حكايات بيت الرحايمة_الفصل الثاني عشر_ج1 بقلم هالة الشاعر

الحكاية الثانية عشرة 
(الجلسة العرفية)

 (1)

 


"هيا ياسمين أسرع، أسرع!". 

الصراخ الحماسي جعلها تتهور وتضرب الحصان بقوة أكبر من المفترض أن تكون عليه، فوقف الحصان على قائمتيه الخلفيتين فجأة وسقطت هي أرضا! 

ركض نحوها في لمح البصر قبل الجميع، وسط صراخ توحة القلقة عليها بشدة. 

"إنها لا زالت صغيرة يا عبد السميع سامحك الله!، أترك الفتاة وشأنها". 


حكايات بيت الرحايمة_
حكايات يبت الرحايمة بقلم هالة الشاعر


"هيا يا بابا حركي يدك، أريني.. هل بها شيء؟". 

كبتت دموعها بشدة وحركت أصابعها  

"جيد جيد يجب أن نعيدك سريعا، كي لا تكرهي الحصان هيا الآن". 

رفعها بسرعة وسط زمجرة الكل وأكثرهم توحة 

"لا تقسو عليها بهذا الشكل يا عبد السميع، أنها بالثانية عشر فقط!" 

صعدت ياسمين بخوف وهي تنظر لوالدها من فوق الحصان بقلق 

"ياسمين لو أنني غير واثق بك لما تركتك تركبيه من الاساس.. هذه رغبتك، التعلم اليس كذلك؟". 

Yes dad 

"نعم أبي" 

هزت رأسها بألم  

حدثها وتلك الشرارة المتقدة بعيونه تلمع  

"اريهم مَن هي ابنه عبد السميع، هيا انطلقي". 

صرخ بحماسة مرة أخرى، ثم عاد إلى الجمع الغفير الذي يشاهد صغيرة أخيهم الوحيدة تركض على صهوة أكثر حصان جامح لديهم، ما بين مستنكر ومترقب يراقبها الكل. 

"هيا جيسي صوري ياسمين". 

نظرت له زوجته بقلق وغمغمت بالإنجليزية 

"هل أنت متأكد أن ذراعها بخير؟". 

"إنها بخير هيا ارفعي الكاميرا خاصتك سريعا، قبل أن نفقد لقطة جيدة!". 

زمجر بزوجته التي رفعت الكاميرا سريعا تصور ابنتها بفخر، ابتسامة الواثقة على فمه قاطعها عوض الصغير يسأل عمه بحيرة  

"لماذا تقسو عليها يا عمي؟، لم أعهدك ظالم هكذا!". 

أنفجر عبد السميع ضاحكا حتى عادت رأسه إلى الخلف والتفت يفرك شعر أبن أخيه بقوة 

"يا ولد لسانك الطويل هذا سوف يسبب لك المصائب، ثم أن أبنته عمك قردة، لو رأيتها فوق لوح التزلج وكيف تقفز فوق الأمواج لعلمت معدنها الحقيقي، أن بداخلها عفريت صغير". 

"الله أكبر عليها، لا تتحدث هكذا عن الفتاة!" 

نهرته توحه بشدة وقلبها يقفز بصدرها بقوة خوفا على غاليتها، مرت ياسمين أمامهم بسرعة وهي متمكنة من اللجام الخاص بالحصان وقد كانت سرعتها كبيرة! 

"أين الحاسوب جيسي؟". 

أشارت بيدها على مكانه وهي تتابع تصوير ابنتها بفخر، أخذ الحاسوب وفتح التسجيلات الخاصة بياسمين أثناء ركوبها الأمواج، والعائلة كلها حرفيا اقتربت من الشاشة كي تشاهد ما يتحدث عنه عبد السميع. 

تسبح بعرض البحر بملابس سوداء تحتضن جسدها بقوة ومن ثم وقفت قرب قدوم موجه هائلة، شهق لها الجميع لمجرد رؤيتها من الشاشة، وقفت ياسمين بثقة في الوقت المناسب فوق لوح التزلج خاصتها وهي تلوح بذراعيها بالهواء لتتوازن إلى أن ركبت الموجه. 

 كبر عبد الجبار بشدة  

"الله أكبر!" 

كانت ماهرة إلا أن الموجه كانت عملاقة ابتلعتها تماما، صرخت توحه وبعض الحضور وقد هالهم المشهد المروع، ولكن بعد عدة ثوان ظهرت ياسمين من خلال الموجه التي لفتها تماما، بل وتلمسها بيدها وهي منحنيه بشدة كي تتمكن من المرور من هذا النفق الضيق المصنوع من الماء. 

ضربت توحه صدرها بيدها عدة مرات، وحتى جلال جدها كان ذاهل  

"اسم الله عليك يا بنيتي، اسم الله عليك". 

أخيرا هدأت الموجه وسقطت ياسمين عن اللوح، إلا أنها صعدت عليه سريعا نائمة على بطنها ومن ثم أخذت تسبح بذراعيها إلا أن عادت للشاطئ. 

حملها عبد السميع بفخر ولم يهتم بالبلل الذي اصابه، وأنزلت والدتها الكاميرا وركضت نحوها تصرخ بفرح. 

صرخت توحه بعبد السميع وجيسي 

"كيف طاوعكم قلبكم لترك الفتاة بهذا الشكل بالمياه تخنقها وتغرقها!!، 

حسبي الله فيكم! 

والله لن أعطيها لكم مرة أخرى، 

لا تصونون نعمه الله يا أوغاد  

حسبي الله فيكم!" 

انهالت بالضرب على ابنها الذي حمى زوجته وأخذ كل الضرب وحدة وهو يضحك بشدة، تلفتت ياسمين حولها وهي تركض بالحصان تبحث عن صوت أبيها يوجهها لكنها لمحت توحة تضربه بشدة فركضت نحوهم! 

"أه توهة ما الخطب؟". 

بلكنة شديدة التكسر عجبت ياسمين من جدتها! 

تلهث محمرة الوجنتين المكتنزتين وشعرها الأشقر مشعث بكل مكان وصل لها عمها عبد الجبار وأنزلها من فوق ظهر الحصان 

"تعالِ يا ابنه الغال، ليرزقني الله بابنه مثلك إن شاء الله يا فخر الرحايمة 

ركض الصبية نحوها بسرعة وصرخ عوض بحماسة كبيرة وهو يعدل من طاقية رأسه البيضاء 

"كيف فعلتها يا بنت العم، كيف خرجت من تلك المياه؟!". 

رمشت عدة مرات بعيونها الواسعة وكثيفة الرموش  

"لا أفهم ءوض؟!". 

قبل أن يسألها الصغار جذبتها توحه بسرعة إلى صدرها بعد أن تجمع حولها الفتيان، ضمتها لصدرها وقبلتها بوجنتها عدة مرات متتالية بقوة. 

"أسم الله عليك أسم الله عليك، لن تذهبي معهم مرة أخرى، هل تفهمين ذلك؟ هذه أخر مرة لك معهم لا يحترمون نعمه الله ويفرطون بها بهذا الشكل، تعال معي يا قلب ستك هيا لتتناولي طعامك". 

أخذتها توحه لصدرها واتجهت لغرفتها وخلفها كل من فتحي وعوض وسميح يركضون يريدون معرفة كيف فعلتها وتزلجت فوق الموجه بهذا الشكل الرائع. 

بينما خلفهم عبد السميع يضحك بشدة حتى دمعت عيونه وزوجته تشكو بأن توحه ضربها مؤلم ضمها أسفل ذراعه واتجه لغرفة والدته، بينما عبد الجبار ينظر لإبراهيم بطرف عينه ثم أنفجر ضاحكا. 

سأله إبراهيم بعبث  

"ها اراك سوف تتزوج عما قريب". 

انتفض عبد الجبار ورفض بشدة ونهر إبراهيم 

"والله لا يحدث قبل نسيمة أبدا". 

ذهب من أمامه وحزن إبراهيم بشدة عليه وأتجه للغرفة كي يجالس عبد السميع، حيث كل دقيقة أغلى من الذهب. 

***  

نظرات توحة كانت حادة رمقت الكل بغير رحمة أو شفقة والقاصي أعلم الداني، وبلحظات تجمع البيت كله أمامها حتى جلال الوهن خرج من غرفته على صوت ضربه عكاز توحه التي تطالب بتجمع المنزل كله في التو واللحظة. 

"مصابنا صعب أعلم، لكن خيبة أملي بكم أكبر". 

لوحت بالعكاز تشير بقرف على الجمع الغفير أمامها 

"تعالى بكئكم ونواحكم ك الولايا لقلة الطعام وضياع الرزق، ولم أر أحد منكم ينتفض ليبحث عن حل آخر، لو كنت فعلت مثلكم وأنا صغيرة ابنه أربعة عشر عاما لمَ بني هذا المنزل ولا كنتم بمنازلكم الآن!" 

"أنه خطأها يا جدة وكلنا ندفع ثمنه الآن، افلستنا بترفها والآن أغرقتنا بعارها!". 

زمجرت أخت رحمة الأصغر نهى، تعاني من شظف الحياة بالأساس وعدم استطاعتها لتلبية أي من متطلباتها. 

زمجر بها كل من ابيها وأمها بأن لا تقلل من احترام الجدة أبدا ولا تتحدث بهذه الطريقة معها، لكن جيل الاحفاد كان حانق بشدة على الاوضاع المتردية التي صاروا بها.. بالأساس كانوا يتدبرون أمورهم بمعجزة! 

تعالت الأصوات بأن يباع المنزل ويأخذ كل منهم حقه، صرخ عبد الجبار بصوت جهوري  

"ويحكم! تكسرون كلمة توحه وأنا على قيد الحياة!!، قسما بالله لا يحدث أبدا!". 

الجمود التام ظهر على وجه توحة التي التفتت خلفها تناظر ياسمين التي تجمعت الدموع بعيونها بحرقة غير مصدقة أنها تسببت بكل هذا الألم لهم وغير مصدقة أيضا لكم العيون التي تناظرها باشمئزاز وتعال، لم تر تلك النظرات منهم من قبل قط! 

لم تر منهم سوى الدلال والحب! 

هل لأنها أفلست تغير الكل عليها؟! 

التفتت توحة أمامها أولادها صامتون متخاذلون استسلموا لرغبة أحفادها  

"إذا تريدون تشتيت الشمل وفرقة البيت". 

"لا يا أمي والله معاذ الله.. غمه وتزول بإذن الله". 

غمغم كل من الرفاعي والد عوض وعبد العزيز والد رحمة  

ضربت بكفها الايمن على الايسر الذي يستند على العكاز ثلاث مرات بحزم بالغ. 

"إذا هو البيع". 

هلل الصغار والأحفاد وتألم الكبار، تنظر كل واحدة نحو الأخرى تشعر بالضياع، حتى نعمات التي طلبت من عبد الجبار بدلا من المرة ألف ترك المنزل لأن شقتها متناهية الصغر شعرت بلكمه من الألم بقلبها، لقد كانوا عائلة حقيقة لها رغم اختلافها عنهم. 

بينما كل من إبراهيم وعوض وعبد الجبار يقفون خلف الجدة تكاد أعينهم تخرج من محاجرها، لما على الجدة حتى بأن تمزح بهذا الشأن؟، كان هذا الحديث من المحرمات حتى بالمنزل! 

رفعت الجدة يدها تصمتهم  

"لكن قبل الفراق على كل منا أخذ حقة بالتمام والكمال". 

نطق أحد الأحفاد بفرح وتهليل  

"لم نعهدك ظالمه يا جدة قط". 

ابتسامة واثقة شقت ثغرها وهزت رأسها له  

"بوركت يا ولدى، لم يشترِ جدكم جلال سوى فدان ونصف من حر ماله، ولم يبن بهذا المنزل سوى أربعة غرف من الطين من حر مالي، والباقي كله اشتراه وبناه وعمرة الغالي رحمة الله عليه، وبما أنني أنا وجدكم على قيد الحياة فلا يمكنكم أن ترثونا بالأرض أو المنزل وهو كل ما نملك، بإمكانكم أخذ أغراضكم والذهاب في التو واللحظة أرض الله واسعة لن يمنعكم أحد ولن أغضب عليكم". 

والتفتت إلى ياسمين  

"تريدين البيع يا بنيتي أم تسمحين لي ولجدك بالمكوس هنا إلى أن يأخذ الله أمانته؟". 

قبلت ياسمين يد توحه كإجابة على سؤالها واحتضنت خصرها بذراعها. 

 صوت الصراخ والصياح والتذمر من الأحفاد كان عال جدا اما عن أباءهم كانوا يعلمون هذه الحقيقة أنهم يعيشون في خير أخيهم عبد السميع وأبنته هي الوارثة الوحيدة له وكل من جلال وتوحة سوف يتنازلون عن عيونهم لياسمين لا ورثها! 

نظرت نهى برعب بعد أن كانت تتجبر وتتكبر قبل دقائق هي وأبناء عمها وصرخت  

"هذا ليس عدل، ليس عدل، لمَ تملك هي كل شيء؟!". 

"أنه لأبيها وسوف يعود لها" 

غمغمت الجدة من بين اسنانها وهي تضرب الأرض بعصاها بقوة والتفتت إلى عبد الجبار وأجبرته على إحضار المحامي الليلة كي يكتب كل شيء. 

نظرات الكرة اخترقت ياسمين حتى شعرت بألم في عظامها ينخرها بقوة  

"يا جدة أرجوك لا أريد أي شيء لا داع لذلك". 

همست ياسمين لكن نظرات الجدة الغاضبة الجمتها عن الكلام. 

"والآن هل تريدون الذهاب؟" 

ينظرون لجدتهم بكرة وحقد بالغ  

 بالطبع ليس الكل لكن الغلبة كانت لمشاعر الحقد والكرة، لا أمل لهم بالخروج من البلدة أو المنزل محاطون بالعار والفقر. 

على صوت الجدة بسلطة بالغة  

"منذ اليوم وحتى إزاحة هذه الغمة عن الدار خاصتنا، الثلاث وجبات سوف يحضرن بصالة المنزل ولا أريد سماع أي اعتراض، الرجال، النساء، والشباب أولاد وبنات، الكل بلا استثناء سوف يعمل". 

علت الهمسات الغاضبة والهمهمات ونظرت الجدة لفتيات الدار اللاتي أصبحن لا يفعلن شيء على الاطلاق، حتى أن معظمهن لا يساعدن والدته بالمنزل وشددت على الكلمات الكل بلا استثناء! 

التفتت الجدة وذهبت لغرفتها وخلفها كل من المساعدتين يسألن عن بقائهن أو البحث عن عمل آخر. 

أسفت الجدة لم تستطع حتى دفع رواتبهم هذا الشهر الأمور متردية لديها بشدة ولم تعد تملك قرش واحد، مصابهم كبير وشديد وكَسر نفوسهم. 

التفتت لهم بحزن بالغ 

"والله لا ألوم عليكن إذا ما أردتن البقاء وطعامكم أنتم وأولادكم معنا، إلى أن يفرج الله علينا". 

أم سعيد أرمله عفيفة النفس تشقى على ثلاثة أبناء جاوبت سريعا  

"أبقى يا ست الكل طالما تكفلين طعام أولادي". 

أما أم صالح التي لديها خمسه أطفال وزوج مُهمل رفضت، فبعد انصراف نعمات عنها وكذلك حميدة حيث كانوا يمولوها بالكثير من الأموال مقابل نقل الأخبار لهم وتنفيذ رغباتهم. 

 واحدة ممنوعه من التعامل معها والأخرى مطرودة من المنزل فأخذت أغراضها وتركتهم بنفس اليوم. 

تحولت حياتهم الي جحيم حقيقي الجدة جعلت كل شيء بحساب كل دخول وخروج وكل نفس أصبح له قيمة لديها وكل ما يهم العمل ولا شيء آخر. 

***  

ترتدي قبعة رأس وثياب رياضية تناسب العمل وقد نزلت من المدرسة الخاصة بالمدينة المجاورة لهم حيث لا يعلم أحد من هي. 

أسلوبها لبق ومرح واستطاعت إقناعهم بالتعاون مع شركتها الوليدة. 

نظر لها إبراهيم بإعجاب واضح لم يكن هناك شخص واحد يريد التعامل معهم منذ أسبوع وفي خلال بضع أيام من محاولة ياسمين أصبح لديهم زبائن مرة أخرى، صحيح أنهم حرفيا بدأوا كل شيء من الصفر وكأنهم صغار مراهقون لكن لا بأس طالما يسعون لطلب الحلال. 

"إلى أين يا أبنه الغالي؟". 

نظرت إلى جهازها اللوحى وهي تبحث عن مكانها التالي  

"ماذا عن مصلحة الضرائب، لابد وأن هناك موظفات من النساء". 

هز رأسه وفي تلك الاثناء مرت سيدة تنظر إلى سيارة إبراهيم المملوءة بالخضار فتقدمت ياسمين نحوها بلطف تشرح لها عن منتجاتهم وأسعارها  

اعجبت السيدة بأسلوب وأسعار ياسمين، ولكنتها المتكسرة واقتنعت لكن يبدو انها لم تحمل ما يكفي من المال. 

"لا بأس أعطينا العنوان وأملي على الطلبات كافة، ونوصلها لك بالوقت والمكان الذي تحدديه". 

وناولتها منشور يحتوي على رقم الهاتف والموقع خاصتهم كي تكون على علم تام بالأسعار 

ظهر عوض أخيرا وقد كان يقوم برص حبات الطماطم بشكل أنيق  

"أرى أن نقف هنا ونصيح بجنيه ونصف وسوف يتجمع علينا خلق الله بإذن الله". 

نظرت ياسمين بيأس للسماء ورفعت يديها 

"يا رب ارحمنا من أفكاره النيرة!". 

* 

"لا حول ولا قوة إلا بالله، لنبقي قليلا بعد يا بني العمل ليس أهم من حياتك". 

والده رقية كانت تحاول أن تثني حميد عن قرارة بالعودة إلى شقتهم ومدينتهم، فبعد أن دلفت رقيه وبيدها حميد لم تنتظر الوالدة لدقيقة أخرى، أخذت حقيبة ووضعت بها أغراض لثلاثتهم وأخذتهم وأغلقت الباب، وفر الثلاثة إلى أبعد مدينه ساحلية استطاعوا الذهاب لها في هذا اليوم. 

 وباليوم التالي علمت من جارتها بأن هناك رجال أتو وكادوا ان يخلعوا باب الشقة يبحثون عن حميد زوج ابنتها ومن مواصفاتهم، علم حميد بأن كل من عبد الجبار وإبراهيم وفتحي وعوض كانوا يبحثون عنه بضراوة! 

غمغم حميد بصوت واهن خالي من الحياة 

"لا فائدة من تأجيل المحتوم يا أمي.. لا فائدة من تأجيل المحتوم". 

إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال