حكايات بيت الرحايمة
الحكاية الثالثة عشرة
(عودة مؤلمة)
(2)
في اليوم التالي تركت
الجدة الفتيات يعملن وأخذت الهاتف الذي يرن بيدها لغرفتها
"أجل يا مديحة
ذهبت البارحة والمهندس شريف أعطاها المشروع، لا أعلم كيف لي أن أشكرك!".
"توحة لا تقولي
مثل هذا الكلام أبدا، كيف حالها الآن؟!".
"تدعي، تعلمين لها
كبرياء وفخر وأبن الكلب هذا كسرة ودمره!".
"هدئي من غضبك
توحة، ياسمين قوية سوف تتخطى هذه الازمة، بالمناسبة تيم يريدك".
روايات رومانسية_حكايات بيت الرحايمة
"أه يا حبيبي فيك
الخير يا تيم لا ينقصني سوى رؤياك يا حبيبي، متى تعود؟".
"أشهر قليلة توحة،
الفطير والجبن عالمي كيف مرت بهم والدتي من المطار لا اعلم بالضبط!، لكنهم
بالتأكيد يستحقون المخاطرة يشبهون رائحة المنزل بشكل كبير حالما أعود أعدك أن
الزيارة الأولى لك".
"حبيبي تعود بألف
سلامة بلغ والدك تحياتي في رعاية الله".
مسح إبراهيم شاربه
"أنت من تحدثتِ
لها من أجل عودة ياسمين للعمل؟!"
"لا والله!،
هي من هاتفني وأخبرتني
بأن هذا هو الحل كي تخرج ياسمين من حزنها وصمتها، أولاد الأصول يظهرون بالشدائد يا
إبراهيم".
"بالفعل"
"وتلك المحنة رغم
مرارتها إلا انها كشفت من هو حبيب بحق ومن يضمر الشر والمرض بقلبه".
"الحمد لله على كل
حال يا بركة، لدي عمل أتركك في رعاية الله".
وبالخارج
"لست متفرغة يا
عبد الجبار".
زمجرت نعمات بعصبية
النساء يكلن الخضروات
ويضعنها بشكل جيد بالأكياس كي تخرج الطلبيات، وياسمين كانت ترج قارورة عملاقة
بيدها مملوءة بالقشطة الصافية كي يصنعن الزبد، وورد منحنية تقطع الجبن الذي جف من
الليلة الماضية والفتيات يضعنه بالعلب المخصصة من أجل إرساله إلى العاصمة لمحال
تارا على وجه التحديد.
بعد ذهابها للعاصمة
البارحة عادت الفتيات لبرودتهن معها مرة أخرى، وهي تريد حقا إذابة هذا الجليد أنهم
عائلتها الحقيقية وهي ممتنه كونها بينهم.
"عبد الجبار لدينا
الكثير من العمل اليوم وأنت تعطل نعمات!".
لوح بسخافة
"هذا العمل الذي
تشكون منه جميعكن أصنعة بأصبع قدمي الصغير كفوا عن التذمر وإلا أريتكم معني العمل
الحقيقي يا فتيات الرحايمة".
"لمَ صوتك
عالَ".
"العفو يا
بركة".
وقفت ياسمين وقد رأت
أنها فرصة رائعة كي تستعيد ثقة الفتيات
"جوجو يظن أننا
عديموا الفائدة يا توحة!".
ربعت يديها بحنق منه
وحك هو رأسه بغرور
"ليس بالضبط فقط
لا تستطيعون مواكبتنا".
"حقا!".
"بالطبع نحن أقوى
وأذكى وأسرع".
تركت النسوة والفتيات
ما بأيديهن ونظرن بشر نحوه الكل على السواء حتى ورد التي لم تظهر أي من المشاعر من
قبل أحمرت وجنتيها غضبا!.
هزت ياسمين رأسها تقلب
بعض الأمور
"ما رأيك إذا أن
نثبت هذه النظرية بتحدي شريف بيننا نحن الفتيات والنساء وأنتم الشباب
والرجال؟!".
تدخل عوض بكبرياء هو
الآخر
"يا بنت العم أنت
تعشقين المجادلة، هيا أعملي بجد وكفي عن تضيع الوقت لأنكم سوف تخسرون
بالتأكيد!".
التفت ياسمين بسرعة
لتوحة
"إذا ما حدث لربه
المنزل شيء أختل توازنه وخرب أما إذا ما غادرهم الرجل.. حسنا تضيق الأمور قليلا
ليس إلا".
أرتفع حاجب الرجال
والشباب بحنق في مواجه توحة
"لنتحدى إذا أربعة
ساعات فقط من يخرج أكبر قدر من الطلبيات يفوز والخاسر،
سوف يقوم بالعجن لمدة
أسبوع".
صاحت النسوة والفتيات
بياسمين بأن هذا غباء وهم من سوف يفوز بالتحدي!. فالتفت تزمجر بهم بصوت رفيع
"نحن من يقوم
بالعجن من الأساس!!!".
نظرت الفتيات لبعضهن
البعض لا ضير من المحاولة على الأقل يكسرن أنف عبد الجبار قليلا.
نظرت ياسمين لهاتف
الجدة وقامت بضبطه على أن يرن بعد أربع ساعات وركضت نحو الفتيات وهي تصرخ
"مَن يجمع أكبر
قدر من المال يفز"
وذهبت توزع الأدوار وتأخذ البضاعة وبعض من
الفتيات وركضن للخارج وعبد الجبار ينظر لإبراهيم ولم يتحرك من مكانه
"ما الذي علينا
فعله؟".
"قائمة العملاء مع
ياسمين".
صرخ عوض بهم
"هلكنا!".
ركض الرجال للخارج
ليجدوا النساء والفتيات وضعن نصف البضاعة بالفعل في السيارة وهم يصرخون ويضحكون من
الحماسة، زمجر عبد الجبار على ورد بأن تعبئ لهم كمية من البضاعة فصرخت ياسمين بحنق
"أنها بفريق الفتيات
أخدموا أنفسكم!".
ورفعت المفاتيح ترجها
أمام وجه إبراهيم
"عليك بالانتباه
لأغراضك أكثر من ذلك يا بيبو".
ركبت السيارة ومعها
فتاتان وانطلقوا وعبد الجبار بدأ يتملك منه الحنق البالغ وأمسك بمقدمة ثياب
إبراهيم
"لن أخسر أمام
النساء هل تفهم ذلك؟ لن يحدث أبدا!".
المكان كان مرح جدا
مليء بالصراخ وقرر عبد الجبار أخذ كل البضاعة بالمنزل كي لا تأخذها النساء للتوزيع
ويفوزون، ولكن بعد ساعة فوجئ بأن الخطة فشلت لأن النساء خرجوا بالعربات الصغيرة
حتى توحة للأرض وجمعوا المحاصيل بأنفسهم بينما الرجال الشباب كانوا يدورون بدوائر
عشوائية وغير منظمة.
بعد انتهاء الوقت عادت الفتيات الغارقات بالضحك
والحماسة إلى المنزل وتوحة معهم وقد عادت صغيرة لكثرة المرح والضحك الذي عايشوه
بالساعات الماضية.
فازت الفتيات بجدارة
وصرخن وزغردن وهللن في مواجهه خجل وفشل الرجال وعبد الجبار محمر الوجه،
"لا تساعدين أبيك
يا نسيمة لو كنتِ سرقت الورقة لأبوك لما انتصروا".
وضعت يديها بخصرها
"أنا فتاه يا أبي
وأقف مع الفتيات".
رفعت توحه حاجبها
"هيا إلى
العجين!".
فبهت وجه الرجال!!
"أه وصلتني الدفعة
الأولي، عمي إبراهيم هيا إلى البنك في الحال قبل أن يغلق!".
ركضت ياسمين للخارج
بحماسة وإبراهيم معها وما إن تسلمت المال حتى ذهبت للسوق واشترت الكثير من
الأغراض.
عادوا للمنزل ودلفت
ياسمين للمكان الموجود به الافران على الفور وبدأت العمل، أجبرت عبد الجبار على
العجن والتف حولها الفتيات يسألنها عما تفعله
"سوف أحضر وليمة
سوف نتناول كلنا الطعام معا اليوم على شرف انتصارنا وأول راتب لي".
تحدثت علياء بسخافة
التي لم تشارك بالتحدي لا هي ولا أمها
"لا نريد شفقه منك
ولا شيء من نقودك!".
لم تجاوبها ياسمين وقبل
أن تتبعها نهي نادت عليها ياسمين بهدوء
"نهى ما رأيك بأن
تتولي أمر الصفحة ويكون لك نسبة؟".
"أنا؟!"
ابتسمت ياسمين لها
"بالطبع أنت ماهرة
جدا في التعامل مع وسائل التواصل لطالما لاحظت ذلك".
أحمرت وجنتي نهى وبقيت
مع الفتيات، الضحك مليء اركان المنزل مرة أخرى ونعمات ونسيمة يصورون عبد الجبار
وهو يعجن العجين وإبراهيم وعوض هو الأخر.
سألت رحمة ياسمين
بغرابة.
"كيف سوف تتولين
مقدار كل هذه الكميات؟!"
"ما الذي تظنين
أنني أعمل به بأستراليا إذا؟!".
فهزت رحمه رأسها بأنها
لا تعلم
قلبت ياسمين الطعام
بطنجرة عملاقة وتصاعدت النيران للأعلى وغمغمت بثقة
"شيف".
تجمعت العائلة على
الطاولة العملاقة
صواني البيتزا وشطائر
البرجر والدجاج المقلي تم رصها على طول الطاولة حتى السلطات الغربية تم أعدادها
بنجاح، الرائحة فقط أهلكتهم!.
كانت ياسمين متعرقه
وشعرها التصق برأسها حرفيا، لكنها كانت سعيدة ورأت الفخر والسعادة بعيون الجدة
"أنك ماكرة تلك
الرشوة كي ترضي عنك الفتيات".
مال عبد الجبار على
ياسمين
"يمكن للحب أن
ينتصر على الغضب"
"ماذا عن حميدة
وشركاه؟!"
بهت وجهها
"لا يمكن للحب أن
يكون كاف لمواجهه الحقد والغل".
هز رأسه وبدأ
بالاستمتاع بتلك الوليمة الرائعة حتى نعمات توددت لياسمين من أجل معرفه سر الوصفات،
الكل كان يأكل ويضحك على هذا اليوم الساحر المليء بالمغامرات الجيدة التي افتقدوها
منذ زمن وتجاهلوا تماما كل من حميدة ونظراتها التي تكاد تخترق ياسمين وضحكاتها
وكأنها تعيش فقط من أجل أن تشحب وتبهت ياسمين!.
"تذوق هذه".
رفعت ياسمين شريحة
البيتزا لمواجهه إبراهيم وتذمر عوض
"لمَ تطعيمه هو؟
لقد قطعت كل السلطة وحدي كل ما فعله هو أنه ذهب لإحضار القش وتبديل الانبوب الخاص
بالغاز!".
ضحكت ياسمين بشدة
"لأنني أفضله
الإجابة بسيطة عوض!".
تناول طعامه بغيظ وضحك
الكل عليهم مشاكسات عوض لا تنتهي وكذلك شقاوة ياسمين.
***
رفعت توحة رأسها عن
سبحتها حينما شعرت بأحد يدلف للغرفة، حزنت على الفور حينما لمحت لمياء وخلفها
حقيبتها لقد مكثت هنا كثيرا ومع ذلك لم يسأل عنها لا أولادها ولا زوجها.
"أن الأوان كي
أذهب يا بركة ولن أفعل هذا وأنتِ غاضبه علي"
دمعت عيون توحة بشدة
"أحمل ذنبك فوق
كتفاي يا لمياء سامحيني بالله عليك"
انحنت وقبلت يدها
"أنها أقدار الله،
لا تلومي نفسك لم تكوني إلا خير الأم ويشهد الله".
"إلى أين؟!".
"بيت والدي".
"خذي أم سعيد معك
لا بد وأنه يحتاج إلى التنظيف".
"شكرا لك لكنني
أحب أن أدخله وحدي لي رغبة بذلك".
دعت لها الجدة وتمنت
لها السلامة
"سوف أرسل لك
الطعام كل يوم مع أم سعيد وأهاتفك كي أطمأن عليك، وأنت سوف انتظرك كل أسبوع".
هزت رأسها موافقة وذهبت
بخطى ميته إلى منزل ابيها
نزلت من التوك توك
وأنزلت حقيبتها أرضا ونزلت إلى المنزل المهجور كليا على الطراز القديم، شرفة
أمامية جميلة لكنها ممتلئة بالعناكب والأتربة وساحة أمامية واسعة وكذلك أرض خلفية
كانت ذراعيه يوما ما لكنها جففت وبورت في خطة من أخيها كي يتمكن من بيع القطعة
كاملة كأرض مبان، بما إن منزلهم يقع خارج البلدة نوعا ما لكن من الطرف الآخر لمنزل
توحة.
فتحت الباب، الرائحة
عطنه بالداخل، دلفت وتركت الباب خلفها مفتوح وجرت الحقيبة، وجدت أشياء متناثرة
ومتفرقة وبعض من الأثاث أزيح عنه القماش الأبيض الذي يحميه من التراب.
تقدمت بحذر وقد بدأت
تشعر بالخوف وكأن هناك أحد ما هنا!.
خطوتين داخل المنزل
وتأكدت شكوكها لقد سمعت الصوت من الردهة الداخلية ولمحت أحد ما يركض بسرعة إلى
الغرفة.
تركت حقيبتها سريعا
وذهبت إلى هناك وأغلقت الباب بقوة من الخارج وأنزلت المقبض الخشبي.
ضربات غاضبه وصوت زئير
مجروح صرخ من الداخل يحاول فتح باب الغرفة التي حبس بها للتو!.
تهاوت على ساقيها أرضا
بانهيار وضربت الباب بيدها كي تصمِت الصياح
"مصيرنا واحد
الآن.. مصيرنا واحد، ولن أتركك بعد اليوم".
***
راقبت الجدة الفتيات
أهدأ وأصلح حالا
نهي كفت عن التذمر وأصبحت
تصرخ على الفتيات من أجل العمل، الشباب كلهم يوزعون والرجال بالأرض يزرعون ويحصدون
والتجارة هي الأخرى عادت، صحيح انهم يتاجرون خارج البلدة إلا أنهم راضون بتحسن
الأحوال.
ورد هي الأخرى منكبة
تعلم الفتيات التطريز والأحوال بدأت تتحسن للجميع انحنت أم سعيد فوق الجدة
"يا ست الكل مررت
اليوم من أمام شقة ياسمين فوجدت الرائحة بشعة استغفر الله من قبحها فتذكرت شيء
هام، اننا لم نخرج الطعام من شقتها وقد كنت ملئت لها الثلاجة لابد وأنه فسد وتسبب
بهذه الرائحة العفنة!".
"لا حول ولا قوة
إلا بالله كيف نسيت؟!".
"لا بأس يا ست
الكل كان بنا الكثير!".
أخرجت الجدة مفتاح
وأعطته لها
"أذهبي للشقة وخذي
ورد معك نظفيها وأفتحي النوافذ كي تدلف الشمس لها وتخرج العطن وأجعلي ورد تجمع
ملابس وأغراض ياسمين من غرفتها ولا تخبري ياسمين بشيء اتفقنا؟".
"أمرك يا ست
الكل".
***
انحنت على المرحاض تتقيأ
بشدة لقد أمتنعت عن الطعام مدة طويلة والآن معدتها لا تتقبل شيء وشكلها نحيف جدا
"هذا ليس عدلا
فأنا أشعر بالجوع!".
غسلت وجهها وذهبت
لغرفتها تلقي بنفسها على سريرها، سمعت صوت إشعار للهاتف ففتحته لابد وأنه بريد من
أجل العمل.
شهقت جالسه وحاولت أن تقاوم الدوار الذي شعرت به
"يا الله وأخيرا
أخبار جيدة!".
قرأت البريد مرة بعد
مرة وصرخت من الفرح حلت مشكلة الحساب خاصتها وأصبح بإمكانها تلقي الدفعات الخاصة
بها، المبلغ الموجود بالحساب سوف يساعد كثيرا يمكنهم حتى تحديث السيارة، أخذت
الهاتف وركضت للأسفل كي تبشر توحة وإبراهيم بالأخبار الرائعة.
***
"لا حول ولا قوة
إلا بالله".
كانت أم سعيد حزينة جدا
على حال الشقة الجديدة التي لم يمكث بها العرسان سوى ليلة سوداء!.
"أنها عين يا ست
ورد العين فلقت الحجر".
دلفت الاثنتان بخجل
لغرفة النوم فتحت النافذة ودلف الضوء الغرفة، كل شيء متناثر ولا شيء بمكانه
والاغراض المتساقطة تملئ الغرفة بدأت أم سعيد بترتيب الأشياء ورفعها بينما ورد تقف
متسمرة بمدخل الباب أصابها دوار شديد لم تتمكن من مقاومته.
رفعت أم سعيد أخيرا
وجهها وكادت عيونها تخرج من محاجرها وهمست بصوت متقطع لورد
"أنه
المنديل!".
*
صوت زغاريد، زغاريد عالية
جدا.. كانت أم سعيد تهرول وتهرول وصوت زغاريدها عالية تملئ المنزل كله، الكل خرج
من منزله وكادت هي أنفاسها تذهب من شدة صوتها العال.
"ماذا هناك ماذا
هناك؟!".
نزلت ياسمين تركض بمرح
كيف علموا بشأن البنك؟! بهذه السرعة!
خرقاء لا أحد يعلم بعد!
"توحة لدي أخبار
رائعة!".
كانت توحه مجمدة
بمكانها والدموع ملئتها بشدة رفعت يدها وبصوتها الكبير المنهك أخذت تزغرد وتزغرد
التفتت أم سعيد لها
ورفعت المنديل بمواجهتها وأخذت تزغرد عاليا
"مبروك براءتك يا
ست الكل مبروك".
حالما رأت ياسمين
المنديل اهتزت الأرض تحت ساقيها، تعالت الأصوات بالمنزل بالفرح والزغاريد وصاحت
توحة على حميدة كي تأتي وتشاهد بنفسها براءة ياسمين التي اتهمتها، دلف عبد الجبار
وفهم السبب وفرح هو الآخر وخلفه إبراهيم إلا أن اللون غاب عن وجهه حينما تأكد من
أن ياسمين أصبحت لحميد بالفعل.
نظر لها بقهرة فوجد
الدموع مجمعه بعيونها تنظر للمنديل بخوف
بينما ياسمين صوت
الصفارة تعالي جدا بأذنها لم تسمع الشجار الذي نشب بين عبد الجبار وعبد الرازق
وحميد لم تسمع أي من الفرح أو الصياح حتى بعد ذلك، صوت صفارة والمشاهد تقفز أمامها
مشهد تلو الآخر، كل ذكرى أسوء من تلك التي تليها.
لمَ على شيء خاص بهذه
الحميمة يجب أن يكون عرضة للمشاع بهذا الشكل؟!، هذا الذي يزغردون حوله قطعة من
جسدها!، تشعر بالإهانة لا بالفخر!.
والقهر من حميد أصبحت
الآن وأخيرا تكرهه لم يعد بقلبها أي مكان له، لم يعد هناك مجال للشك بذلك.
"ياسمين يا قلب
ستك، لن يتهمك الآن أحد سوف تقطع الألسنة".
نظرت لها ياسمين بخيبة
أمل كبرى
"لم تؤلمني
الالسنة يوما يا جدتي بقدر ألمي وخذلاني منكم الآن!".
"ماذا؟".
صرخت بهم
"كيف يمكن لشيء
خاص وحميمي هكذا أن يكون سبب في فرحكم أو تعاستكم؟!".
قبل أن تحدثها الجدة
أفرغت ياسمين معدتها التي تقلصت من الألم بشدة
مسحت فمها بكمها ونظرت
للكل بقرف
"تبا لكم ولعادتكم
ولألسنتكم!".
وغادرت وهي بقمة الغضب
نادت الجدة عليها أكثر
من مرة لكن ياسمين لم تجب أحد أبدا.
***
"مر يومان أشعر
بالقلق الشديد عليها".
تحدثت الجدة بتعب
"أنها ليست مثلنا
لا تفهم هذا الشيء وأهميته بالنسبة لنا"
تحدث عبد الجبار بغضب
"ورد أذهبي لها خذي
المفتاح تحدثي معها لا تدعيها هي وشيطانها وحدهما".
ذهبت ورد بخطى ميته لمَ
عليها التصدر لياسمين ألا يعلم الجميع كم هي صعبه المراس!، يتركونها حرفيا وحدها
أمام المدفع.
طرقت باب الغرفة عدة
مرات لكن ياسمين لم تجاوب أو يصدر عنها أي صوت دلفت على استحياء تنادي بخفوت
"ياسمين هل أنت
نائمة؟!".
فتحت الضوء لتجد الغرفة
فارغة تماما وبمنتصف السرير يوجد مظروف فتحته بخوف فوجدت به حفنه من الدولارات
"أسفة لمَ تسببت
لكم من أذى بالبلدة، عودتي كانت أكبر خطأ
لن أستطيع يوما الفهم
عليكم دائما ما سوف أسبب لكم المشاكل التي لا أفهم سببها حتى، سوف استقر بأستراليا
وربما يوما نجتمع بعالم يمكنني أخيرا الفهم عليكم به،
شكرا لحبكم.
ودعا".
ابنتكم الممتنه دائما
ياسمين
تهاوت ورد على السرير
وكذلك الجدة التي أصدرت صرخة مؤلمة حينما علمت بأن ياسمين غادرتهم للأبد وحدث ما
كانت تخشاه دائما.
صرخت على عبد الجبار
"أركض علك تلحق
بها أركض!، كيف خرجت ولم نشعر بها؟ سوف أموت لو غادرتني يا عبد الجبار سوف أمــــوت!!".
صراخ توحة زلزل الأرض من
أسفل عبد الجبار، ركض بالفعل يبحث ويسأل السائقين ببلدتهم، إلا أن ياسمين في تلك
اللحظ بالذات كانت تربط حزام الطائرة سألها الجالس إلى جوارها عن جنسيتها وإذا ما
كانت مقيمة بمصر.
فغمغمت بالإنجليزية بصوت
ميت خال من الحياة وهي تنظر من نافذة الطائرة
"أسترالية، أتيت
للسياحة ولن أعود لها مرة أخرى".
نهاية الفصل.