حكايات بيت الرحايمة_الفصل السادس _ج1 بقلم هالة الشاعر

 

الحكاية السادسة

(بيت الرحايمة)
الحفلة!
(1) 

أولا بعتذر جدا جدا عن التأخير واللخبطة في المواعيد بس بجد كنت بفكر أوقفها تماما لحد أستقرار الاوضاع في غزة (ربنا يعزهم بنصرة في القريب العاجل).

بس بإذن الله الرواية هتنزل في ميعادها السابق كل اثنين بس الساعة 12 لأن فترة انقطاع النور عندي من 10 :12 مساءا

اتمنى أعرف رأيكم في الراوية على صفحة الفيس بوك عارفه المدونه عقيمة الوقتي بس أوعدكم تتحسن في القريب العاجل 

دمتم سالمين


حكايات بيت الرحايمة بقلم هالة الشاعر
حكايات بيت الحايمة الفصل السادس ج1

 

"ياسمين!، لقد تأخرت كثيرا ما بك؟!".

نفضت ياسمين نفسها من شرودها وانتبهت إلى أكواب القهوة المثلجة التي تحضرها لها ولأصدقائها.

عادت وقدمتها بشرود لهم، ذلك البلاء عاد إلى حياتها مرة أخرى، حالما رأته كل ما جال بخاطرها هو الدم ولا شيء آخر!.

دماءه ودماء عبد الجبار وإبراهيم وعوض وحميد، لقد تعرض لها كثيرا وكل مرة لم يؤدي استفزازه إلا لشيء واحد فقط، ضرب مبرح من قبل أفراد عائلتها كلها له، وهو الآخر دماءه متناثرة من أنفه وضحكه مريضة مستمتعة بما يفعله.

"من الجونه إلى استراليا حول!".

نظرت ياسمين لصديقتها هاجر بسخافة ثم وضعت الماصة بفمها تحاول سحب كمية من الكافيين المثلج لتهدئها، ثم خلص تفكيرها لشيء واحد فقط.

"أريدكم معي بعد الحفل، أريد الزفاف بعد شهر واحد من الآن".

بصقت كل من تارا وهاجر القهوة من فمهم حتى السعال.

"ماذا؟ هل جننت؟! ألم يكن الموعد بعد ثلاث أشهر لأنك لا تحبين الحر؟!!".

غمغمت بجمود

"غيرت رأي أريده في أسرع وقت".

وضعت تارا الماصة بفمها مرة أخرى وتأوهت بمكر.

"أحدهم مشتاق حتى اللوعة!".

لو أخبرتهم الحقيقة سوف يبدأن بالركض والصراخ وحتما الاتصال بتوحة!.

نفخت بملل وغمغمت بإنجليزية غاضبة

"مللت من سخافة حميدة وقررت وضع حد لها هي وابنتها".

أرتفع حاجبي تارا عاليا وردت بإنجليزية هي الأخرى

"تبدو خطة في منتهي الذكاء!، سوف ترين السخافة الحقيقية لحميدة وابنتها!، صدقيني لم تري شيء بعد!!".

بينما نفت هاجر

"هي فقط متلهفة للزواج، أنتِ وقحة ليس إلا".

ارتفع حاجب ياسمين بجرأة وغمغمت بميوعة

"وهذا أيضا".

لتضحك بشدة بعدها مع الفتيات كي تداري على الرعب الذي ينشب بجسدها!.

***

"اللهم لك الحمد، اللهم لك الحمد".

تمتمت توحة بفرح وهي تمسد على ظهر البقرة التي عادت صحتها لها واستعادت الكثير من الوزن وها هي تتناول الطعام مرة أخرى أمام الجدة التي دمعت عيونها من الفرح.

أنهي عوض ورده اليومي من الصلاة على الرسول بنيه شفائها مثلما أمرته جدته وشكر الله وحمد فضله وهو يعيد المسبحة الإليكترونية لجيبه الخلفي.

"الحمد لله يا جدة والله لا أصدق كرم الله علينا".

"الحمد لله".

غمغمت الجدة بسعادة والتفتت لإبراهيم الشارد الذي رفع رأسه فجأة نحوها تأملته قليلا بعيونها الخبيرة فتوتر وتنحنح

"سوف أخذها الأسبوع القادم بإذن الله للسوق كي أبيعها".

ظلت نظرات الجدة معلقه عليه قليلا حتى صار العرق يسري على جبينه

"لا سوف نبيعها نحن لحم".

جحظت عيون إبراهيم بشدة

"ماذا؟!".

تجاهلته والتفتت إلى عوض تأمره

"أوكلك أنت يا عوض بهذه المهمة".

التحدي لمع بعيون عوض

"أمرك يا جدة".

***

"لا أصدق أن توحة سمحت لك بالمجيء؟!".

غمغمت تارا وهي تتجه إلى الشاطئ مع كل من ياسمين وتارا باليوم التالي ليلا

رسمت ياسمين شفتيها بخط واحد

"لم توافق إلا عندما علمت أن مديحة هنا ولن تدعنا نغيب عن ناظرها".

نظرت الثلاث فتيات للخلف ناحية أخ تارا الأصغر الذي يراقبهن عن كثب وأشار بإصبعيه على عينه أي بأنه يراقب جيدا، فالتفتت الثلاث فتيات إلى الامام وغمغمن بوقت واحد بالإنجليزية وشفه مرفوعة بقرف

"سخيــــــــــف!".

نقرت ياسمين على هاتفها بضع كلمات للصفحة خاصتها ومن ثم راسلت حميد بموقعها بالضبط والتقطت بضع صور لها مع الفتيات.

"أنا لن أصور الحفل".

شهقت تارا

"ماذا؟!، أنها فرصة رائعة لصفحتك لا تكوني غبية!".

هزت كتفها بلا مبالاة

"أريد أن استمتع بالحفل مع حميد وأن أنسى كل شيء بالعالم من حولي".

خطفت تارا الهاتف من يدها

"اتركي الهاتف إذا، أنا سوف أهتم بكل شيء".

هزت كتفها بلا مبالاة مرة أخرى

"أفعلي ما تشائين!".

التفتت خلفها، إيجاد حميد لن يكون بالسهولة التي تتخيلها الجميع يرتدي الأبيض والرؤية صعبه حقا!.

أنتفض قلبها سريعا باتجاه معين ولم يخطئ حدسها، ركضت على الفور بناحيته وهو الآخر انتهت حيرته ووقف فور أن رآها للحظة، ثم تقدم بخطي سريعة نحوها وما إن وجدته حتى القت بنفسها عليه بقوة متناسية كل شيء من حولها.

ضمها هو الآخر سريعا ودار بها عدة مرات ثم أفاق لنفسه وأنزلها أرضا لكنها رفضت ترك رقبته.

همس إلى جوار أذنها

"يا مجنونه فعلت ما برأسك".

نظرت له بعيون بائسة

"لم أرك حتى بالزيارة الماضية ولنا سته أشهر لم نرى بعض هذا ليس عدلا!".

أنحنى وركن جبينه على جبينها

"أعلم أسف جدا، أنهم قدري الذي لا مفر منه".

وضعت رأسها على صدره وذراعيه حولها تشعرها بالأمان من الرعب الذي بعثرة بها سامي والفقد للحضن والأمان بعد أن فقدت كل من والديها منذ أن كانت بالخامسة عشر.

"ياسمين هيا قبل أن يرانا أحد!".

أرتكن ذقنها إلى صدره وعيونها المرعوبة دامعة

"دعنا نهرب من كل هذا ونذهب لأستراليا ونتزوج.. اليوم".

هز رأسه غير مصدق

"أنتِ مجنونه كفاية لتفعليها.. أقسم أنك كذلك، هيا اتركي رقبتي نصف بلدتنا هنا!".

مطت شفتيها بإحباط وهزت رأسها موافقة لقد رأت الكثير بالفعل، وببطيء بالغ فكت وثاقها من حول رقبته.

"لا تنظري لي هكذا بتلك العيون البائسة سوف أخذك الآن لأقرب مأذون ونتزوج بالحال".

هزت رأسها موافقه بسرعة ثم تذكرت شيء

"أمم ألا يجب أن نعقده بالمحكمة؟، لا جواز سفر مصري لدي أتذكر!".

ضحك بشدة منها حتى عاد رأسه للوراء لقد صدقت المجنونة!، ضحكت هي الأخرى أخيرا والتفتوا إلى صوت نحنحة

"نحن هنا يا عصافير الحب!".

"مرحبا تارا، مرحبا هاجر".

ثم أمسك بيدها وأنسل من بينهم

"سوف نأتي لكم بالعصير دقائق ونعود".

غمغمت تارا غير مصدقة

"تبا كلما أراه أتذكر لمَ تتحمل ياسمين أمه وسخافتها".

"هل أزداد وسامة عن المرة السابقة؟!!".

نظرن لبعض ثم ضحكن كثيرا وتمايلن على صوت الأغاني الصاخب.

*

بدأت ياسمين والفتيات بالرقص الموسيقي عالية وممتعة والأجواء جميلة أنحني حميد يسألها

"متى الدخول للحفل؟".

"بالعاشرة".

"هيا لنجد مكاننا الآن لا أحب الزحام".

ظلت على حالها ترقص وتهز بأكتافها بميوعة بأن يفعل ما يشاء، ضحك كثيرا منها وضم رأسها وقبلها بشعرها طويلا

"مجنونه أقسم بأنك أكثر فتاة مجنونه قابلتها يا ياسمين".

هزت برأسها بنعم وهي على حالها ترقص بسعادة.

...

"يكفي يا سامي لا نريد مشاكل اليوم".

الشرر المطلق ينبثق من عيونه وهو يشاهدها ترقص وتمرح بحضن غير حضنه، نار تنهش بصدره وعيونه حمراء لا ترى سوى الدم.

تقدم وهو معمي بعد أن نفض صديقة عنه وذهب في اتجاههم!.

لوح أحد الشباب لحميد الذي أنحنى على ياسمين يستأذنها دقائق بسيطة فهزت برأسها بنعم.

"حميد كيف حالك يا رجل لنا مدة لم نرك".

"تعلم.. العمل يأخذ كل وقتي".

"التصميمات التي أرسلتها كانت عبقريه، هل أنت هنا من أجل الفرقة؟".

هز حميد رأسه بقله حيلة وأشار خلفه على ياسمين

"خطيبتي تعشق الفرقة".

فهز الآخر رأسه بقله حيلة هو الآخر

" أختي وخطيبتي تأمرن علي أنا الآخر وها نحن هنا!".

ضحكا كثيرا

"إذا لن نستطيع مناقشة التصميم هنا".

أرتفع حاجب حميد ساخرا

"لك قلب ميت حقا!، إذا ما سمحت لك أختك هل ستفعل خطيبتك؟".

ضحك كثيرا عليه

"غدا إذا عصرا سوف تكون فرصة رائعة".

"لا بأس اتفقنا".

تصافح الاثنان وإذا بوجه حميد يتلون لشيء آخر تماما

"هل تملك المال الكافي للمجيء لمكان مثل هذا يا ابن الرحايمة أم أنك تعيش عالة على خطيبتك؟!".

والتفت إلى ياسمين يرمقها بنظره جعلت حميد يمسك بتلابيبه على الفور

تدخل صديق سامي على الفور

"يا شباب لا داعي لذلك حقا".

وكذلك صديق حميد خاصة وأنه من البلدة ويعلم تماما العداوة بينهم جيدا، البلدة بأكملها تعلم الفضائح التي أثارها سامي وتعقبه المستمر لياسمين، الفتاة الأجنبية الوحيدة بمدينتهم الصغيرة والتي أختارات (حميد) الغير موجود على خريطة شاب المدينة بالأساس!، كي يكون زوجا لها دون عن كل من حاول التقدم أو التودد لها.

لم يستطع صديق سامي السيطرة على هياجه، فأنقض سامي يمسك برقبه حميد يقربها له بالقوة يبث السم بأذنه رغم أن الواقفين يحاولون فض هذا العراك

"لست لها يا ابن حميدة تعلم ذلك جيدا لن يمسها غيري!، أخبرتها بذلك جيدا البارحة ألم تخبرك؟!".

نطحة حميد برأسه فغرق وجه سامي بالدماء على الفور الذي نزل من أنفه بغزارة لكنه ومثل كل مرة أبستم ابتسامة سامة وضحك عاليا!.

أتت ياسمين على الفور تركض حينما لمحت أحد يمسك بحميد يمنعه وقد خمنت على الفور سبب العراك!.

"هميد لاااااا".

صرخت بجزع أثناء ركضها فالتف سامي ينظر لها بشر غير مصدق أنها تكن لهذا الشيء أي مشاعر، صرخت بالإنجليزية بأن يتركه لشدة توترها وجذب صراخها بعض الحضور أضطر حميد للتراجع وأخذها وهو يتوعده بأنه لو رأه مرة أخرى ستكون آخر دقيقة بعمرة وجر ياسمين وذهب سريعا.

ما إن ابتعدوا عنهم حتى وقف وصرخ بياسمين يوجهها ناحيته

"لماذا لم تخبريني بأنك رأيته".

من بين بكائها الشديد صرخت

"لأنني كنت اعلم بأن هذا تماما ما سوف يحدث".

مسحت وجهه من الدماء غير عابئة بغضبة إل انها أطمئنت وهدأت ما إن علمت أن الدماء تخص الوغد لا حميد.

بدأ الحشد الضخم بالتحرك لمكان الحفل ودموع ياسمين تتساقط بشدة كل ما أرادته التمتع بفرقتها المفضلة كي تبتعد قليلا عن الهموم والضغوط التي تواجها يوميا لكن لا يبدوا أنها سوف تسعد بشيء حقا يوما ما!.

ظلت تضم نفسها وتحاول كبت البكاء وكل من هاجر وتارا يقفان بعيدا يشاهدون ما يحدث مكبلين الايدي لا يريدون التدخل بينهم.

ظل يجيء ويذهب وهو يلعن أكثر من مرة ثم أخذ نفس عميق مرة واحدة ومرر أصابعه بشعرة الأسود بقوة يكاد يقتلعه ثم التفت لها أخيرا، ليس ذنبها يعلم لكن ليس بيده شيء.. يفقد أعصابه رغما عنه، توجه ناحيتها أخيرا مقبلا شعرها مطولا بقوة.

نظرت له ببؤس ومن بين شهقاتها

"لنتزوج بآخر الشهر لن أحتمل ثلاث أشهر أخرى بهذا التوتر لنضع حدا لكل شيء".

هزا رأسه موافقا إياها

"لنتزوج آخر الشهر".

غمغم هامسا بصوت أجش ومن ثم أخذها وذهب ناحية صديقتيها وأشار لهم كي يتقدموا كي يذهبوا لمكان الحفل.

*

الحماسة اشتعلت بالأجواء حالما صعدت الفرقة على المسرح قدمت بعض من الأغاني الحماسية إلا ان ياسمين لم تتفاعل سوى بعد أغنيه (Believer) لقد كانت تعشقها بدأ الجو يعود محبب بينها وبين حميد مرة أخرى وتتمايل بمرح مع الفتيات شعرها الطويل الخلاب المموج يتراقص مع مرحها وحميد يتابعها بشغف غير مبال بالحفل أو الحضور، كل ما يهم هو سعادة ياسمين، النظرة بعيونه جعلتها تعود له لتهمس له بحرارة

"أحبك".

أسند جبينه على جبينها

"أه يا ياسمينة الروح منك أه".

لم تسمعه من شدة الصوت الصاخب حولهم لكنها قرأت شفتيه وتعلم جيدا ما قاله، بلغت الحماسة أشدها وقد خلع (دان رينولدس) القميص خاصته لسبب غير معلوم بكل حفلاته!.

بدأت موسيقي أغنيه الرعد تصدح بالهواء وأزاد الصراخ على الفور لقد كانت الأغنية المفضلة لياسمين لكن يبدوا أن الجميع يفضلها من الفرقة

تناست ياسمين كل شيء تغني مع الفرقة المحببة إلى قلبها وقد تنحى أي شيء أخر بحياتها بتلك اللحظة، فقط الكلمات تنساب من حولها وتلفها تأخذها لعالم آخر لمكان غير المكان وزمان غير الزمان.

Just a young gun

with a quick fuse
I was uptight,

wanna let loose

فقط مسدس صغير

مع فتيل سريع

كنت متقلب المزاج

وأريد أن ارتاح


I was dreaming

of bigger things and
Wanna leave my own life behind

كنت أحلم بأشياء أكبر

وأريد أن أترك حياتي هذه خلفي


Not a "Yes, sir",

not a follower
Fit the box, fit the mold, have a seat
In the foyer, take a number
I was lightning before the thunder

(thunder)

لا أقول نعم سيدي

لست تابع

يتناسب مع الصندوق

يتناسب مع القالب

لدي مكان بالردهة

خذ رقم

كنت مثل البرق قبل الرعد

رعد رعد رعد

Thunder

صراخ الحضور بكلمه الرعد متواصل والحماسة اشتعلت على أوجها وياسمين كانت تحررت من كل شيء تندمج بالغناء هوايتها المفضلة.

رقصت مع حميد كل شيء تلاشي من حولهم لم يبقي فقط سوى الحب والالحان التي تلفهم من كل جنب.

***

بعد ثلاثة أيام

"اللهم أرفع عنا سخطك ومقتك يا ارحم الراحمين".

غمغم عوض يضرب كفيه بينما عبد الجبار غير مصدق

"يدفعون كل هذا المبلغ لبضع ساعات من أجل هذا الصداع؟!!!، يا مثبت العقل والدين؟!".

لوح عوض بغضب يكاد يكون يصرخ

"يقولون بأن نصف أبناء بلدتنا كانوا هناك، هؤلاء هم أنفسهم من يعطونني خمسون جنيه كل شهر ويشعرونني بأنهم يكادون يقتطعون المال من لحمهم، حسبي الله ونعم الوكيل، اليس الارامل واليتامى أولي بهذا المال دفعوه في الذنوب والسيئات هكذا بمنتهي البساطة لقضاء لليلة؟، أين الرحمة يا عالم؟!!!".

أغلق إبراهيم أسود الوجه هاتفه موقع التواصل لا حديث لها سوي الحفل خاصه مدينتهم الصغيرة وصفحتها الإليكترونية تقريبا أبناء كل كبار البلدة كانوا هناك ولم يكن هناك من عائلتهم سوى ياسمين وحميد، أنهم ليسوا بذلك الترف والبذخ الذي يمكنهم من أشياء كتلك، وقطعا كسرت ياسمين كل الحواجز والخطوط التي وضعها لها برقصها بين أحضان حميد.

قسما بالله سوف يضربه حالما يراه ضرب مبرح إلا أن يظهر له صاحب!.

كل من بالمنزل كان يتعامل مع الحدث بطريقته الفتيات الصغار ازددن حقدا وبغضا لياسمين التي تنال اصعب وأجمل الأشياء ووالد حميد تفاخر وسط أقرانه بأن أبنه كان مع أولاد كبار البلدة لأن هذا هو مكانه الطبيعي، حميدة لا تهتم سوى لأن حميد لم يأخذ الاذن منها وصبت جام غضبها فوق ياسمين لأنها السبب بأن يغضب الجميع منه.

"أنت من وسوس له بهذه الفعلة".

عبد الجبار وإبراهيم يخاصمونها لكن نظرات إبراهيم مخيفة!، حتى ورد تنظر أرضا ولا تتحدث معها وحينما غضبت منها تمتمت ورد بخجل

"أنه لا يحل لك كي ترقصين معه بهذا الشكل، هذا ذنب كبير يا ياسمين!".

الإحباط والبؤس يخيم عليها والكل بالمنزل يتعامل معها بغرابه لم تعتد هذا منهم أبدا، لم تعتد سوى الدلال.

دلفت لغرفه توحه بإحباط، تقريبا أخر شيء جيد حدث لها كان الأغنية الشاعرية التي عاشتها مع حميد ومنذ أن عادت والمصائب حرفيا تحيط بها من كل جانب، هاتفها كل من فليب وفيلادلفيا، صديقان جيدان لها ويعملون أيضا بالمطعم مهاجران من أمريكا منذ عدة سنوات وتثق بهم كي يساعدون جون خالها لإدارة المطعم التي تتشارك به مع خالها.

لكن الأخبار التي قدموها لها قضت عليها تماما!.

 لم يدفع خالها للموردين منذ أسبوعين.

 والمطعم بفوضى تامة!.

 كما أن فيليب وفيلادلفيا لم يتقاضوا أي راتب

ولم يشاءان أزعجها بالبداية ظنا منهم أنهم سوف يسيطرون على الموقف، لكن جون فاقم كل شيء وتجاوز كل الحدود حين أخذ المال المخصص لدفع الرهنية الخاصة بالمنزل خاصتها التي ورثته عن والدتها، مما اضطرها إلى ارسال النقود لهم كي يسددوا بعض النفقات المتراكمة ورهن المنزل مما تركها دون سنت واحد.

كل النقود التي ادخرت من أجل حفل الزفاف التي لطالما حلمت به ضاعت، حتى أنها لم تنتهي من شراء أغراض العرس بعد.

بالساعة الثانية عشرة ظهرا بتوقيت القاهرة أصبحت ياسمين رسميا مفلسة تماما ولا سنت واحد بداخل الحساب، حاولت تجميع أنفاسها وتنظيمها كي تحاول لملمه أي شيء والبحث بالحساب الخاص بمواقع التواصل إلا أنها اكتشفت بأن الحساب موقوف منذ ثلاث أسابيع ولم تكن كانت انتبهت للرسالة التي أرسلتها لها الشركة، مفلسة تماما وبلا عمل وحسابها معلق إلى حد غير معلوم.

ترتدي بيجاما رياضية لبنيه وشعرها مكوم بكعكه عملاقة فوق رأسها دلفت لغرفة توحة بعد أن بكت وصرخت بكل طاقة لديها ولم يعد لديها شيء آخر تفعله.

"اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يا الله".

غمغم عوض بصوت غاضب حالما دلفت ياسمين للغرفة ومن ثم غادرهم بغضب بالغ، نظرت في اثرة نظرة لا مباليه، ومن ثم دلفت تمرجح يديها ونظرتها خالية من الحياة، انحنت أرضا ثم أضجعت على ورك توحة، نظرات الغضب تنبعث بقسوة من كل من عبد الجبار وإبراهيم فالتفتت للناحية الأخرى وأغمضت عيونها.

ارتسم فم الجدة بخط واحد تطيب خاطرها وتمسد على رأسها، عاتبتها على ما فعلته مع حميد من تجاوز، لكنها تحاول التفاهم مع طبيعتها الخاصة والبيئة التي نشأت وتربت بها مختلفة تماما عن هنا لا يفهمها رجال المنزل.

غادر عبد الجبار بغضب وكذلك إبراهيم غفت ياسمين رغما عنها ودموعها تتساقط على حجر الجدة لكن الجدة لم ترها.

صوت البحر يضرب بأذنها بقوة والهواء يبعثر ملابسها، عادت لمنزلها بأستراليا ربما هذا هو الحل فقط السفر والابتعاد عن كل شيء، لن يتفهموها هنا على أي حال، لن يحدث لطالما كانت مميزة من أجل والدها ومكانته لديهم ليس إلا، الكل بلا استثناء يحاول تغيرها لا أحد يتقبلها كيفما هي، وهذا يقيدها كثيرا ويرهقها طوال الوقت.

"لا أحب ان أراك هكذا!".

التفتت بسرعة بلهفة وأخيرا رأته

"لقد كذبت علي".

تقدم بخطوات واثقة بطيئة

"أحقا فعلت؟!".

"كل شيء صعب جدا، كل شيء معقد، لا أستطيع استيعابهم ولا هم يستطيعون ذلك، أشعر بأنهم يتنازلون كثيرا بالفعل".

"أنت ذكية بإمكانك التعامل معهم ياسمين".

تساقطت دموعها بقوة بالغة وأزداد البحر كذلك هياجا

"لقد تركتني وحدي لم يكن هذا عهدنا".

صرخت عليه بقوة

"لقد هيأتك جيدا لهذا اليوم لا تلومين إلا نفسك!".

حاولت الذهاب نحوه فقط كي تضمه مرة أخرى لقد اشتاقت له كثيرا

لكن الرمال تكتلت على قدمها ومنعتها من الحراك

"أنا ضعيفة وأحتاجك كل شيء يضيع من بين يدي سوف أصبح نكرة!".

تقدم خطوتين أكثر منها

"لا هذا غير مقبول لطالما كنت استثنائية وقوعك بدور الضحية غير مقبول يا ياسمين".

صرخت بقوة

"هذا كلام فارغ أنت تركتني وحدي!".

رفع ذراعيه بقله حيلة

"لم يكن بإرادتي تعلمين جيدا أنه رغما عني!".

صرخت بعلو صوتها

"إذا كف عن حشر رأسي بالهراء الخاص عن كوني مميزة واستثنائية!، أنا مجرد فتاة سخيفة عادية!!".

أنزل ذراعيه بإحباط بالغ

"مصرة على العيش بدور الضحية مرة أخرى، أنا أعلم ما أرى جيدا ورأيت بك الإمكانات اللازمة كي تكوني أكثر من استثنائية، عيشك الإنكار لن يفيد بشيء".

صرخت بقوة بوجهه

"لا لا كف عن هذا الهراء لااااا".

*

"ياسمين بنيتي.. أفيقي.. أسم الله عليك ما بك؟".

استيقظت تسعل كثيرا إلى أن شربت المياه من الآنيه الفخارية الخاصة بالجدة

"ماذا هناك يا ياسمين ما الذي تخفينه علي؟".

نظرت لها لبرهة لا يمكن أن تخبرها بأنها مفلسة تماما الجدة شغلها الشاغل أغراض الجهاز وفقدانها للمطعم والمنزل بعد تعب دام خمسه وعشرون عام سوف يكسر ظهر الجدة.

"لا شيء".


يتبع ...


تكمله الفصل السادس

إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال