حكايات بيت الرحايمة_الفصل الحادي عشر_ج2 بقلم هالة الشاعر

 


الحكاية الحادية عشر

 صحوة توحة 

(2)



"عمي إبراهيم سميح يعلم مكان حميد!".

فخطف الهاتف من يدها

!!!.

*** 

حكايات بيت الرحايمة


 "كنت أخبرتني من قبل بأن لك صديق حميم بمدينة .... هل استفسرت لي عن شخص ما رجاء؟!".

سأل حميد صديق مقرب له معروف وبعد دقائق جاوبه

"حميد عبد الرازق مهندس ديكور يعمل بشركة ... ومتزوج من رقيه حامد صاحبة العقار المقابل لصديقي".

بهت سميح وسقط فوق كرسيه غير مصدق أبدا ما تفوه به وطلب من صديقة الاستفسار بشكل أكبر فهذا لا يمكن، عاد صديقة بالمعلومة وأنها مؤكده لأن رقية وزوجة الصديق من هذه البلدة رفقاء وخرجوا معا أكثر من مرة.

"غريب سميح أليس من بيت الرحايمة ومن الدلتا مثلك أم أنه تشابهه أسماء؟".

صرخ عقل سميح مردد الكلمة غير مصدق وابن عمي

ابن عمي

ابن عمي!.

وكأنه تلقى لكمة عنيفة بصدره وكأن هناك من أعتصر قلبه

"ياسمين زينه بنات بلدتهم يكون هذا المصير مصيرها؟!".

***

صرخ إبراهيم بسميح بأنه حتما فقد عقله وهذا ليس وقته مطلقا

"لقد تأكدت بنفسي يا إبراهيم سوف أرسل لك صورته من حساب زوجته الساحلية".

جحظت عيون إبراهيم وهو يراقب الصورة التي فتحت على الفور ليبحث بيده عن شيء ما خلفه كي يجلس فساقه السليمة خانته أكثر من تلك المعطوبة بالأساس!.

ذهبت الجدة بخطى مرتعشة نحو إبراهيم تستفسر منه عما يحدث، جمد لثواني ثم رفع الهاتف وسأل سميح

"منذ متى؟!".

"ثلاثة أعوام".

أنزل الهاتف من يده ونظر لياسمين التي تتجه نحوه بخطي حثيثة

"ماذا ماذا أ أين هو؟".

لو كان بعقله لما نطق لكن الصدمة أفقدته أتزانه

"حميد متزوج.. منذ ثلاث سنوات".

شهقات ونظرات عدم تصديق للجميع وعيون ياسمين بدأ يصيبها الفواق قليلا وتتسع شيئا فشيء!.

"هذا مستحيل!، مستحيل!!".

فقدت الجدة اتزانها وأمسك بها عبد الجبار سريعا قبل أن تسقط بهتت حميدة للوهلة الأولى هي الأخرى وأخذتها الصدمة لكنها تداركت نفسها سريعا، ورفعت يدها عاليا وأخذت تزغرد وتزغرد إلى أن أنقطع تنفسها!.

وضعت يدها على قلبها تقابل النظرات الذاهلة الغير مصدقة، بشماته ممزوجة بسعادة خالصة.

"حمد لله أن عوضه بمن هي خير منك، فأنت شؤم على كل من يعرفك".

بصقت الكلمات على ياسمين التي تتراجع وتهز برأسها بلا وتغمغم بالإنجليزية

" لم يفعلها حميد لم يفعلها".

جن أبراهيم يهزها بأن تتحدث بالعربية وبأنه لا يفهم عليها لكن رسالة أخرى وصلت هاتفه من حميد نفسه جحظت عيونه مقرب الهاتف له غير مصدق وغمغم غير مستوعب

"طلقها؟!".

ورفع رأسه مصدوم غير مصدق

"حميد طلقك".

فأغشي عليها.

*** 


شهر كامل مر

لكنه أطول شهر من الممكن أن يمر على إنسان ما، بيوم واحد كانوا محط أنظار البلدة الحفل الضخم الذي شمل كل الفئات أنقلب إلى حسرة وفضيحة ممزوجة بعار لا ينتهي.

متكورة على السرير فاقدة الاحساس بالمكان والزمان لا تفهم حقيقة ما الخطأ الذي ارتكبته كي تكافئ بهذا الشكل على اليوم الكبير الذي انتظرته طوال حياتها، بعد كل ما قدمته من تضحية لهذه العلاقة كي تستمر خطت لها النهاية قبل حتى أن تبدأ!.

·       الديون تلاحقها بأستراليا.

·       حسابها متوقف.

·       عملها ك مؤثرة وناشطة على وسائل التواصل دمر تماما لأن خبيرة التجميل الشهيرة التي أتت لتزينها يوم عرسها صنعت بدلا من الفيديو الواحد ثلاث تسب وتشتم ياسمين لتكبرها وتعاليها وغطرستها وأنها ليست ذلك الملاك البريء الذي يظنه متابعيها.

·        فضيحة طلاقها يوم عرسها التي دمرت سمعتها تماما كمؤثرة على مواقع التواصل، أو كفتاة بمدينة صغيرة الكل بها يعرف الآخر.

·       الحب الذي دافعت عنه وخسرت الكثير والكثير من أجله فقدته بطرفه عين، لا بل أسوء بل كان وهم كبير بعد صراخ حميدة وعبد الرازق عليها بأن السبب الوحيد على موافقتهم على هذه الزيجة الإرث الذي أطاحت به وبعد أن أصبحت فقيرة معدمة خير فعل بأن طلقها!.

حياتها دمار كبير ولا تستطيع أن تجد سبب واحد كي تبقي من أجله على قيد الحياة.

حاول عوض وورد معها أكثر من مرة لكن لا فائدة لم يفلح أحد بإخراجها من هذه الحالة بعد!.

أغلقت ورد عليها الباب الخاص بغرفتها بمنزل والدها لأنها لم تعد لشقتها الجديدة أبدا مرة أخرى، ونزلت أسفل للجدة التي سألتها بلهفة.

"كيف حالها يا ورد هل تحدثت معك؟ هل تناولت طعامها؟!".

هزت ورد الصامتة رأسها بلا بأنه لا جديد لازالت على حالها

أسندت الجدة رأسها على كفيها المستندين على العكاز لقد قسم ظهرها ما حدث وعادت تسير بالعكاز مرة أخرى.

"سامحني يا ولدي سامحني".

الحال بالأسفل لم يكن أفضل حالا من الأعلى، دمرت سمعه العائلة كلها مما حدث وتأثرت تجارتهم، الكلام السيء بالبلدة ينهش بسيرتهم نهشا بأنهم موافقون على فضيحة ابنتهم الأجنبية التي كانت تسير بالبلدة دون حياء أو خجل متشدقه بنفسها رافضة نصف العرسان بتكبر.

كسرت نفوسهم كما لم تكسر من قبل، والهم والحزن وضيق الحال الذي أزداد لم يترك منزل واحد بالبيت الكبير بيت الرحايمة!.

رفعت رأسها وسألت عبد الجبار

"هل بعت شيء اليوم؟".

هز رأسه بأسى بأن لا

"البضاعة سوف تفسد!".

تحدثت بحسرة

أخذ عبد الجبار نفس عميق متعب

"لله الأمر من قل ومن قبل ومن بعد".

تحدث عبد العزيز والد رحمة وهو مهموم فهو بالأساس كان يعاني ضيق الحال وما حدث من نبذ الناس لهم جعله يعاني من الجوع حرفيا!.

"لمَ لا تعود ياسمين يا أمي حتى يهدأ الوضع قليلا وتنسى الناس ما حدث".

نظرت له بعيون جامدة فاقسم بتعب

"والله إن كل كلمه تطلق عليها بالبلدة كالسهم بقلبي وكأنهم يلوكون بسيرة رحمة لا ابنه أخي، ولكن ما باليد حيلة رأيت بنفسك ضربنا وشتمنا وتعاركنا مع نصف البلدة حتى لم يعد لنا أحد يتحدث معنا!".

هزت رأسها بأسى موافقه ما مروا به ليس هين خاصة وأن كل من أبنائها وأحفادها ذو دماء حارة محبين لياسمين وما حدث لها لم يكن بالهين لم ترى حرفيا أسوء من ذلك الشهر بعمرها الكبير كله وهي مرت بالكثير بالفعل..

  حقا بالكثير!.

غمغمت الجدة بعذاب

"هاتفت صديقتها فتحي بإيطاليا وأخبرته بأن جون بعد وفاه إليزابيث مدمر تماما ولن يستطيع الاعتناء بها، أخشى عليها ذهابها في هذه الحال تفعل بنفسها شيء سيء".

نظر الجميع إلى الأرض بقله حيله، فارت رأس عوض وأخذ ورد وصعد سريعا لياسمين بعد أن ضرب الباب بقوة.

 بعد مدة طويلة.. بعد أن أيقنت بأن الطارق لن يترك الباب أبدا ذهبت يا سمين كي تفتح وهي واهنه.

"أنقذينا يا بنت العم فأنت من لديك العلم والمعرفة".

ناظرته من بين غشاوة فالرؤية لم تعد واضحة لديها مؤخرا بسبب كثرة البكاء

"ماذا هناك؟".

فقص عليها عوض حالتهم مؤخرا بإيجاز شديد

وضعت يدها على فمها غير مصدقة مدى السوء الذي أصاب الجميع بسببها وبسبب غباءها لقد رفض الكل الزيجة وهي بتكبرها ورعونتها عارضت الجميع وحاربتهم لسنوات يبدو أن رؤيتهم كانت واضحة وضوح الشمس.. وضوح لازالت تجهله إلى اليوم!.

"أسفه عوض.. أسفه أقسم بأنني لم أتعمد أي من هذا أعذرني على هذا الضرر البالغ وسامحني أرجوك سامحوني جميعا سوف أذهب من هنا في الحال!".

تراجعت للخلف بضياع تهم بالذهاب من هنا بلا عودة فصرخ بها عوض بغضب بالغ.

"هل هذا هو الحل؟!".

التفتت له وهزت رأسها بأنها لا تملك من أمرها شيء آخر بضعف واستكانة لم يعهدها بها، أججت به نيران الغضب أكثر من زي قبل على حميدة وأبنها.

"لم أعهدك هكذا يا بنت العم؟ لم أعهدك ضعيفة قليلة حيله، لم يربيك عمي على هذا الخنوع والضعف!، يا خسارة تعبه.. يا خسارة أمله بك، أنت هي ياسمين نفسها التي كان يشير إليها بأنها المستقبل!".

ضرب كل كف بالأخرى وذهب وهو حزين تاركا إياها غارقه في بؤسها.

ذهبت ورد خلفه ودلفت ياسمين لغرفه والدها وأخرجت بذلته المفضلة وافترشتها على السرير وتكورت فوقها.

بكت بشدة، عاشت حياتها كلها ممزقة بين الغرب وانفتاحهم كانت هي المتزمتة ضيقة الأفق، وهنا كانت هي المنفتحة الجريئة بلا قيود أو حدود عاشت عمرها كله بحيرة وأملت بأن تكون مقبولة فقط لكونها ياسمين لكونها هي لا لكونها أجنبيه أو لكونها عربية ماذا عنها هي؟!.

"أبي أحتاجك بشدة أحتاجك!".

جذبت الصورة من الكومود تقبلها والنظرة الواثقة بعيون والدها وهو يبتسم بالصورة شدت من عزمها بشكل غريب!.

***

رفعت الجدة رأسها غير مصدقة رؤيتها بالأسفل وأخيرا، نحيفة شاحبة وذهب منها امتلاء جسدها المميز والمثير!.

فتحت ذراعيها سريعا فركضت ياسمين نحوها بسرعة تبكي بشدة

"أسفه جدتي أسفه جدا".

ربتت على وجنتيها تمسح دموعها بحنو، لا تستطيع التفرقة إذا ما كان الحب الذي تكنه لياسمين الحب الذي افتقدته مع بناتها أم حب الجدة للحفيدة؟، لا يهم المهم انه حب كبير ومميز يملئ عليها حياتها نور وبهجة وحينما تفقدها تفقد النور معها.

التفتت ياسمين لجميع الحاضرين بخجل بالغ

"أسفه جدا لمَ سببته لكم من ألم بالغ.. أسفه بشدة سامحوني رجاء".

سارت الهمهمات بينهم بأن لا ذنب لها، ما بين واثق وما بين خجل وما بين مهموم، لا أحد يعلم لمَ فعل حميد فعلته الكل شك بها فور فقدان حميد وظنوا بها الظنون، لكن ما إن عرفوا بزواجه من أخرى بات كل شيء حرفيا مشوش.

أمسكت بكف توحة

"سوف نضع خطة ونتجاوز هذه الظروف معا أعدك".

"أنا أثق بك يا أبنه الغالي".

ودمعت عيونها بشدة

"فوالدك دوما ما كان ينقذني!".

ترحم الجميع على أخيهم الغالي وعلى فقدانه، أثناء دخول إبراهيم للمكان سريعا غير مصدق أنها بالأسفل

"ياسمين".

ناظرها بدهشة غير مصدق نزولها أخيرا أو نحولها!، شعرها على غير العادة غير مجعد مسدل طويل بلا نهاية أملس بشكل غريب عليها.

تنفسه عال وكأنه أتى راكضا لكنه كان فرح مدهوش ليس إلا، يريد إزاحة أي من الثقل القابع فوق صدره لشعورة الشديد بالفرح بأن الزيجة لم تتم ورغم سعادته بهذا الشعور إلا أن الخراب الذي ألم بهم والحزن والدمار الذي ألم بها يحزنه، ممزق بين شعورين غريبين لا يدري لمن بهم الاحقية.

ترك حيرته وأقترب منها سريعا ثم أخرج مفاتيح سيارته المهترئة يلوح بها أمامها رغم أنها لم تكن بمزاج يليق حقا إلا انها حزنت بشدة على الجميع فقررت مسايرته

"لا أصدق سوف تجعلني أقود سيارتك أخيرا!".

ارتفعت رؤوس باقي أعمامها رافضين الفكرة بشدة

"لا يا إبراهيم لا تدع الناس تتحدث علينا أكثر دعهم ينسونها".

النظرة الحزينة بعيون ياسمين جعلته ينتفض

"وما بها ياسمين؟!

 ومن أخبرك بأنني أريد لأحد بأن ينساها؟!"

 وجذبها من ذراعها النحيل بقوة

"بل أريد للبلدة كلها بأن ترى أن أبنه الغالي مرفوعة الرأس ,أبيه مثلما كانت طوال عمرها ولم يكسرها ابن الحوامدية أو يحزنها".

وزمجر بقوة بياسمين

"أليس كذلك يا ابنه عبد السميع؟!".

صراخه كان عال، أشعل الحياة بقلبها فخطفت المفاتيح من يده وانطلقت راكضة.

ابتسم عوض بشدة بأن كلامه هذه المرة أفلح معها وأن إخفائهم الظروف التي مروا بها كان خطئ فادح، كان عليهم إشراكها منذ اليوم الأول كي تفيق سريعا لكن الجدة خشيت عليها بشدة تاركه إياه بمصابها الكبير.

ركض عوض خلفهم وكذلك عبد الجبار الذي صرخ بهم ما إن وصلت ياسمين إلى السيارة

"انتظروني يا أوغــــاد!".

ركبت ياسمين سريعا وإبراهيم ثم عبد الجبار الذي أغلق الباب خلفه بصعوبة لضخامة جسده وقفز عوض بصندوق الشاحنة من الخلف يطرق السقف فوق رؤوسهم بقوة بالغة صارخا بهم.

"لنثير الجدل يا أبناء الرحـــــــــــــــــــــــــــــايمة".

انفجروا ضاحكين جميعا وانطلقت ياسمين بالسيارة، سألت عن أي اتجاه تسير التارة خاصته فنظر لها إبراهيم بحنان لم تره.

"أصلحتها، خفت أن تتهوري وتقودينها وحدك".

القت نظرة خاطفة عليه وابتسمت بشدة له، شعرها الطويل الجميل يتطاير حولها وأشرقت شمس حياته فقط لضحكتها.

صرخت بعوض بأن يتمسك جيدا وقادت بأقصى سرعة لديها، كلما زادت السرعة كلما زاد الأدرنالين خاصتها وكذلك لكل من الرجال الثلاثة شيء احتاجوه بشدة بعد الخمول والضياع الفترة الماضية ازدادت ضربات قلوبهم بشدة وخرجت ياسمين على الطريق السريع خارج بلدتهم وهي تصرخ بحماسة على طريقة رعاه البقر صرخة أنثوية حماسية

"وووهههووو".

تمسك عبد الجبار جيدا بالباب وكذلك عوض الذي لم يختبر سرعة مثل هذه من قبل.

 شعرها الناعم يطير للخلف بسرعة كبيرة، أما عن إبراهيم لم يدري سبب ازدياد ضربات قلبه هل لأنها تجلس إلى جواره أم فقط من السرعة الزائدة، كلما حاولت الابطاء ضرب عوض السقيفة فوقهم بأن تسرع فتتشجع أكثر لتسرع من جديد. انتهت السرعة الجنونية على الفور ما إن مرت السيارات إلى جوارهم وأصبح الطريق شاغر بالسيارات مرة أخرى أعجب عبد الجبار وإبراهيم علي الفور بتعقلها وهزوا رؤوسهم مستحسنين القيادة خاصتها، ضرب عوض السقف بقوة مرة أخرى

"البلدة أذهبي إلى منتصف البلدة".

فرك عبد الجبار كفيه

"هيا يا بنت أسرعي لم أضرب أحد اليوم".

الشر الممزوج بالثقة ينبعث منهم، عادت يا سمين نحو مدينتهم وأثناء طريق العودة صاحت بهم.

"وجدتها.. وجدت خطة لهذه المشكلة".

نظر كل من إبراهيم وعبد الجبار لها سريعا

"لا يريد أحد من البلدة التعامل معنا؟!".

"أجل"

التفتت لهم وابتسامة شريرة على ثغرها

"لا بأس أبدا، لنترك لهم البلدة ونذهب إلى أخرى".

فارتفع حاجب كل من إبراهيم وعبد الجبار عاليا!!.

***

ظلت بالخارج بعد أن شاهدت ياسمين تقود السيارة وتنطلق بها ووقفت بمنتصف صالة منزلها تراقب البيت الذي تعمره منذ أن كانت بالرابعة عشر من عمرها.

 أجل هي بهذه الأرض منذ الرابعة عشر تحارب وتكافح وتربي وتعلم وتزوج وبالنهاية ماذا؟!، فعله مثل تلك تهد كل شيء بل وتهدد بتجويعهم؟!.

رغم قبح الفعلة إلا أن توحه تيقنت بشدة في تلك اللحظة وهي تراقب كل من أحفادها كل منهم لاه بهاتف أو أخبار تافهة وكذلك أولادها الذين استسلموا لسبب أو لأخر بأن هذه المصيبة أثرت بهم لهشاشتهم وضعفهم.

لو كانوا أقوياء لما أثر هذا الحادث بهم كل هذا التأثير، لقد تفرق وتشتت أولادها وأحفادها بكل معنى للكلمة.

لقد بنيت هذا المنزل وتعبت به وروته حرفيا ومعنويا بدمها قبل عرقها!.

والكل الآن يخبرها بأنهم عليهم بيع المنزل والأرض وتقسيم النقود عليهم ويذهب كل منهم حيث يشاء، ما إن استوعبت الغفلة التي أصبحت بها دارها حتى غلت الدماء بعروقها بشدة تعتصر العصا خاصتها وتنظر للكل بغيظ بالغ إلا أن الكل كان لاه ولم ينتبه أحد عليها!.

"توحه وجدتها".

التفتت الجدة لياسمين التي دلفت بحال أخر غير الحال الذي خرجت به وخلفها كل من الرجال الثلاث يلهثون بفرح

همست لها ياسمين سريعا بخطتها وبدأت الابتسامة والأمل يشق ثغر توحة تدريجيا ما إن أنهت ياسمين حديثها بأذن الجدة حتى ضربت توحة العصا بالأرض بقوة وصرخت بالبيت.

"لينزل كل أهل هذه الدار لي بالحال، إنه وقت العمل يا أكسل وأبرد خلق الله!".

صياحها كان عال,

 مخيف,

 مرعب!

 تجمع على أثرة أهل البيت كله، التفتت ياسمين وابتسامة لعوب على ثغرها تغمغم بمكر للثلاث رجال

Toha is back baby

 

 

نهاية الفصل.

 

 

 

 

إرسال تعليق

يسعدني معرفة رأيك بالفصل أو المقالة

أحدث أقدم

نموذج الاتصال