الحكاية العاشرة
عهود ياسمين!!!
(2)
بعتذر جدا جدا عن التأخير
في تنزيل تكمله الفصل لكن عوضتها بفصل كبير دسم تجاوز الأربعين صفحة مكون من 3 أجزاء، أتمنى يعجبكوا
وكمان كنت بحل مشاكل المدونة لأنه مش بتظهر للكل وعشان تبقي أسهل أتمنى إن القالب
الجديد يعجبكوا ولو فيه أي مشاكل فيه تقولولي.
دمتم سالمين وقراءة ممتعة للجميع بإذن الله💗💗
حكايات بيت الرحايمة_الفصل العاشر_ج2 بقلم هالة الشاعر |
فخور يبتسم بثقة وهو يراقص سلفيا التي لا تخفي إعجابها
الشديد به قيد أنملة، صحيح إنه يبقي على مسافة جيدة بينهم إلا أنه لم يفعلها أي من
أبناء عمومته الذين يراقبونه ويرسلون له السباب والتصفير عبر الجو!.
غمز لوالدته وأخوته الذين يضحكون بشدة عليه وعلى ثقته
بنفسه، أخرجت أخته الصغرى له لسانها بعبث وغمغمت
"مغرور".
فهم حركه الشفاه على الفور وأخذ سلفيا معه إلى طاولتهم، ربتت
والدته بحب شديد على ظهرة وانحنى وقبل رأسها سريعا وهي تشاهد سلفيا الجميلة معه
سعيدة.
ابتسمت لهم سلفيا ونظرت له مرة أخرى كان يفوقها بالكثير
من الطول
"أحببت ثيابك البارحة أكثر".
حاولت أن تستطيل على حذائها العال كي تتمكن من التحدث
على مقربه من أذنه كي يستطيع سماعها.
رفع رأسه وقد سمع ما قالته وضحك كثيرا.
البارحة أبدت إعجابها الشديد بزي عوض الفلكلوري فأرغم
عوض على خلع الجلباب بمنتصف الصالة وارتداه كي تراه سلفيا عليه، ضحك الجمع عليهم
بشدة لكن لحسن الحظ عوض كان يرتدي الجينز أسفل الجلباب وقميص قطني أبيض.
صرخ عوض بدرامية وكأن فتحي خدش حيائه ومن ثم وأثناء
تفاخر فتحي بحركات استعراضية أمام سلفيا ركض نحوه واشتبكا في عراك صبياني بحت لم
ينتهي إلا بعدة صفعات من عبد الجبار بعد أن ضحك الكل حتى دمعت عيونهم!.
"يمكنني استعارته مرة أخرى من عوض"
ضحكت بشدة حتى أحمرت وجنتيها
"أحببت الأجواء هنا كثيرا"
ثم أردفت بتوتر
"الأمور مختلفة تماما لدينا".
"أه أعتقد ذلك، أنا محظوظ لأنني بإيطاليا فهم
ودودين جدا وفضولين أيضا لذلك لا أشعر بالكثير من الاختلاف".
ازدادت ابتسامتها عندما أتت على ذكر إيطاليا
"صحيح لم تخبرني ما هي وظيفتك؟".
حك فتحي رأسه من الخلف وأخذ يفكر كيف يخبرها بالإنجليزية
بأنه مجرد نقاش وأحيانا عامل محارة!.
"أمم أعمل بمجال البناء والمقاولات".
"أه رائع جدا أبي يملك شركته الخاصة أيضا".
زاغت حدقتي فتحي
يا حبيبي!!.
نظر لطاولته مرة أخرى وانحنى يهمس لسلفيا
"يجب أن أراقص الصغيرة"
نظرت لأخته وابتسمت لها
"بالتأكيد".
انسحبت سلفيا الرقيقة وانحنى فتحي بطريقة مهذبه ومد كفه
لها يسألها بتهذيب عما إذا كانت متفرغة لمراقصته،
كانت لتدلل عليه إلا أن أختها الأكبر كانت تنوي الركض نحوه فمدت يدها سريعا،
فزمجرت أخته الأخرى
" ماذا عني؟!!"
"بالدور أنستي الجميلة، بالدور".
والتفت إلى والدته
"الفتيات يحببني بشدة داخل مصر وخارج مصر أبنك أصبح
عالمي".
ضحكوا بشدة عليه وهي تراقبه بشغف فلذه كبدها وعمود
المنزل، نوارة حياتها كلها
"أفرح بعرسك عن قريب يا فتحي يا رب".
ابتلع مرارة بصعوبة وابتسم لها وأنصرف يشرد بحزن في
حياته المرهقة، لكن صغيرته لم تسمح له بل دهست قدمه عن عمد قائلة بحنق طفولي
"ما الذي كانت تقوله لك تلك البرتقالية؟!".
أنحنى وهمس لها بعبث
"أشياء لا يجوز لصغيرة مثلك سماعها".
فاحمرت وجنتيها بشدة من الغضب وانفجر هو ضاحكا.
***
"جوجو لا أعرف كيف أشكرك بعد، كل شيء ممتاز مثلما
حلمت وأكثر!".
أنحنى عبد الجبار كي يستطيع سماع شكر ياسمين له وهو
يراقصها
"أهم شيء سعادة ابنه الغال، طلباتك كلها مجابه
مثلما أمر والدك وأوصنا تماما".
دمعت عيونها سريعا
"لو كان هنا لكان يراقصني الآن و.. وكان ليفعل كل
الأشياء الرائعة التي فعلتموها من أجلي تماما، شكرا جوجو".
قبل جبينها
"يكفي هذا نسيمة سوف تقتلني".
ضحكت ياسمين بشدة عليه قد تظهر الخشونة المطلقة عليه،
إلا انها لم ترى بحياتها كلها من هو أطيب منه. غمزت له بمكر
"ربما بعد نسيمة تأخذ جولة مع ورد أيضا سوف يكون
شيء لطيف جدا منك".
وترددت قليلا وغمغمت بحزن
"وتعلم أيضا من شأنه أن يحسن من موقفها أمام أهل
البلدة".
توتر عبد الجبار وتلفت حوله
"أين زوجك؟!".
كعادته دائما تهرب منها وبائت محاولتها في تحسين حياة
ورد المسكينة بالفشل للمرة التي لم تعد تذكر عددها!.
*
"رقية أنت بخير؟!"
"أممم.. أ .. أجل، كيف حالك أنت؟".
غمغم بحرج
"بخير شكرا لك".
تتالت شهقاتها بشدة لقد حاولت كبتها كثيرا لكنها لم تفلح
اعتذرت منه سريعا
"لا بأس لا عليك رقية.. لا عليك، اين أنت؟ اسمع
أصوات غريبة".
"أ أنا أنا خرجت للتنزه قليلا. تعلم.. أمي لم
تتركني".
"أنا أسف جدا رقية، أسف وأشكرك على كل شيء تعلمين
هذا اليس كذلك؟"
انهارت بالبكاء تعض على شفتيها بألم بالغ
"آسفة.. آسفة، أنا فقط أحبك جدا يا حميد أكثر من
روحي ولا أتخيل فراقك".
تنهد بألم حياته فوضي كبيرة لا يستطيع التخلي عن رقية،
وليس لديه أي فكرة كيف سوف تسير الأمور بينه وبين ياسمين إن علمت شيء كهذا، الفوضى
والخراب حرفيا يحومون حوله بالجو يشم رائحتهم مع كل نفس يأخذه!.
"أنا.. أنا اسف مرة أخرى، أرجوك لا تحزني سوف أحاول
مهاتفتك في أقرب فرصة اتفقنا".
يحاول
ضاع منها
ضاع
ضاع
ظل عقلها يردد الكلمات بلا هوادة ومراراتها ترتفع أكثر
كل مرة بداخلها
أصبح يحاول مهاتفتها، بينما قبل أيام قليلة ولأعوام كان
ملك لها وحدها أين العدل؟ فقط أين العدل بهذه الحياة المقيتة اللعينة!!.
تركت المقهى وعادت مرة أخرى حيث العرس تريد رؤيته قلبها
يخبرها بأنها سوف تفقده للأبد من حقها رؤيته!.
***
"تشبهينها كثيرا"
ابتسمت ياسمين له وهي تراقصه، بينما هو غمغم بشجن
"حينما دلفت في يد إبراهيم ظننتك هي بالوهلة
الأولى، رائع اليس كذلك؟".
سأل بشك
"بالتأكيد".
قبل جبينها مطولا وضمها له العرس على وشك الانتهاء
"متى سوف تعود؟".
"لا أعلم كيارا وسلفيا يريدون مني البقاء معهم
لأسبوع لكنني لست متأكد".
هزت رأسها وقد تذكرت ما خلفه من ديون ومشاكل
"سوف الحق بكم، لغينا السفرة خاصتنا".
نظر لها بخجل ممزوج بأسف
"أسف جدا".
نظرت له بعتاب
"سوف أعوضك يا سمين أعدك".
تأوهت بشدة منه بألم بالغ
"أنه ليس بشأن المال جون، البيت والمطعم أخر ذكرى
منها وأنت تعلم ذلك جيدا".
كسى الحزن والاحراج وجهه بشدة حينما يتعلق الأمر بإليزابيث
يفقد السيطرة على الأمور، فركت ظهره وهو حزين
"لكنك أنت أفضل الأشياء التي تبقت لي منها جون، أنت
عائلتي الوحيدة التي تربطني بها".
رفع رأسه لوجهها ولمعت الدموع بعيونه كثيرا
"تعلم أنني سوف أحبك مهما فعلت، سوف أظل إلى
جوارك"
ضمها له بقوة بالغة حتى لفت أنظار الموجودين من حوله وقد
نزلت الدموع من عيونه.
"تعلمين لطالما حسدت جيسي بأنها عوضت ما فاتها من
حب وحنان مع والدك ومعك وظننت أنني فاشل، حاولت بكل ما لدي مع اليزابيث لكن.. أتضح
أنه لدي أنت طوال الوقت أسف لأنني لم أكن جيد كفاية".
فركت ظهرة بقوة وحب
"الأيام أمامنا طويلة جون، سوف نعوض أنا وأنت وحميد
كل شيء معا".
هز رأسه موافق بشدة ووعدها بأنه سوف يكون أفضل
"أثق بهذا، وأتمنى أبداع آخر منك في أقرب وقت وألا
تشاكس كل من فيلادلفيا وفيليب، لقد وضعنا خطة جيدة فقط سايرهم قليلا من
فضلك".
سألها بشك إذا ما أعجبتها الشطيرة حقا، فأكدت له أنه
أروع شيء تذوقت إياه على الاطلاق
"أنظر لكل هؤلاء التهموها تماما من المائدة".
نظر جون بفرح للطاولة وبالفعل لم يكن هناك شطيرة واحدة
متبقة من خاصته
فرح كثيرا بابنه أخته التي كانت ترعاه حرفيا لسنوات
طوال!.
وصل حميد وغمغم بإنجليزية جيدة
"حسنا دوري الآن، لقد تركتها لك سنوات جون"
ابتسمت ياسمين وسلم الرجلان على بعضهما البعض وانصرف جون
ورحبت ياسمين بمحبه بالغة بزوجها.
*
"الأسبوع القادم سوف نرى لك عروس مناسبة يا
إبراهيم".
صوت الجدة بارد وأقسى من الحجر الصوان لم تكون تأخذ
برأيه بل كان أمر منتهي!.
ناظرها بيأس وهز رأسه، على عكس ما توقع الحضور منه بأن
يظهر فرحة مطلقة بربيبته التي تركت في عهدته في حفل زفافها فهو لم يتحرك حرفيا من
مكانه والحزن بادي عليه بشدة.
نظر للجدة بألم وأخيرا وقف وذهب بعرجة خفيفة بعد أن تخلى
عن عكازة من أجل أن يسير بأفضل شكل مع ياسمين، جلب كوب عصير وطبق صغير من الحلوى
وذهب إلى ياسمين مقاطع رقصها مع حميد.
"ياسمين".
صوته الجامد لفت أنتباههم
"أه، عمي أبراهيم هل تنازلت وسوف تراقصني أخيرا؟".
"لم تأكلي شيء منذ عدة ساعات هيا الانهاك الشديد
ظاهر عليك".
أخذها إلى طاولة توحة تحت نظرات حميد الغريبة وغمغم
أبراهيم بشرر
"عليك بالانتباه عليها أكثر من ذلك".
جلست ياسمين تريح قدميها وقد خلعت الحذاء الذي عذبها
لكثرة وقوفها وتناولت العصير والطبق الذي حضرة له إبراهيم بسعادة إلى جوار الجدة.
***
تكحلت
عيونها بالكحل الأسود، وكل من وجنتيها متوردتين بفعل لون وضعته لها صديقة ياسمين،
بفستانها المحتشم وحجابها الطويل كل ما تتشاركه معهن لون الفستان فقط، لكن الحيوية
التي ضجت اخيرا بوجهها جعلت منها فاتنه وجعلت ايضا حاله عبد الجبار متيقظة متيبسة
يراقبها بغيظ!.
وعلى نفس الطاولة جلست لمياء الزوجة الأولى لزهير ولكنها أيضا
لا مكان لها في حياته بعد أن حظا بفاتنة مثقفه ومتعلمه من العاصمة لفظها قطر
الزواج وتخلى عنها أبناؤها.
صحيح
انها تكحلت بالأسود وارتدت عباءتها المفضلة إلا أن الحزن كان واضح عليها ولا يمكن
لأحد تجاهله، تجلس الاثنتان في صمت تام يراقبون فقط ما يحدث من حولهم متمنين لتلك
الساعات البسيطة بأن تنتهي.
نظرت
الجدة الى كل من المرأتين بحزن بالغ كلتاهما من خيره الناس ولا يستحقون ما يحدث
لهن!.
اشارت
لعوض بإصبعها فانحنى عليها وأمرته بأن يأتي بزهير في الحال، لقد انتهت اخيرا من
عرس ياسمين وان الأوان كي تستفيق لبقية اولادها واحفادها وسوف تضع مشكله لمياء
وورد على قائمة أولوياتها، على كل منهن أخذ حقوقهن وإلا فليذهبن بعيدا عن
أولادها، سوف تقف مع الحق أيا كانت جهته فالحق يظل حق!.
يراقب
جون الطاولة التي تجلس عليها ورد ولمياء يعلم بقصة كلا منهن ولديه شعور داخلي بأن
هناك الكثير من الاشياء المتشابهة بينهم، الحزن وربما الاهمال من الشريك الآخر.. بالبداية
تعجب من هذا الموقف، كان يراه منفر عندما حكت له جيسي ومن بعدها ياسمين لكنه الآن
علم بأنه كان يسخر من نفسه!
لقد وضع بنفس الموقف ويشعر بسوء لا نهاية له.
ضاق
صدره وفك اول ذر من قميصه وامسك الهاتف الذي اغلقه ونظر له مطولا ثم قرر اجراء المكالمة
التي اجلها منذ ان اتى الى هذا المنزل، لكنه لم يكن يعلم أبدا بأن علياء اخت حميد
كانت تتبعه…
حضر
زهير اخيرا ونظر بخجل لوالدته لكنه كان خجل ظاهري لا أساس له من الصحة، نظرت له
والدته بخيبة أمل واضحة لقد حضر تماما بموعد العرس وسلم عليها مثله مثل أي غريب
وكل من ابنته وولده تعاملوا معها بنفس الطريقة نسوا أصولهم ونسوا أنفسهم.
"اين
هي زوجتك الثانية؟"
تنحنح
وبدا عليه الكذب
"انها
مريضه يا أمي وترسل لك تحياتها"
هزت
رأسها بغير رضا
"هذا
ليس وقته غدا أتصرف معك"
زاغت
حدقتيه
"العذر
منك يا امي ولكن على العودة اليوم وكذلك الاولاد لديهم مواعيد"
استنكرت منه
"أيه
مواعيد وهم بالإجازة الصيفية؟!"
فأخبرها بأنهم ملتزمون بالذهاب للنادي نظره
الخيبة والاحتقار لم تخفيها
"لا
بأس لا بأس"
تلك
الكلمة التي كررتها مرتين جعلت الرعب ينشب بقلبه وجعلته يعود إلى طاولته مرة أخرى.
صعد
جون للطابق الثاني وقد فتح هاتفه ليجد عشرات المكالمات التي لم يجب عليها، أجرى
الاتصال وما ان سمع الرد حتى اصيب بالهلع وأخذ يضرب بالجدار لأنه خسر كل شيء خسر
كل شيء!.
انتبهت علياء جيدا لما يقوله وحينما سمعت هذه
الكلمات اتسعت حدقتيها وهرعت إلى والدها فأخبرته بما سمعته، جحظت عيونه ونظر بغيظ بالغ
لكل من ياسمين وحميد الذين يودعون الحضور، أمتعض فكه بشدة وذهب واشار لحميد بعيونه
بأن يتبعه، استأذن حميد من ياسمين وتبع والده بحذر فالشر المطلق كان ينبثق من
عيونه!.
تبع حميد والده إلى منزلهم، وما إن دلفوا واغلق الباب
خلفه حتى تلقى صفعه!. نظر لوالده غير مصدق كيف له ان يفعل هذا بيوم عرسه؟، خاصه
انه لم يفعل اي شيء!.
انقض والده على ملابسه يوبخه
"ايها
الكاذب اللعين يا حثالة الأبناء، أنت عـــــــار ... عـــــــــار"
أخذ يصرخ بشدة فيه
"لمَ كذبت علي؟!، لمَ اخبرتني بأنها
استعادت كل شيء؟!، لقد فقدوا كل شيء فقدوا كل شيء ايها الغبي".
لم يجد حميد اي شيء يفعله بيد والده سوى الانتفاض
برعب وكره مما يحدث له ومن العائلة التي وجد بها، ومن التحقير الدائم الذي يعانيه
على يد كل من والده ووالدته، لم يراعي حتى إنه عريس وهذا يوم عرسه أجمل الأيام على
الاطلاق وأحبها على قلب كل أب، بل عنفه وضربه على خطئ لا دخل له به!.
الحسرة تملكت منه بشدة ولم يستطع إجابه والده بأي
شيء!.
حاول
التراجع والهروب أو الخروج من المنزل إلا انه اصطدم بوالدته التي اقتحمت
عليهم المنزل.
"
إلى أين يا سبع الرجال؟، تكسر كلمتي أنا امام هذه الفاسقة؟!!، حسابي معك لم ينتهي
يا ابن بطني لكن اقسم بالله إن لم تنفذ ما أمرك به الآن لأخذك إلى منتصف صالة
البيت وأمزق نعلي فوق رأسك أنت وتلك الفاسدة".
صوتها
كان اقسى من الصوان ولا يوجد به أي ذره من الحنان صوت امرأه لم تعرف في حياتها سوى
الجبروت.
الفقد والمرارة والوحدة نهشوا به، لأنه ليس مثل أي
شاب يفرح له والديه من قلوبهم كونه عريس وكون هذا اليوم أسعد يوم بحياته البائسة!.
أنقض
والده على مقدمة ملابسة
"يومان..
يومان فقط يا أغبى خلق الله وأريد الأرض خاصتها باسمي هل هذا مفهوم؟!".
لفظه
والده وكأنه شيء مقزز والتفت إلى زوجته التي تقف وتضرب الأرض بقدمها بعصبية وحاجب
مرفوع فالتفت له مرة أخرى وأردف بحقد دفين لا يموت برغم موت أصحابه
"وأستمع
إلى أمك وأكسر أنف ابنه الكلب تلك".
ثم
دلف إلى غرفته صافقا الباب خلفه.
***
تجمع
الكل حول ياسمين تلتقط صديقاتها المزيد من الصور لها والعائلة تبارك لها وتتمنى
لها حياة سعيدة.
بحث
عوض بعيونه عن حميد يريد أن يوصيه بالصلاة والدعاء لبداية حياتهم الزوجية، ما إن
رآه حتى ربت ببشاشة على كتفة
"يا
إبن العم أريدك قليلا، أريد وصيتك بواجبتك هذه الليلة كي تكون ليلة مباركة بإذن
الله".
ناظرة
حميد من أعلى لأسفل باحتقار وكأنه كان ينقصه هذا البلاء، لمَ يتعامل الجميع معه
على أنه شاب فاقد للأهلية؟!.
بصق
الكلام من فمه فالضغوط التي يعانيها لا تنقصها عوض
"أنت
آخر شخص يوجهه لي نصيحة يا عوض".
تراجعت
كف عوض بذهول عن كتف ابن عمه الذي ناظرة باحتقار وتركه، وغصة رهيبة خنقت أنفاسه
غير مصدق تحول حميد معه!.
توارى
جون عن ياسمين التي بدأت بالصعود لشقتها مع حميد مصحوبة بالزغاريد وودعها بعيونه إلى
أن دلفت إلى شقتها وسط التهنئة والتبريكات، دلفت معها كيارا لعدة دقائق.
ضمتها
لها كثيرا ثم دمعت عيونها
"حانت
اللحظة أخيرا".
هزت
ياسمين رأسها
"أها،
أنا أنا سوف أخبره بكل شيء كيارا لا اريد أن أبني حياتي على الخداع معه، حميد لا
يستحق هذا".
هزت
كيارا رأسها
"جيد
هذا سوف يريحك".
هزت
ياسمين رأسها بتوتر بالغ نافية
"لا
أعلم الثقافة هنا مختلفة تماما، لا يجب على التحدث بهذه الأمور مع زوجي
أبدا".
استنكرت
كيارا بشدة
"ماذا؟!!،
هذا غباء مطلق أنه شريكك تستطيعين التحدث معه بأي شيء!".
لاحظت
كيارا توتر ياسمين البالغ وأنها زادت الأمور سوءا، فمسحت ذراعيها صعودا وهبوطا تهدئ
من روعها
"حميد
ليس مثلهم ياسمين أنه متفتح ويتقبلك بكل اختلافك هذا سبب حبك له من الأساس".
أخذت
ياسمين نفس عميق وقد شعرت بأنها تذكرت ذلك على التو
"أجل..
أجل بالطبع، شكرا كيارا.. شكرا على كل شيء".
ضمت
كل منهن الأخرى ودلفت سلفيا بتوتر خلف نعمات التي وضعت صينيه الطعام الخاص بالعروسين
وخرجت وهي تزغرد عاليا نظرت لها كيارا بحسد
"تلك
المرآة تجيد كل شيء حقا!".
هزت
ياسمين رأسها
"أنها
ماهرة".
دلفت
سلفيا بتوتر وضمت ياسمين لها ثم جذبت كيارا من ذراعها وخرجت
"ماذا
هناك يا قصيرة"
"جون..
أنه ليس بخير أبدا!".
يقف
بعيدا بجانب من الردهة لا يوجد به أي إضاءة ويضع جبينه على حائط من الطوب الأحمر،
وصلت كل من كيارا وسلفيا له فالتفت وضم كيارا له بسرعة وهو يبكي
"حالتها
تدهورت جدا تخيلي ألا أستطيع وداعها بعد كل هذا العذاب الممرضة لا تعتقد بأنها سوف
تصمد للصباح".
ربتت
كيارا عليه
"لا
بأس لا بأس سوف نضعك على أول طائرة سوف تصل بالوقت المناسب أعدك".
ربتت
كيارا عليه وحاولت دعمه
"حضر
حقيبتك سوف نذهب الآن".
"ماذا
عن ياسمين؟!".
نظرت
كيارا خلفها بتوتر
"سوف
تتفهم الموقف بالتأكيد لكن لن نخبرها بشيء الآن.. اتفقنا؟".
هز
رأسه وذهب لغرفته بوهن كي يحضر حقيبته
أخرجت
كيارا هاتفها سريعا وطلبت من سلفيا رقم بطاقتها الائتمانية
"ماذا؟!،
ألن نجلس بالعاصمة؟ لقد وعدني فتحي باصطحابي للأهرامات لقد خططنا لكل شيء
كيارا!".
تذمرت
سلفيا بشدة رافضة الذهاب، لكن كيارا شدت على يدها
"أسمعيني،
لقد لغت ياسمين رحلة شهر عسلها مسبقا بسبب خسائر جون، وإذا ما تركناه وحده بهذه
الحالة، الله وحدة أعلم ما الذي سوف يفعله بالعمل!، سوف يدمر كل شيء.. علينا
بالبقاء إلى جواره إلى حين حضور ياسمين يكفي ما خسرته سلفيا لا تكوني
أنانية!".
أنبتها
كيارا بشدة فشعرت بالخجل وأخرجت لها أرقام البطاقة الائتمانية بحزن
"والآن
هيا كي نحضر حقائبنا أسرعي"
نظرت
بحزن بالغ في أثر فتحي الشاب المرح الذي يضحك بشدة مع أقرانه وتبعت كيارا.
***
يتبع....