حكايات بيت الرحايمة_الفصل العاشر_ج1 بقلم هالة الشاعر

 

الحكاية العاشرة
عهود ياسمين!!! 

(1)

 

نظرت توحة بقلق بالغ للوردة الحمراء الموجودة بأخر زاوية من غرفتها، الوردة ذابلة منذ البارحة ولا تعلم سبب لذلك!.

"سترك يا رب!".


حكايات بيت الرحايمة_
حكايات بيت الرحايمة الفصل العاشر ج1 بقلم هالة الشاعر


دعت توحة ربها سرا بالستر والصلاح، وذهبت بقلق كي تسقيها لمست بتلاتها بحزن بالغ ورقة شديدة وكأنها وليد عمره دقائق فقط

"ما بك يا غالية ما بك؟، لا تؤلمي قلبي عليك حلفتك بالله!".

حدثتها بأسي بالغ، شيء ما ينبئها بالسوء بسبب ذبول الوردة، دلف عبد الجبار لها يسرع كي يأخذها للحفل وقد رآها تحدث الوردة فذهب لها على عجله لكنها لم تنتبه له أبدا.

"يا توحة دعك منها الآن تأخرنا ثم أن هذه الأوراق ذابلة عليك بفركها...".

حالما مد يده صرخت به وضربت يده وقد عجب منها عبد الجبار لعنفها البالغ والغير مبرر، دلف جلال بخطوات سنه الكبيرة وهو يتابعهم بحاجب معقود ونظرة غاضبه.

دلفت حميدة هي الأخرى تصرخ بحرقة بأن ياسمين أهدرت الكثير من المال أرضا وأنا هذا لا يرضي أحد، غادرهم عبد الجبار قبل أن يعلق معها وتجهز للذهاب لمكانه المخصص بالعرس.

ضربت توحة العكاز بالأرض وصرخت بنبرة جعلت حميدة بجبروتها ترتعد خوفا!.

"أقسم إن لم تخرجي أنفك اللعين هذا من حياتهم يا حميدة لأذيقك الجحيم ألوان!، لقد صبرت طويلا على حماقتك ونفذ كل صبري!!".

ورفعت يدها للأعلى وسبحتها تتدلى منها وعيونها دب فيها سلطة وتحذير لم ترهم حميدة قط!.

"أقسم بالله أطردك أنت والغبي الذي زوجتك إياه شر طرده من المنزل وأجعل البلدة كلها تلوك بسيرتكم الوسخة أذهبي من أمامي في الحال!".

انتفضت حميد وخرجت صافقة الباب خلفها، حاول جلال الوقوف مفرود الظهر قدر استطاعته ونظر للوردة فوقفت فتحية أمامها وكأنها تريد حتى حمايتها من نظرة جلال لها وزمجرت به بقرف بالغ.

"لا تستحق حتى أن تناظرها بعيونك الوقحة النجسة!".

هز رأسه غير مصدق

"كل هذه السنوات ولم تسامحيني يا فتحية".

رفعت يدها أمام وجهها تضع أصبعها على فمها وكأنها تقسم.

"ولن أسامحك حتى أذهب إلى القبر".

ثم أشارت حيث ذهبت حميدة

"وأعلم أن تلك البذرة العفنة الفاسدة بذرتك وحدك يا ابن بهية".

ثم القت بعكازها بقرف بالغ وغضب أرضا

"هاك، صحتي أفضل من عشرة مثلك ولا أحتاج إلى عكاز كفاني تمثيل كي أراعي مشاعرك، لا تستحق ذرة من الشعور".

القرف والاشمئزاز هو كل ما كان مرتسم على وجه فتحية التي رفعت ظهرها وسارت بهيبه إلى خارج الغرفة بينما جلال كاد أن يسقط من نبرتها التي لم يسمعها من قبل قط، لولا أن نجح وتمسك بنحاس السرير العتيق خاصته على الفور.

***

وقف أسفل السلم ينتظرها ببذلته الجديدة، شعرة الحريري ممشط للخلف وكذلك شاربه هذبه ومشطة بعناية بالغة لم يتأنق كل هذا التأنق بعرسة لكن عرس ياسمين ليس مثل أي عرس!.

نفذ الهواء من رئتيه وهو يراها قادمة،

بهية

راقية

 ملوكية

 وبسيطة!

 ليست مثل أحد

 نساء العالم بكفه وياسمين بكفة وكفتها هي من تربح وتغلب بكل مرة!.

حالما أصبحت أمامه ناظرها بأنفاس مقطوعة

"لم تمرري يوم عرسك حتى دون إحداث زوبعة؟!".

غمغم بصوت هادئ

"تؤ".

همست ببساطة الانهاك والبكاء بادي قليلا على وجهها، همس هو الآخر

"خيرا فعلت".

ثم أنزل طرحتها على وجهها لكن ليس قبل أن يناظرها قليلا ويتشرب كل شيء يستطيع أخذه من ملامحها وأخيرا سمح للطرحة بالسقوط على وجهها.

رفع ذراعه كي تتأبط إياه وتمسكت ياسمين به على الفور

"حقا هل أبدوا لك جميلة؟!"

"لم ترى عيناي من هي أجمل منك بعد".

الصدق الخالص بعيونه وصوته دفع بياسمين إلى الأمام وقد هدأ توترها قليلا ارتسمت بسمة جميلة على شفتيها ونظرت للأمام مستعدة لأجمل يوم بحياتها الجديدة، مستعدة لقضاء أجمل وقت بحياتها ... ليلة العمر.

***

وصلت أخيرًا بعد سبع ساعات من الركوب بالعربة فتحت شاشة هاتفها كي تراجع عنوان زوجها الذي لم ترى له يومًا منزلًا أو أهلًا!، ذهبت إلى المنزل بعد أن ذكرت العنوان للشاب الذي يقود المركبة، هز رأسه على الفور قائلا بحماس

"بالطبع أعلمه، ومن لا يعلم بيت الرحايمة بالبلدة؟!".

سار التوكتوك ورعبها يزداد ليس من الطريق الغريب عليها كليا ولكن من رد فعل حميد، ما الذي سوف يفعله إذا رآها؟!.

وقف أخيرا أمام المنزل الذي يحوي ساحة كبيرة موجود بها خيمة مزينة بالورود والانوار الصغيرة الراقية، ظنت بسذاجة بأنها سوف تتخفى مع الحضور وتدلف إلا أن هناك حارسي أمن أمام ساحة المنزل سألها الرجل بريبة

"طرف العروس أم العريس".

غمغمت بألم

"ز .. العريس"

زوجي العريس زوجي!

صرخ عقلها بهذه الجملة مرارا وتكرارا

"الدعوة من فضلك لا دخول دون دعوة".

تحطمت أمالها حين فشلت بالدخول ودب الرعب في قلبها ولا تعلم السبب لكنها هرعت بعيدا وركبت بأول مركبة وسألت السائق بأن تأخذها لأي مطعم أو مقهى صغير تستطيع الجلوس به.

وها هي بأبعد طاولة تنزوي عن الجميع تنهمر دموعها أكثر من أي وقت مضي تراقب العرس من شاشة هاتفها!.

الكاميرا تصور بالجو المنزل والخيمة من أعلى، ثم بدأت بالنزول رويدا رويدا إلى أن وصلت إلى مدخل الخيمة، دلفت فتاة صغيرة جميلة بفستان ابيض قصير وشعر مموج كثيف ترمي بالورود أرضا وابتسامة خجول تزين وجهها إلى أن وصلت إلى آخر الممر ووقفت إلى جوار رجل ضخم البنية بشكل مبالغ فيه.

  ربت عليها بحنان يتناقض مع هيئته الخشنة، ثم دلف شاب وفتاة تبدو أجنبيه وشاب أخر وفتاة صهباء إلى جواره وهكذا دلفوا أصدقاء العروس ورقيه تعصر المنديل الذي ابتل تماما من دموعها.

عرس خيالي أمام الناس لا بالسر مثلها، مكانها السر.. سوف تموت وتحيا بالسر!.

أخيرا أتت الكاميرا على وجه حميد

جميل

وسيم

 أنيق

خاطف للأنفاس!

 تسارعت ضربات قلبها بقوة وعنف وتمنت بشدة لو تخطفه وتهرب من هذا الجحيم نظره التوق والشوق بعيونه لدخول عروسه كانت وكأنها طعنه خنجر مسوم دق مباشرة إلى قلبها!.

****  

"المراسم راقية جدا، حديث أهل البلدة كلها".

غمغمت فتون وهي وتقلب هاتفها أمام أخيها المحبوس

وقف وأمسك القضبان الحديدي الذي حاول فتحة بكل قوته البارحة وقد فشل تماما وسلبت كل قوته وهو يصرخ بإنهاك

"دعيني أخرج يا فتون قبل أن يفوت الأوان لازال هناك فرصه!".

نزعت نظارتها الخفيفة وصرخت بوجهه

"أي فرصه أيها المختل؟!!،

لقد عقدوا قرانهم وساعة أو اثنين وتصبح زوجته بكل معني للكلمة، أفق من ذلك الوهم والاختلال الذي تعيشه منذ سنوات والدنا يعد العدة من أجل الانتخابات القادمة لا تكن متخلف عقليا وتضيع كل شيء من بين أيدينا؟!!!".

فتحت الهاتف بوجهه من أجل عرض فيديو نزل منذ ساعة تقريبا على صفحة ياسمين

"أنظر.. أنظر لتلك الفتاة وسعادتها والعهود التي تلتها، هل تبدو لك فتاة تستسلم وتتخلى عن حب حياتها؟!، لقد تركت العالم كله وأتت لتلك البلدة الغير موجودة على الخريطة من أجله، أفق سريعا من هذا الوهم!".

صراخ فتون لم يؤثر به البتة بل هي.. رؤيتها هي

تدلف من بين ستار رقيق بذراع إبراهيم بفستان رقيق جدا من الساتان يلتف حول قدها الممشوق، وسيرها برقي وكأنها بممر للملوك مرفوعة الرأس تنظر باتجاه حميد منذ أن دلفت للقاعة.

 سلمها إبراهيم أخيرا لحميد وإن كان على مضض ضحكت ياسمين وربتت على ذراع إبراهيم تشكره.

رفع حميد الخمار الرقيق من فوق رأسها مبهور سعيد مفتون وقد نال جائزته أخيرا بعد صبر طال سنوات كثيرة، قدمهم عبد الجبار وعلى عكس ما أعتقد عبد الجبار لم يشعر بالسخف بل كان سعيد لسعادة ياسمين ولأنه قدم لها العرس الذي تحلم به منذ سنوات طويلة، السعادة والحب الذي يشع منها انعكس على عبد الجبار الذي غمغم بالكلمات التي حفظها مسبقا يعلن للجميع زواجهم.

تلت ياسمين عهودها تتعهد له بالإخلاص والحب الابدي وأن تكون له أكثر من رفيقة درب بل تؤم للروح دواء لجروحه وهو الآخر تلى عهوده لكن كانت مهزوزة لم تكن بثقة وصدق ياسمين أنتبه إبراهيم وعبد الجبار لذلك جيدا وكذلك توحة الجالسة بأول صف تراقب فرحة حفيدتها الغالية كثيرا على قلبها.

ياسمين غالية لأنها تحبها بصدق تتخذ منها صديقة بحق وليس مجرد إرضاء وبر من أجل كسب ود الجدة لصفها مثل معظم الاحفاد.

تستطيع فتحية بعد كل هذه السنوات أن تفهم وتعي الحب الحقيقي النابع من القلب.

ناولت نسيمة الصغيرة العروسان الخواتم وعبد الجبار ونعمات لم يكونوا يوما أكثر فخرا وإعزازا مما كانوا عليه في هذا اليوم بصغيرتهم، تعالت زغاريد نعمات الواثقة العالية وتبعها نسوة البيت.

ضحكت ياسمين كثيرا لهم سعيدة بتحيتهم وحبهم، عرسها الغربي بنكهة شرقية ممتازة مثلما أرادت تماما لم تفترق هي وحميد وأنحني هو وقبل جبينها بكل حب وتأبطت ذراعة بحماس بالغ متشوقة لبدء مراسم الحفل معه والسعادة البادية على وجهها لا يخطئ بها الأعمى!.

"لا لا لا".

صوته منهك متعب إلى أقصى درجة يهز رأسه غير مصدق ويضرب برأسه في القضبان ببطيء

مرة

والثانية

 والثالثة.

وانفجرت المفرقعات النارية تدوي بشدة في سماء البلدة رفعت فتون رأسها بإجفال لا يمكن رؤيه السماء من هنا مطلقا فهم بالطابق السفلي، صوت المفرقعات عاليا جدا وكثيرا.

"يبدوا أن الحفل أنتهى".

غمغمت فتون بهدوء

نظر سامي بجنون للأعلى يبحث بشدة عن شيء لا تعلمه فتون وكأنه يستطيع رؤية شيء لا تعلم ما هو!.

ثم أزداد في الصراخ والهياج

"لا لا  لااااااااااا".

إلى أن أغشي عليه!.

***

"هيا جون لا تخبرني بأنك لم تصطحب سوى زجاجة شمبانيا واحدة هذا مستحيل".

نفخ جون الهواء بحنق

"لا تذكريني كيارا ارجوك ليس لديك أي فكرة كم كلفتني تلك الزجاجة أذخرها منذ عام لمناسبة جيدة وأتي ذلك غريب الاطوار وسكبها بلحظات، علي أن أجعله يدفع ثمنها".

غمغم جون بغضب من بين اسنانه وهو يراقص كيارا بحفل الزواج، ضحكت كيارا بشدة حتى عادت رأسها للخلف وقد تذكرت ما حدث البارحة بالحنة أتى جون بالزجاجة ووقف بمنتصف الصالة وضرب عليها ينوي رفع نخب من أجل ياسمين.

أنحنى عوض على ياسمين يسألها بريبه

"تلك الزجاجة حلال اليس كذلك؟ ذاك النوع الذي يصدر فوران ليس إلا؟!".

امتصت ياسمين شفتها السفلى وزاغت حدقتيها يمين ويسار

"لا أعتقد أنها من النوع البريء!".

غمغمت بهدوء قدر استطاعتها فالبراءة وجون لا يجتمعون بجملة واحدة أبدا!

جحظت عيون عوض

"هل تقصدي أنه يمسك خمرة هنا في منتصف بيت أل الرحايمة الشريف العفيف على مدار الأجيال؟!!!!".

امتصت ياسمين شفتيها بخجل مرة أخرى

"أنها شامبانيا على وجه التحديد!".

صرخ عوض بوجهها حتى فزعت للخلف

"ويحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك!!!!".

ركض عوض ناحيته بسرعة وهو يصرخ

"هلكنا ورب الكعبة!!!!"

ونزع الزجاجة من يده بالشال الذي كان ملقى على كتفه وسكبه كله أمام باب المنزل بالتراب وسط هلع جون وكيارا على زجاجة جيدة كتلك وعاد وسحب الأكواب منهم وسكبها هي الأخرى!.

ضحكت ياسمين بشدة غير مبالية بغضب جون لقد سكب والدها له زجاجات عندما كان يعيش معهم تبلغ قيمتها ثروة صغيرة، وجون على حاله لم يتعلم الدرس!.

هزت كيارا رأسها تضحك بشدة على جون الغاضب ثم غمغمت له تهمس

"حسنا لن أنكر أنه غريب الاطوار!"

ثم انفجرت ضاحكة بشدة

"لكنه خفيف الظل هل رأيت كيف كان يركض؟!، أه المشكلة أنني أشعر بأنني بحاجة إلى شراب ما، عرس يعني شراب!!".

نظر جون ناحية بغضب وهو يراه قادم نحوهم وبيده كأسين من الشراب

للوهلة الأولي همست كيارا باستغراب

"نبيذ!".

فهي تعلم أن ياسمين لا تمس الشراب بيدها حتى، كيف لعوض أن يحمله إذا؟!.

ثم حينما أقترب ورفعت الكأس بالنور علمت على الفور أنه ليس كذلك، رفعت الكأس على فمها بحذر ثم تجرعته كله دفعه واحدة ونظرت لعوض الفخور بنفسه لسبب لا تعلمه.

"أنه مجرد عصير وليس شراب!، أعترف أنك خدعتني لوهلة بلونه".

جمع عوض بعض من الكلمات التي علم معنها وتحدث بلكنه عجيبة

"أنه كركدية أسواني فخر صناعة مصر وجيد من أجل الضغط".

ورفع أصبعه أمام وجهه وكأنه يقسم وتحدث بحمية

"ولا يغضب الله!".

هزت كيارا كتفها بأنها لا تمانع وأعادت له الكأس

"هلا أتيت لي بواحد آخر".

سعد عوض كثيرا وعاد بسرعة كي يملئ كأسها تلفتت كيارا حولها ونظرت لسلفيا بحسد كونها تستمتع بوقتها كثيرا مع رفيقها

"المحظوظة القصيرة اللعينة!".

يقف من بعيد يراقب ابنه وتلك الفتاة بيده بنار هوجاء تحرق بصدره

حينما دلفت جحظت عيونه على الفور لم تكن ياسمين لم تكن هي البتة!

بل جيسي زوجه أخية التي قلبت بلدتهم رأسا على عقب قديما عادت للحياة مجددا وزفت هذه المرة إلى ابنه!.

وحميدة هي الأخرى حالما رأتها بهذا الثوب نار الحقد والغل القديمة غارت وفارت بصدرها بشدة وكأن غريمتها عادت للحياة من جديد بعد أن تخلصت منها بمعجزة!.

نظرت لها أختها التي تجالسها على نفس الطاولة وتراقب شباب العائلة يرقصون وارتفع حاجبها بسطوة وحقد.

"سوف ننفذ ما اتفقنا عليه"

"عين العقل يا حميدة عين العقل يا حبيبتي صحيح أن لا أحد يفعل ذلك هذه الأيام لكن جنسيتها وظروفها مختلفة تماما عذرك معك يا أختي".

هزت رأسها باقتناع مزيف لا يهم تماما سوف تشعل توحة المنزل لكنها تريد كسر عينها وسحقها تماما لقد جعلت منها الأيام الماضية أضحوكة ونفذت ما برأسها وعليها بدفع الثمن!.

عادت خالة حميد بكرسيها للخلف ووكزت ابنتها كي تذهب حيث الشباب يرقصون ويتحدثون، بينما عبد الرازق أشار الي ابنته علياء

"أتبعي خالها وصديقتيها كظلهم وإذا علمت عنهم أي أخبار تخص ياسمين أو تخصهم أخبريني في الحال".

نظرت علياء لهم ثم هزت رأسها لوالدها بثقة وانصرفت.

*** 

يتبع .....

تكملة الفصل 

لينك بوست الفيس بوك

 

إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال