حكايات بيت الرحايمة_الفصل التاسع_ج2 بقلم هالة الشاعر

 

حكايات بيت الرحايمة 
الحكاية التاسعة 
(عرس ياسمين)
(2)



انتهت خبيرة التجميل من تزين وجه ياسمين أخيرا وكذلك مصففة الشعر، رشت المثبت الخاص بالمكياج على وجه ياسمين وناولتها المرآة كي ترى التحفة الفنية التي رسمتها لكن لم تظهر ياسمين أي اعجاب أو نقد حتى بل وجه خشبي صلب.



لم ترد ياسمين خبيرة تجميل لكن حميدة فرضتها عليها، استخدمت حميدة نقود والدها الحاج حميد الكبير للزهو والتكبر والتفاخر، أرسلت لخبيرة التجميل الشهيرة تلك كي تتحدث نساء البلدة عنها وعن مقدرتها المادية وانتقائها للأفضل وخبيرة التجميل كانت سعيدة بالتعاون مع ياسمين كونها مؤثرة شهيرة هي الأخرى على مواقع التواصل لكن ياسمين لم تظهر أي ترحيب بها لأنها فرضت عليها باللحظات الأخيرة.

"آسفة ولكنني أريد البقاء لوحدي قليلا".

انزعجت خبيرة التجميل من بروده ياسمين وسألتها إن لم يعجبها شيء بإمكانها التغير على الفور لكن ياسمين أصرت على موقفها بأنها تريد البقاء وحدها.

خارج الغرفة احتارت صديقاتها كثيرا بعد الحنة خاصتهم مساءا دارت الأرض بياسمين وازداد معدل ضربات قلبها بسرعة ومكثت بحضن الجدة إلى أن غفت وما إن تحسنت حتى صعدت ونامت على الفور وما إن استيقظت حتى تشاجرت مع حميدة بشأن خبيرة التجميل شأنها شأن كل شيء آخر مر بتلك الزيجة.

غمغمت هاجر

"سوف أنزل لتوحة".

نزلت على الفور وبالداخل أمسكت ياسمين بصدرها بألم وبحثت بيت مرتعشة عن ساعة يدها الذكية وضعتها على معصمها وبالفعل وجدت بمعدل ضربات قلبها زيادة مخيفة لم يحدث لها هذا الأمر من قبل قط!.

"ياسمين كل شيء سوف يكون بخير حميد يحبك ولن يحزنك وسوف يسامحك على الماضي بالتأكيد.. لن يحدث شيء لا تقلقي".

حدثت نفسها بالمرآه محاوله ضبط تنفسها المهتاج

"هذه ليست أنا تلك الملامح السخيفة الباردة كالأسمنت لا تنتمي لي".

دلفت توحة بقلق تلهث من صعودها السلم لتجد ياسمين منهارة بالبكاء شهقت الفتيات وخبيرة التجميل لوجهها الذي تدمر تماما حالما رأت توحة بكت بشدة

"هذه ليست أنا.. هذه ليست أنا أنا لا أراني توحة بالمرآه"

هدأتها توحة وأغلقت الباب عليهم بعد أن أخرجت الجميع للخارج

"أ أشعر بأن هناك شيء خاطئ أفتقدهم بشدة.. أنا  أنا أريدهم إلى جواري بهذا اليوم خططنا أنا وجيسي لكل شيء.. هناك شيء سيء سوف يحدث لا أدري أنا أفقد أعصابي".

بكت بشدة على كتف جدتها بقلب ملتاع وهمست من بين شهقاتها

"أخبريني بأن حميد لن يؤذيني وأن كل المشاكل سوف تنتهي فور زواجنا".

ربتت الجدة على وجه ياسمين

"المشاكل لن تنتهي يا ياسمين، لكنك أنت من سوف يصير أقوى لمَ الحزن يا قلب ستك؟ أسم الله عليك!، لقد حسدتك النسوة البارحة لأنك رقصت وكنت سعيدة جدا هذه عين يا ياسمين عين يا بنيتي لا تسمحي للشيطان بأن يوسوس لك!".

عضت ياسمين شفتها وخجلت بشدة من أن تخبرها مخاوفها الحقيقية، علم الجميع بانهيار ياسمين وتسربت الأخبار لحميد هو الآخر الذي أتى راكضا إلى الأعلى.

طرق الباب ودلف ليجد الجدة وياسمين وجهها ملطخ ومحمر بشدة وقد فقدت رباطة جأشها تماما حالما رأته تأوهت بشدة

"أه حميد.. قلبي يؤلمني بشدة أنا خائفة جدا وأريد أبي وأمي معي بهذا اليوم لا أريد أن أكون وحيدة أرجوك".

توسلت له بشدة من بين شهقاتها ضمها له بقوة وربت عليها كثيرا كي تهدأ

"كل شيء سوف يكون بخير، صدقيني كل شيء سوف يكون بخير لا تقلقي أبدا وأنا معك".

"هذه ليست أنا ل لقد حولوني لدمية.. أنظر لوجهي.. و و شعرى أنه سخيف!".

نظر حميد للشعر الذي تم جمعة بكعكة علويه مليئة بالورود ووجها وقد بدت أكبر من سنوات عمرها.

نظر لشعرها قليلا بغضب ثم بدأ بنزع الدبابيس والورود السخيفة منه على الفور بسرعة

"هاك سوف نزيل كل ما يضايقك.. هذا.. عرسك ... أنت ".

بدأ حميد بنزع الدبابيس وتفكيك الكعكة الضخمة وقد هدأت ياسمين قليلا وبدأت بالشعور بأن القيود التي فرضوها عليها سوف تزال ولن تكبل بها.

"وتعلمين ماذا أيضا؟!".

ذهب وركل الفستان الضخم وأسقطه أرضا وصرخ بصوت عال باسم ورد

"هل أنهيت تعديل فستان جيسي؟".

ارتبكت ورد كثيرا لم ترى حميد يصرخ من قبل قط!

"ب بقي القليل فقط!".

"عدليه الآن لن ترتدي هذا الفستان سوف ترتدي الفستان الذي تريد".

جحظت عيون علياء وابنه خالتها حالما سمعوا ما يصرخ به حميد وبلمح البصر كانت والدة حميدة وخالته بشقة ياسمين!.

"ما هذا الهراء؟ هل تعلم كم دفعت لتلك الفتاة كي توافق على المجيء إلى هنا وتزين مدللتك وأنت؟!، لمَ رميتِ بالفستان هذا أرضا هل تعلمين كم يبلغ ثمنه؟، نظفي وجهك بالحال وانت أذهب وراضي الفتاة بأي شكل ولتنهي هذا الهراء الآن!".

اللهجة الأمرة المليئة بالسطوة لم تخضع حميد مثل كل مرة وزمجر بكل من أمه وخالته المستنكرون بشدة لأفعال ياسمين وكميه المال التي أهدرت أرضا.

"هذا عرس ياسمين ولن تفعل سوى ما تريده هي، هل هذا مفهوم؟".

جحظت عيون والدته وخالته على الفور غير مصدقين أن القط الصغير الذي لم يسمعوا له صوت ما من قبل زئر كالأسود!.

تداركت حميدة موقفها والنظرات الكارهة لها بشدة بكل الغرفة وسحبت أختها من يدها قبل أن تتمادى.

"لعبت بعقل أبنك وسحبته منك وانتهى الأمر ولم يتم الزواج حتى!".

الغل الصافي من لهجة أخت حميدة جعلها تلتفت لها برعب

"م ما الذي تقصدينه؟".

"لقد أخذت أبنك منك وانتهى الأمر يا حميدة وأقسم لك أن سافر معها فلن يعود، لقد برمته حول أصبعها وأصبح خاتم في يدها وانتهى الأمر".

وضعت يدها على صدرها غير مصدقة وقد تصارعت ضربات قلبها بشدة

"م ما ما العمل؟".

انحنت وهمست لها بما توسوس به منذ مدة، وما بدى مرفوض تماما لدى حميدة قبل عدة أشهر بدى مقبول تماما اليوم!.

"عليك بكسر عينها وذبح القطة منذ اليوم الأول وإلا لن تري وجه أبنك مرة أخرى لقد حذرتك وبيدك الآن الأمر".

تركتها وأخذت بنتها معها بيدها

"الآن توجهي لصالون التجميل أريدك أجمل فتاة بالعرس، فبعد الليلة لن يكون هناك عروس لحميد سواك".

ارتسمت ابتسامة لعوب على وجه ابنتها وغادروا منزل الرحايمة.

*

غسلت ياسمين وجهها جيدا وخرجت منهكه بشدة للخارج يوجد رعشة خفيفة بجسدها لا تعلم لها سبب أو مصدر!.

"تعلمين أن والدتك فعلت نفس الشيء".

التفتت لها سريعا وقالت بلهفة

"جيسي".

هزت الجدة رأسها برصانة

"حينما انتهت الفتاة من تجميلها وتزين شعرها بكت ورفضت كل شيء ودلف عبد السميع ومسح لها وجهها من الزينة كي تكف عن البكاء".

وضعت ياسمين يدها على قلبها غير مصدقه وغمغمت بهمس

"لم أكن أعلم.. لم تخبرني أبدا من قبل، أخبرتني فقط بأنه كان أروع يوم بحياتها".

ربتت الجدة على كتفها

"وسوف يكون أجمل يوم بحياتك أيضا يا عزيزتي".

أمسكت ياسمين بيد الجدة وقبلتها بامتنان

"توحه ضعي لي من الكحل خاصتك"

فابتسمت الجدة لها كثيرا.

دلفت مديحة مع مكعبات الثلج وفواكه ولوح من الشوكولا

وبدأت بتمسيد وجه ياسمين بالثلج كي تقلل من نفخة وجهها المتورم ونصحتها بتناول الفواكه كي لا تصاب بالدوار، بدأت ياسمين باستعادة أتزان نفسها قليلا.

وضعت لها توحة من الكحل الخاص بها لم يكن كحل عادي بل حجر تدقه توحة بنفسها لأكثر من ثلاثين يوم وتضع به خلطة سريه لا يعلم بها أحد غيرها.

موهت ياسمين الكحل الخاص بتوحة بلون بني وأصبحت عيونها جذابه بشكل خطير وبسيط على الفور، وضعت كريم الأساس الخاص بها ذو التغطية المتوسطة سامحة لنمشها الجميل بالظهور ولبشرتها بالتنفس!، وبما انه اليوم يوم عرسها فلا بأس من دمج الكاشمير مع البني وإدراج طبقة جديدة من ألوان الشفاه، لتصبح شفتيها كبيرة ومغوية أكثر من أي وقت. انتهت ورد من الفستان لأن جيسي كانت شديدة النحافة على عكس ياسمين ممتلئة الجسد باتساق، بينما الطول لم يحتاج إلى أي تعديل لأن كل منهم له نفس الطول.

مشطت شعرها بأصبعها وحافظت على تجعيداته وتركته مع رفع الأطراف بمشابك بسيطة من اللؤلؤ وتهدل بعد الخصل الأمامية من غرتها.

مبهره وملوكية وبسيطة ورقيقة في نفس الوقت وقد بدأت أخيرا تشعر بالتحسن وبأنها ... عروس.

حلق من اللؤلؤ وعقد جيسي ووضعت كيارا لها طرحة شعرها لتنهي طلتها التي تشبه الأميرات وأخيرا.

نظرت لنفسها بالمرآة وقد بدت راضية للغاية ومن ثم أمسكت بالإطار الموجود على طاولة الزينة خاصتها وتأملت كل من والدها ووالدتها قليلا وتركت الإطار وهي راضيه فقد بدت مثل والدتها  تماما نسخة طبق الأصل لا يمكنك التفرق بينهم أبداً.... .

 

نهاية الفصل

 

 

إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال