الفوضى التي حلت فجأة بحياتها بسبب تركي لمنزلها وأولادها والتمرين
خاصتهم.
نظرت لها ببرود وقتلت كل شعور بالذنب يحاول التسلل لي
لتركي لها،
كارمن محقة هذه هي مسؤوليتها الخاصة وليست مسؤوليتي.
الأولاد بالغرفة يلعبون ولم يظهروا بعد، ومهند متورط
بمكالمة هاتفية خاصة بالعمل عادة لا يتحدث بالعمل هنا.
ذهبت لجلب كوب ماء لي ولمالك لأرطب حلقي قليلا
كانت أمي تحضر الأطباق الخاصة بالطعام وتضع الطعام
الجاهز الذي أحضرة مهند بالأطباق، شربت المياه ووقفت لمساعدتها، أي أبنه أكون أنا
إن لم أساعد أمي.
"أتركِ من يدك لا أريد شيئا منك".
كانت غاضبة مني لا بد وأنها نالت التقريع المناسب من
مهند
دلف أبي يرتدي نظارته ويدقق بوصل مالي يبدو انه كان
موجود بأحد الأكياس الخاصة بالطعام.
"أنظري ماذا وجدت، هل رأيت كم دفع مهند لقاء هذا
الطعام؟!".
ضربت أمي صدرها بيدها شاهقة
"يا إلهي كل هذا المبلغ لسفرة غذاء؟!".
أنتبه والدي لأنني معهم بالمطبخ عندما رفع رأسه وحينها
خلع نظارته وارتسم الشر الصافي بعيونه
"أه أنظروا من حضر أخيرا".
وضع الورقة
بوجهي بغضب بالغ لكنني لم أنظر لها
"أنظري لمَ تسببت به لأخيك الذي يشقى كثيرا من أجل أسرته،
كل هذا بسبب أنانيتك وجحودك".
وأشار بيده خارجا
"أنظري إلى ما فعلته بأختك الدكتورة لقد دمرتِ
مستقبلها لقد كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمها وماذا فعلتي أنت؟!، تنكرت
لعائلتك.. تركت كل شيء خلفك للزواج من متخلف عقليا يقذفه الأطفال بالطوب إلى يومنا
هذا، أنتِ هو عملي الأسود بالحياة.. لعنه الله عليك".
تركت الطبق من يدي بهدوء، وبهدوء بالغ خرجت وتركته أحمر
الوجه من الغضب.
كان لدي تبلد في المشاعر غير طبيعي ولا مبالاة اكتسبتها
مع الأيام والسنوات بهذا المنزل ومع هذا الأب، مررت بغرفة إلينا وسمعت زوجها يزمجر
بكبر وقرف غير عادي.
"أنا .. أنا آسر الذي جالست سفراء ووزراء، أجلس مع
هذا المتخلف البليد على طاولة واحدة أتناول الطعام معه؟!، لا ولم تكتفِ أختك بهذا
القدر بل جعلت منه صهر لي.. لي أنا".
كان يزمجر بصوت عال للغاية ويضرب وركية بغضب بالغ.
"اهدأ آسر رجاءا".
"هذه كارثة بكل المقاييس ما الذي يحاول مهند فعله بالضبط
هنا، وأنت الأخرى تنازلت عن وظيفتك بالجامعة بسبب هذا الغبي، هل تعلمين مدى استياء
أبي من هذا الأمر؟!، لقد أخبرني بأن رصيد أسمك فقد للتو نصف قيمته وأن الاستثمار
سوف يتأثر كثيرا".
وصرخ أكثر
"اللقب لقد فقدتِ اللقب يا دكتورة".
فتحت الباب الذي لم يكن مغلق بالأساس وتفاجأ آسر من
رؤيتي في تلك اللحظة كان مهند يقف بأول الممر وكل من أبي وأمي بآخرة أمام المطبخ.
"هل انتهيت من توبيخ إلينا آسر؟!".
أصفر وجهه في البداية ولكنه لوح بحماقة في وجهي
"العائلة مسؤولية وأنت خذلتي عائلتك على كل
المستويات جميلة وآخرها زيجتك من معتوه متخلف عقليا...".
بصوت بارد هادئ مليء بالتحذير
"إذا ما نعت زوجي بأي شيء غير أسمه سوف أصفعك على
وجهك آسر".
صعق الجميع تقريبا واقتربت منه بكل ثقة
"آسفة آسر أنني تركت وظيفتي كخادمة بدوام كلي لديك
ولدى إلينا والتي وبالمناسبة دون أي أجر، أنتم حتى لم تفكروا يوما بشكري على أي
مجهود بذلته من أجلكم، آسفة لأنها اضطرت إلي ترك الجامعة كي تهتم بزوجها وعائلتها
ومنزلها ودراسة أولادها آسفة للغاية".
حاولت إلينا إنقاذ الموقف بأي شكل لكنها فشلت
"لقد تخليت عني يا جميلة وانتهى الأمر واخترته
أذهبي له".
بنفس الصوت الميت والنظرة القاتلة على وجهي
"وأنت إلينا؟، ما الذي قدمته لي يوما ما؟".
أصفر وجهها وحاولت تجميع أي شيء ورمشت بعيونها أكثر من
مرة محاولة أخراج الكلمات من فمها لكنها فشلت فشل بالغ.
"أ أنا.. ل لقد.. أه ".
هززت رأسي لها
"أجل تماما لا شيء على الإطلاق!".
نظرت للجميع بلا مبالاة وعدت إلى جوار مالك الذي كان
يفرك بقلق
"هل تشعر بأنك بخير؟".
سألته برقة لم أمتلكها يوما
ظل ينظر لي قليلا ثم جاوبني بهزه من رأسه
ربت على يده، وسألني هو بعدها
"أين الصغار".
"يلعبون بغرفتهم سوف يأتون الآن لا تقلق".
ابتسم لي وهز برأسه وخرجت كارمن ومعها الأولاد صرخوا
بشدة وركضوا نحوي
"جي جي".
ضممتهم وقبلت كل منهم على حدة ونسيت معهم تعاستي من
أبائهم حالما انتهيت من السلام عليهم جميعا، التفت إلى مالك وعرفتهم به
"هذا هو مالك زوجي لقد أتى لكم اليوم بألعاب وحلوى
كثيرة".
أعطيت الأكياس لمالك الذي كان متحمس بشدة وأشار على نفسه
بتردد
"أ أنا مالك".
أعطاهم الأكياس بارتباك بالغ وكان ينظر لي كل مرة يسلم
بها لعبه لأحد الصغار ليتأكد من أن كانت اللعبة الصحيحة، ومن ثم جلس بعفوية أرضا
وهو يثني ركبتيه أسفلة وبدأ بفتح الألعاب للصغار وتركيبها معهم، كان سعيد للغاية
باللعب معهم وبالألعاب وكأن الهدايا له هو لا للصغار.
ظللت إلى جواره إلى أن نادت أمي علينا لأن السفرة أصبحت
جاهزة، وجلست إلى جوار مالك ولم أهتم بأي شيء سوى له ولطعامه وقطعت شريحة اللحم
خاصته وأطعمته بنفسي بفمه أمام الجميع دون أن أهتم لأي منهم، كل ما حرصت عليه في
هذا اليوم هو أن يمض مالك وقت طيب ولا شيء آخر.
***
بعد تناول الحلو وأحاديثهم السخيفة عن العمل وعالم الأعمال
شعرت بتململ مالك لعدم فهمه نصف الكلام الذين يتحدثون به لأنهم يتحدثون بمواضيع لا
يعلم عنها شيء، ناهيك عن أن معظم كلامهم يتخلله الانجليزية.
"علينا الذهاب شكرا مهند على العزيمة".
ترك كوب القهوة من يده
"هكذا سريعا؟!".
"آسفة لدى مالك موعد مع طبيب الأسنان".
اتسعت أعين إلينا وشعرت بالإهانة لأنني لم أخذ مالك لها
نظر لي مالك وهم بالحديث بأن لا موعد لدية مع أي طبيب
فأمسكت بفمه سريعا وأنا أضغط وجنتيه بقوة حتى تأوه من
الألم!
"أه حبيبي المسكين، سوف نقوم بحشي هذا الضرس الآن
وسوف تصبح بألف خير".
فتح مالك فمه بغباء
"لكنني... ".
قاطعته بقوة وأنا أغلق فمه قبل أن يكشف كذبي
"لا بأس حبيبي لا بأس هذا الطبيب ماهر جدا لا تخف
أبدا، ودعا جميعا".
خرجت مسرعة إلا أن مهند أوقفني على باب المنزل في آخر
لحظة
"أريدك جميلة".
كانت نظرته جامدة ومالك وقف حائر ينظر لكل منا لا يعلم
ما الذي عليه فعله
"مالك هل ممكن أن تسبقني للأسفل".
هز رأسه ونزل وأغلق مهند الباب خلفه كي لا يسمعنا أحد
أنحنى علي للأسفل
"تلك التمثيلية جميلة رغم إنها متقنه بشدة إلا إنها
لم تنطلي علي ولو لوهلة، لقد علمت السبب الحقيقي لطلاق مالك من زوجته الأولي، لا
تعاندي نفسك سوف أقوم بمساعدتك ووالدنا بالنهاية سوف يسامحك إذا ما نجحت بحياتك
العملية، لا تجعلي العند يضيع عليك ما تبقي من عمرك!".
تماسكت لأقصى درجة ممكنة
"أنا سعيدة جدا مع زوجي مهند، ولا اعلم ما الذي
تتحدث عنه؟!".
وضع كفه على فمه يضغطه من الغيظ
"جميلة لا تفعلي هذا".
كان يتحدث بصعوبة بالغة من شدة غيظه، هززت كتفي بلا مبالاة
"أنا لا أفعل أي شيء مهند ودعا".
حالما التفت ضرب باب المنزل بقوة بالغة وصرخ علي بشدة
"تبا لك يا غبية!!".
لكنني مضيت في طريقي ولم التفت له.
***
لي يومان منذ تلك العزيمة ولم أتعافى بعد من كل تلك
السموم والمحادثات التي دارت بهذا المنزل، ولكن كلمه مهند عن زوجة مالك الأولى هي
أكثر شيء جذب انتباهي.
راسلت أميرة اشتقت لها كثيرا.
"أنتِ بمصر؟".
بعد مدة
"لا أنا بماليزيا الآن".
"متى تعودين؟!".
"عدة أيام وأعود لمصر".
"حسنا ما رأيك لو نتقابل ونخرج سويا".
أرسلت لي علامات تعجب
"!!!".
فنحن لم نخرج مع
بعض من قبل قط قبل يوم زفافي
تركتها في حيرتها
"سوف انتظرك وداعا".
لم تجيبني بشيء، هذه هي أميرة لا يمكنني توقع الكثير
منها على أي حال!.
تنهدت بحيرة والتفت إلى مالك الذي يتناول طبق الأرز
باللبن بشهية واضحة ويشاهد الرسوم المتحركة باهتمام بالغ.
ضرب جرس الباب وأشرت له بيدي.
"تناول طعامك أنا سوف أفتح الباب".
وضعت طرحة علي رأسي وفتحت الباب لأجد سمير أمامي يلهث
بشدة ومعه حقيبة سفر عتيقة لم أرها منذ أفلام الأبيض والأسود!.
همس بلهاث بالغ وهو ينظر خلفه
"الخالة زكية".
صحت بعدم فهم
"مَن؟!، هل قمر بخير؟".
أسقط الحقيبة أرضا وأشار خلفه
"الخالة زكية قادمة تصعد السلم الآن!!".
زمجرت به
"مَن الخالة زكية؟!!".
حول كتم فمي سريعا
"ششوووشش!!!".
لكن صوت ضربات العكاز الخشبي على السلم خلفه جعلتني أنظر
وراءه
لأجد سيدة عجوز بالسن تقف ممسكة بعكاز خشبي عتيق وترتدي معطف
طويل يصل لبعد ركبتها بكثير، وتربط وشاح أنيق بعقدة حول وجهها.
"ألم تخبرها عن الخالة زكية أيضا يا سمير، هل
اعتبرتموني ميتة وانتهى الأمر؟!".
أرتبك بشدة
"العفو منك خالتي والله كل شيء أتى سريعا مثلما
أخبرتك تماما!".
أتى مالك راكض من خلفي وانحنى وقبل يد الخالة عدة مرات
قبلات متتالية
" خالتي زكية، تفضلي.. تفضلي أرجوك".
تحدثت بسلطة وهيمنه
"بالطبع سوف أتفضل أم تراني سوف أظل واقفة أمام
الباب يا أبن الغالية، لقد أتيت للمكوث معك".
جذبها مالك برفق وإجلال
"تفضلي تفضلي خالتي أرجوك".
تحدث سمير
"خالتي لمَ لا تمكثين لدي وتتركي العروسان معا، هل
تحبين أن تكوني سبب لبعادهم؟".
كانت نبرته مليئة بالمزاح إلا أن نظراتها ثبتته مكانه
وأوقفته تماما
نظرت لي بعد أن ضربت العكاز بالأرض وضعت كل من كفيها
بقوة عليه وتحدثت بهيمنة وسيطرة تليق بملوك
"هل هذا صحيح يا زوجة الغالي هل أتطفل على شهر
عسلكم السعيد؟!".
تلوت أحشائي بشدة من الألم
تبا
تبا
تبا
ما هذه الورطة؟!
أريد أخي مهند في الحال!!.
نهاية الفصل.