حكايات بيت الرحايمة_الفصل الثاني عشر_ج2 بقلم هالة الشاعر

 


حكايات بيت الرحايمة
الحكاية الثانية عشر
الجلسة العرفية
(2)


منذ شهر ووالد حميدة يحاول إرضاء الجدة وإصلاح الضرر الذي أحدثه كل من ابنتيه، لكن الجدة رفضت اليوم فقط وبعد أن بدأ يصبح لهم عمل مرة أخرى وافقت. 


روايات رومانسية_حكايات بيت الرحايمة

كبار رجال البلدة موجودون بصالة فتحية، الجو به شيء غريب ومخيف لياسمين لا تعلم ما هو لكنها غير مرتاحة بالمرة. 

انحنت توحة عليها تحذرها من أن تتدخل بالحوار مهما حاول الكبار ولا تتحدث إلا حينما تنظر لها.  

غمغم إبراهيم بضيق شديد 

"لا أريد لياسمين بحضور هذه الجلسة يا بركة، لا تدعيها تخرج أرجوكِ". 

"الحق معنا يا إبراهيم الحق معنا". 

حاولت ياسمين مسايرتهم لكنها لا تفهم لمَ هؤلاء الرجال بالخارج بالأساس؟! 

خرجت توحة وأفسح لها عبد الجبار المكان على الفور، وقف الرجال بكل هيبتهم إجلال للحاجة فتحية عطرة السيرة، بركة البلدة كلها. 

جلست ومن ثم جلسوا وبدأ والد حميدة التي تجلس بتبرم بالغ هي وأختها، نالت من التقريع والتوبيخ مالم تناله في عمرها كله، هي مدلله أبيها وكبيرة منزله مرغت رأسها بسبب ابنه ال... هذه، سوف تحيل حياتها إلى جحيم! 

"عاتب عليك يا ست الكل". 

الحاج حميد الكبير رجل طاعن في السن بالغ الهيبة من كبار البلدة المعمرين، تزوج عبد الرازق ابنته طمعا في ورثها من أبيها الشيخ الكهل لكنه لم يمت إلى الآن!!! 

"العفو منك يا حاج حميد، لكل بيت ظروفه وأحواله قدر الله ومشاء فعل". 

تحدثت توحة بعزة وآدب يليق بضيفها  

"جئت إليك لنعيد المياه إلى مجاريها ونعيد حميد لياسمين ويطلق تلك التي لا نعرف لها أصل أو أهل، طيش شباب يا ست الكل". 

جحظت عيون حميدة وأختها من كلام والدهم، والتفتت يا سمين وجعدت حاجبيها بغرابة شديدة وغمغمت دون وعي منها بالإنجليزية 

"من هذا بالضبط ليقرر عني حياتي؟!". 

لم يسمعها أحد لأن ابراهيم انتفض يزأر كالنمر 

"أخطأت المقصد يا حاج حميد، قسما بالله لن ينال ظفرها بعد اليوم لو أتى حبوا!" 

رفعت فتحية حاجبيها بقوة وسطوة  

"هذه الجلسة لرد اعتبار وكرامة أبنه الغالِ يا حاج حميد دعنا لا نخلط الأمور ببعضها، ابنتيك أهانونا في بيتنا ويجب تأديبهم". 

وضربت بعكازها بقوة  

"اليوم". 

"ماذا؟!!" 

شهقت الاختان بوقاحة لكن والدهم أخرسهم فاضطروا على السكوت قهرا. 

"أوامرك يا حاجة فتحية". 

"يعتذران من ياسمين الآن أمام كبار رجال البلدة، ويدفعون الديه". 

نظر الحاج حميد لإبنته وعلم بأنها لن تفعل أبدا  

"أنها بمثابة أم لها ولا داع لذالك يا حاجة فتحية". 

صرخت ياسمين بقوة وأحمرت بشرتها البيضاء بشدة والتفت الرجال لها  

"هي أبدا لن تكون أم لي، لا تكرر هذا الكلام أبدا لا أحد هنا يحق له تقرير مصيري سوى أنا". 

زمجرت سعاد بسرعة  

"أخبرتكم بأن لا كبير لها!" 

حذرت الجدة ياسمين وأجلستها على الفور ونبهتها بألا تتحدث مرة أخرى. 

بينما إبراهيم أتقدت به نار حارقة الرجال ينظرون لياسمين بنظرة يفهمها جيدا تحدث أحدهم وهو يناظرها  

"ست البنات تأمر وكل طلباتها مجابه وأكثر وليعوضها الله بمن هو خير منه، الزواج قسمة ونصيب يا حاج حميد". 

قبل أن يفور إبراهيم تحدث عبد الجبار بخشونة مجلجلة  

"ابنتنا بحضننا يا حاج مصطفى ولا نحتاج إلى عريس ولا مال". 

اللهجة الخشنه أجبرته على رفع أنظارة عن ياسمين سريعا، بينما حاول الحاج حميد صرف انتباه توحه عن الاعتذار. 

"عيوننا لك يا ست الكل أخبرينا بالرقم وبعون الله يكون متاح اليوم لديك، المهم رضائك وعوده حميدة وزوجها لدارهم أما عن حميد وياسمين فتركت الأمر لك". 

عادت توحة لمكانها وتحدثت بسطوة تملكها بدمائها لكنها أبدا لا تحب إظهارها أمام أحبائها، حتى أن ياسيمن كانت مدهوشة من أن هذه المرأة هي نفسها توحة الحنونة خاصتها! 

"ليست نقود يا حاج حميد، بل ذهب .. ذهب حميدة كله سوف يذهب دية فداء تصرفها الدنيء مع ابنه الغال، غير ذلك لا عودة لها هنا لا هي ولا أبني ولا قبول للصلح بيننا يا حاج حميد". 

صرخت سعاد بحرقة وقهر 

"ابنتكم المعيبة!، وتريدون أخذ ذهب....". 

"سعـــــــــــــــــــــــــــــــــاد!". 

صرخة والدها الجمتها هي وحميدة على الفور ونظروا أرضا 

ضرب عبد الجبار فخذته  

"ما إن نجد مدلل امه الذي هرب كالاطفال حتى نقتص منه لإبنتنا نحن كفيلون بذلك". 

الرعب دلف إلى قلب حميد الكبير الذي يشفق على حفيدة أكثر من والديه بمراحل  

"أعطي الذهب لياسمين يا حميدة". 

نظرت لوالدها غير مصدقة أبدا ووجهها أحمر من الغضب وضرب عبد الرازق كل من كفيه بقوة  

"ما الذي تفعلينه يا أمي؟، كل هذه الجلبة من أجل ابنه الكلب هذه؟!!" 

زمجرت به توحه  

"لا تسبها في مجلسي أبدا". 

وقفت حميدة تختض من الغضب أغلى شيء لديها بالحياة هو ذهبها واشترت منه الكثير والكثير كانت تكنز مالها بذهبها. ذهبت لخلعه بينما الجدة أمرت علياء بالذهاب مع عبد الجبار وجلب علبه الذهب من الأعلى. 

جمع عبد الجبار الذهب بتشفي منها ووضعه أمام العم بطرس الذي كان يحضر الجلسة ووزن كل قطعة وعبد الجبار معه يسعر ويقيم كل شيء إلا أن أصدر رقم نهائي، راجعة عبد الجبار جيدا ومن ثم أخذ الوصل وذهب به للجدة وسط دموع وكسرة حميدة التي فقد أغلى شيء لديها اليوم. 

أبت الجدة حتى أن تلمسه بيدها  

"يا شيخنا الفاضل". 

نظر لها شيخ البلدة، فأمرت بنصف المبلغ لتكمله بناء المسجد والنصف الآخر من أجل خمسه أرامل علهم يفرجوا كربهم أيضا تحت إشراف شيخ المدينة وعوض معا. 

لطمت نهي المتلصصة على الجلسة وجهها بحسرة وغمغمت هي وباقي الصغار. 

"نأكل البصارة ثلاثة أيام بالأسبوع يا عالم، واحترق قلبي من المش ونوزع المال الذي أتانا أخيرا على البلدة!، سوف تعيش بالفقر ونموت بالفقر طالما نحن ماكثون بهذا المنزل". 

أنفض الجمع الذي كان يأمل بتحسن ولو طفيف في الأوضاع المتردية التي وصلوا إليها وكفوا عن التلصص لقد طار الأمل وانتهي الأمر! 

 

تبدلت النبرة قليلا في البلدة لصالح ياسمين التي لم تهتم للأمر بالأساس، فلا أحد يهمها بهذه البلد سوى عائلتها، كلام الناس والقيل والقال لا يعني لها أي شيء. 

لكنها تعلم أهميته لدى عائلتها وثقافتهم وتحاول استيعابه وتحاول تقبل الألم الحارق والطعم المر الذي لا يفارق حلقها على حب عمرها الذي طعنها بأقسى شكل ممكن، فركت وجهها بشدة تحاول التذكر  

ما الذي حدث  

ما الذي حدث؟ 

لا شيء كالعادة تتوه أكثر  

تحتاج إلى التحدث الي المعالجة خاصتها لكن محفظتها مفلسة تماما! 

"ياسمين أنت بخير؟". 

سأل ابراهيم بقلق بالغ عليها 

نظرت له بخيبة أمل 

"وضعتموني تحت الأمر الواقع عمي لم تدعوني أختار، كيف لهؤلاء الاشخاص الذين لا يعلمون عني شيء مطلقا يتحكمون في مصيري بهذا الشكل المهين؟!". 

بهت وجه ابراهيم ووضح لها عبد الجبار  

"لا يا ياسمين، ألم ترى رد اعتبارك بالبلدة كلها ولن يتحدث أحد عنك الآن بالسوء وحميدة تأدبت على فعلتها الحقيرة معك". 

غزت الدموع وجهها بشدة وأحمر بسرعة بشرتها أصبحت بيضاء شاحبة لعدم تعرضها للشمس منذ مدة طويلة وتظهر انفعالاتها بوضوح بالغ! 

"هذا لا يؤدي إلى أي شيء، أحيانا أشعر بأنها غلطة كبيرة بأنني عدت وبأنني أبدا لن أفهم عليكم". 

صعدت ياسمين حزينة إلى شقة والدها وقلب الجدة حزين عليها، 

 هزت ركبه ابراهيم  

"يوما ما سوف تكبر وتفهم عادتنا وأعرافنا وتعلم حينها أننا فعلنا الصواب". 

قبض ابراهيم كفه بقوة بينما غمغم عبد الجبار بغيظ 

"مضى عهد الصفاء والهدوء وعادت الحية إلى جحرها". 


أنصرف عبد الجبار عنهم ليجد نعمات استعدت وذاهبه إلى منزل أمها أخذها هي والصغار وما إن دلفوا حتى وجدوا جدتهم أعدت لهم ما لذ وطاب أكلوا بنهم بينما نعمات التي اصفر وجهها من كثرة العمل وقله الطعام الجيد الذي اعتادت صامتة. 

دلف والدها عليها ورحب بأحفاده ونظر لابنته الصامتة بحزن  

"اتيت لتوي من عند القبطان، غاضب لأنه لم يكن مدعو للجلسة العرفية". 

التفتت له بسرعة وفاقت من حزنها  

"أتريدها بحور دم يا أبي؟!" 

هز أكتافه بلا مبالاة وتناول قطعة لحم من الطاولة بعد أن ذهب للجلوس إلى جوارها. 

"أنه كبير البلدة شاء أم أبى الرحايمة وسوف يترشح بالانتخابات القادمة". 

التوت شفة نعمات وتحدثت بغضب 

"ووالد سامي الذي يطارد ياسمين كالمجانين هل نسيت ذلك يا أبي؟!". 

ضحك بشدة حتى سعل  

"غبيه ترفض هذا الشاب وتقبل بإن حميدة؟!، أنظري كيف مرغها بالوحل". 

زمجرت بأولادها بأن ينهوا طعامهم سريعا ليذهبوا فهي لا تريد أن تخرب بيتها من وراء ابيها وأفكاره البديعة! 

جذبها من ذراعها لتجلس  

"لقد رفعت السعر لضرتك لستمائة، وإذا ما أقنعتها لك مثلهم يا نعمات مكافأة، سوف أستثمرهم لك وتأخذين ربحهم كل شهر أعلم أن احوالكم متردية بشدة هذه الأيام وزوجك ينعش تجارته بنقود ضرتك، ها يا حبيبه أبيك هل سوف تفعلين هذا الأمر لي؟". 

انتفضت رافضة 

 "تريد اعطاء هذا المبلغ لابنه العلاف وتنصرها على؟!!!" 

"يا غبيه، وهل تفقهه تلك الخرقاء شيء!، زوجك سوف يأخذ المال كله بتجارته وأنت حياتك تتحسن وأنا أعطيك ربحك كل شهر دون أن يعلم عبد الجبار، انا أريد راحتك وأنت لا ترغبين سوى بالشقاء والبؤس!". 

هدأت قليلا وبدأت تفكر في الأمر، ولكن أمها هزتها بقوة بأن تسرع فهزت رأسها موافقة. 

* 

ابنه أخيه الغالية.. ذات الافكار النيرة! 

يجلس وراء الطارة ويخبط عليها بيده بضربات منتظمة وما إن لمحها تخرج بحقيبتها القماشية مترددة كعادتها حتى ارتسم الجد والعبوس على وجهه. 

كيارا صديقة ياسمين من الخارج لديها محل ملابس وطلبت تصميمات من ورد لكن ورد شعرت بالتوتر وبحثت ياسمين لها على دورة جيدة تعزز من مهاراتها، وتلك الدورة بالمحافظة أي نصف ساعة وحدهم بالسيارة مرتان بالأسبوع وهي فرصه لم تحدث أبدا من قبل! 

دلفت وبالكاد شعر بها وقاد الشاحنة الخضراء المهترئة خاصتهم بهدوء إلى المحافظة.  

"آسفة لتعطيلك أخبرت ياسمين بألا تحجز لي لكنها أصرت يمكنني الذهاب بالمواصلات إذا لم تكن تريد". 

صوتها بالكاد خرج لكنه كالعادة أشعل غضبه كرمي عود ثقاب بسائل حارق! 

"تحمليني هذه الدقائق اللعينة يا ست ورد!" 

التصقت بالباب من زمجرته وانكمشت على نفسها أكثر وغمغمت بهمس  

"آسفة". 

انكمشت إلى جوار الباب رأسها منحنى لا فضول لديها حتى كي ترى الطريق التي لا تذهب له مطلقا، بينما نعمات وأولاده يصرعونه ويتحججون بأي شيء ليذهبوا معه للمحافظة ورؤية كل شيء بها. 

خطف نظرة عليها سوف تختفي من الوجود دون أن يشعر أحد 

(لديك من جلد الذات ما يكفي بلدة يا ورد خمسة عشر عاما ولم تكفِ عن جلد نفسك بعد). 

ندم لأنه لم يتحكم بأعصابه كعادته دائما وأبدا إلى جوارها وما إن وجد محال للعصير حتى أوقف السيارة وطلب لهم كوبان كبيران، لم يسألها لأنها سوف ترفض أستلم الكوب العملاق خاصته وهو جالس بالسيارة وشربه على دفعتين بسرعة ومن ثم مسح شاربه الكث من العصير ولم يلحظ أن ورد تراقبه! 

نقد العامل وأنطلق بطريقة ونبهها بأن تشرب سريعا قبل أن يتغير لون عصير القصب ويفسد! 

تشرب من الماصة بهدوء وكل عدة دقائق كان يلتفت لها يحذرها من أن العصير سوف يفسد، وقد سعد كثيرا لأنه من وجه نظرة وجد طريقة لخلق حوار طوال مدة الطريق يلتفت يزمجر بها فترفع الماصة إلى شفتيها وهكذا إلى أن وصل الاثنان إلى مكان الدورة! 

صعد معها وكان ضخم عملاق وهي كائن صغير بالغ الهشاشة إلى جواره، المكان كله نساء لذلك لم يقلق نبهها قبل أن تدلف. 

"ياسمين تريد إرسال الملابس المطرزة من هنا لصديقتها، انتبهي جيدا على درسك علك تكوني سبب في فتح باب رزق لفتيات بلدتنا". 

هزت رأسها بطاعة ودلفت إلى القاعة، جلست بحذر وأخرجت دفتر وقلم ووضعتهم أمامها بحرص بالغ وصمتت بينما باقي النساء والفتيات الجالسون حول الطاولة العملاقة يثرثرون ويضحكون. 

هز رأسه بيأس منها لا أمل من تلك الفتاة أبدا. 

بحث عن حمام ومن ثم ذهب لقضاء عدة أمور وعاد بالموعد لأخذها نزلت ورد وأنطلق بطريق العودة وراقبها تتلوى على كرسيها بصمت فزمجر بها كي تخبره عن خطبها وبعد الضغط عليها أكتشف أنها تريد الحمام نتيجة لشربها هذه الكمية من العصير!!!. 

***  

وصل أمام منزل والد نعمات وهاتفها كي تنزل وكأن عاصفة هوجاء أقتحمت السيارة من صخب أولادة حتى أن السيارة أنخفضت قليلا بعد دخول زوجته!، عكس الصمت القاتل الذي كان يعيشه منذ لحظات بينما على جانب آخر كادت ورد أن تتوسل إلى ياسمين والجدة كي يتركونها تذهب لدورة المياة وقطع استجوابهم الغريب!. 

رمت الجدة بيدها بحنق بالغ 

"لا أمل منها يا ياسمين أخبرتك". 

هزت ياسمين رأسها بيأس منها هي الأخرى جذبت الجدة ياسمين إلى جوارها تهمس  

"أتذكرين الاشياء التي طلبتها منك من أجل ورد". 

"أجل أعطيتها لها كلها يا توحه فور عودتي". 

مالت شفة توحه على جنب بحسرة  

"تلك الفتاه بلهاء أذهبي لها الآن وجهزيها وأنا سوف أرسل لكم عبد الجبار على غلفه كي يراها". 

نظرت لها ياسمين تكبت ضحكها بشدة  

"يا لك من ماكرة توحة". 

زمجرت بها  

"من أفعالكم الحمقاء هيا". 

ذهبت ياسمين سريعا متحمسة من أمام الجدة وفرضت نفسها على ورد بالقوة والبستها أحد الفساتين التي اتت بها من الخارج وصففت لها شعرها وزينت لها وجهها بزينه ثقيله أيضا وأخذت صورة من أجل توحة وسط توتر ورد البالغ ورفضها لكن ياسمين فرضت نفسها عليها  

"لا أصدق!". 

غمغمت ياسمين بإنبهار حينما أنتهت منها  

"بقوامك هذا وشعرك الخلاب يمكنك العمل بعرض الازياء". 

شهقت ورد ضاربه صدرها الهش بقوة  

"ما الذي تقولينه يا ياسمين". 

"أقسم يمكنني إيجاد وكاله لك بالغد!". 

غطت ورد وجهها الذي أحمر بشدة وأخذت تستغفر ربها  

وكأن هناك أي أحد من الممكن أن يراها على هذه الهيئة قط!. 

"ياسمين!". 

جحظت عيونها بشدة تكاد تخرج من محاجرة للصوت الغليظ الذي زمجر خلفهم  

"ماذا هناك توحه تقول بأنك..". 

جمد عبد الجبار مكانه غير مصدق ما يراه قط 

وأدارت ياسمين ورد بقوة لمواجهته همت بالركض إلا ان عبد الجبار حذرها بعيونه من أن تفعل ذلك امام ياسمين وفي نفس الوقت مبهور غير مصدق ما تراه عيناه  

جسدها الهش يحتضنه فستان أسود يلتف حوله بدقة ويصل إلى منتصف فخذتها، عاري الاكمام تماما وشعرها الاسود بلفائف طويلة جميلة مبهرة، وشفتيها مغويتان كبيرتان أكبر من أي وقت مضى أما عيونها الساحرة المموهة بلون أسود كثيف لم يره عليها قط من قبل جعلها امرأة أخرى غير تلك التي عرفها منذ خمسه عشر عاما.  

سامحك الله يا ياسمين وهل ينقصه هذا العذاب سوف ترافق هذه الصورة أحلامه وتعذبه أمد الضهر! 

"ها جوجو؟ ما رأيك؟!". 

"سلمت يداك يا ابنه الغال". 

كاد قلب ورد أن يقف فخطفت شال تغطي أكتافها وهرعت للمطبخ الصغير خاصتها متعللة بتحضير الشاي، ظل يراقبها رغما عنه ولم يفهم شيء من ثرثرة ياسمين أبدا. 

طرقات عنيفة على الباب أفاقته فذهب ليفتح سريعا. 

* 

"هيا أحكي لي ما حدث بسرعة؟!". 

سألت توحه بلهفة أخرجت ياسمين هاتفها وكبرت الجدة حالما رأت هيئة ورد التي لم تتخيلها بها قط من قبل 

"بسم الله مشاء الله، هل تركتهم سويا الآن؟!". 

هزت ياسمين رأسها بيأس بأن لا 

فزمجرت الجدة بحدة  

"لماذا؟!!!". 

"أتت نعمات وأخذته من يده بسرعة البرق إلى شقتها". 

ضربت الجدة فخذتها بحسرة مرتين 

"عيني عليك يا ورد عيني عليك يا قلبي". 

راقبت الصورة خاصتها مرة أخرى بحسرة ثم انتبهت إلى أشياء غريبة على سرير ورد  

"ياسمين ما هذه الاشياء؟". 

ارتفع حاجب ياسمين بمكر  

"الم تخبريني بأن أحضر لها ملابس خاصة والعاب؟". 

غمغمت الجدة بغرابة شديدة 

"أغراض والعاب؟ !!.. لأي شيء وهل ورد طفله؟!". 

تأوهت ياسمين وقرصت وجنه جدتها بمرح 

"آه توحه لا تدعي المكر الآن، فأنا أكيده من أنك وجلجل كنتم أشقياء للغاية". 

وتركتها وذهبت وهي تضحك، تغضن حاجب الجدة بشدة وانحنت أكثر تقرب الصورة منها علها تفهم ما هذه الاشياء التي تتحدث عنها ياسمين، فعلى صوت شخير جلال زوجها فزمجرت به 

"أفق يا موكوس أصبح هناك أغراض والعاب!، حسرة عليك وعلى حظك يا توحه!" 

"!!!!!!". 

 

 

 

نهاية الفصل 

 

 

 

 

 

 

 

1 تعليقات

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال